فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصورة من إحدى المكتبات في إدلب

المكتبات في إدلب أغلقت أبوابها أو تحولت لبيع القرطاسية

رشا عبدالرحمن

ترتب “حياة” ما تبقى من رفوف مكتبة احترقت معظم كتبها، حين أقدم عناصر من الشبيحة على اقتحام منزلها وإحراق ما فيه. تحاول جاهدة تعويض ما خسرته بالبحث عن كتب جديدة […]

ترتب “حياة” ما تبقى من رفوف مكتبة احترقت معظم كتبها، حين أقدم عناصر من الشبيحة على اقتحام منزلها وإحراق ما فيه. تحاول جاهدة تعويض ما خسرته بالبحث عن كتب جديدة في إدلب، لكن محاولاتها تبوء بالفشل بعد إغلاق مكتبات كثيرة أبوابها، وتحول ما بقي منها في المدينة لبيع القرطاسية واللوازم المدرسية والجامعية.

الملفات الإلكترونية بديلاً عن المكتبات

توفر شبكات الإنترنت، وبعض المجموعات التي تعنى بالكتب، نسخاً مجانية من الكتب الرقمية، كذلك نسخاً مدفوعة الثمن لا يستطيع المهتمون بالقراءة في إدلب الحصول عليها لأسعارها المرتفعة وعدم امتلاكهم لبطاقات الدفع البنكية.

وتشكل المكتبات الإلكترونية المجانية مصدراً هاماً للقراء، لكنها في الوقت نفسه أجبرت المكتبات على إغلاق أبوابها أو التحايل على استمرارها من خلال ما أضافوه لهذه المكتبات وتحولها من بيع الكتب إلى تزويدها بالقرطاسية واللوازم المدرسية وتقديم الخدمات الجامعية كالتصوير والتغليف..

يقول “المؤرخ” فايز قوصرة إن عدداً من مكتبات إدلب الشهيرة أغلقت أبوابها خلال السنوات الماضية ولأسباب مختلفة، منها مكتبة الظافر في سوق صياغ المدينة، ومكتبة غفير التي أغلقت بعد وفاة صاحبها، ومكتبة ولي زكي المتخصصة بالصحف والمجلات والكتب، وهي المكتبة الوحيدة في مدينة إدلب من هذا النوع، حيث أغلقت بعد وفاة صاحبها أيضاً.

وأضاف قوصرة، أن مكتبتي المركز الثقافي واتحاد الكتاب العرب كانتا تبيعان كتباً من نشرهما وطباعتهما وتوقف عملهما أيضاً.

الصورة من إحدى المكتبات في إدلب
الصورة من إحدى المكتبات في إدلب

يعمل عبد الرحمن بمكتبة الأقطار العربية والتي يزيد عمرها عن سبعين عاماً وورث العمل بها عن جده، يقول إن مكتبته ثاني مكتبة في إدلب، وتمكن من الاستمرار بعمله نتيجة نجاحه بمواكبة تطورات المرحلة، إذ تراجعت تجارة الكتب بنسبة قدرها ب 90% لكن بالمقابل نشطت طباعة الكتب الالكترونية والمحاضرات وتصميم الفيليكس ما شكل موارد بديلة لتلك المكتبات.

يرجع عبد الرحمن سبب تراجع الإقبال على شراء الكتب لانتشار الإنترنت وسهولة الوصول للمعلومة التي يبحث عنها القارئ، إضافة لارتفاع أسعار الكتب الورقية مقارنة بالنسخ الالكترونية التي يمكنك الحصول عليها بشكل مجاني في الغالب.
يرغب بعض القراء باقتناء كتب خاصة لكن صعوبة العثور عليها في إدلب تدفعهم لطباعتها محلياً إذ يعمل صاحب المكتبة على نسخها وتغليفها بناء على طلب الزبون.

ويرى أيمن النبعة “مدير مكتبة نقش” أن صعوبة استيراد الكتب وتكاليف طباعتها المرتفعة دفعت بعض المكتبات للعمل بمجال آخر، حيث تحولت مكتبات ابن الوليد والقباني والنور خلال فترة الثورة، من بيع الكتب إلى القرطاسية والخدمات الجامعية والمدرسية، مشيراً إلى أن نوعية الكتب التي كانت تحتويها تلك المكتبات، لا تتعدى الكتب الدينية التي كان يسمح النظام بتداولها، إضافة لبعض الروايات البسيطة والكتب الثقافية اليومية.

الصورة من إحدى المكتبات في إدلب
الصورة من إحدى المكتبات في إدلب

ويردف النبعة، أن ندرة الكتب الثقافية في تلك المكتبات يرجع إلى سياسة النظام الذي يمنع انتشار الثقافة الفكرية في المدينة، إضافة لانخفاض إقبال الأهالي وسكان القرى المجاورة على القراءة وشراء الكتب، والتي يرجع سببها لضعف القوة الشرائية لديهم.

اهتمام وآفاق جديدة أمام رواد القراءة

افتتحت مكتبة نقش قبل أعوام وبعد تحرير مدينة إدلب لتلبي رغبات القراء  على اختلاف مشاربهم الفكرية، وبالرغم من ضعف الإقبال على شراء الكتب، إلا أن أيمن نبعة القائم عليها يرى أن الإقبال جيد مقارنة بالفترات السابقة، وبالتزامن مع انتشار القراءة الالكترونية التي سهلت وصول المعلومة للقراء وبأي وقت وبأقل تكلفة، إلا أنه ومع ذلك ما زال هناك من يبحث عن الاتصال والروابط الذهنية المتبادلة بين القارئ والكتاب الورقي، إضافة للأذية العينية التي تسببها القراءة الالكترونية والإضاءة المنبثقة عنها للقارئ.

تحولت “نقش” لدار نشر مصغرة أكثر منها مكتبة، وبدأ النبعة باستجرار الكتب وطباعتها ونشرها منذ عام 2016، لافتا إلى أن وجود دار للنشر بالصيغة المعروفة والشهيرة كاستقبال المؤلفات وإعادة صناعتها من جديد وطرحها في الأسواق ككتاب نظامي، هذا الأمر غير متاح حاليا، لعدم توفر طريقة لنشرها في باقي الدول وعدم وجود وسيلة لحفظ حقوق الملكية.

بسطات الكتب

اعتاد قراء إدلب على ارتياد بسطات بيع الكتب التي كانت تنتشر في ساحة الساعة قبل سنوات الثورة، تقول حياة كنت أقصد تلك البسطات بشكل مستمر، حيث تجد بعض الكتب القيمة التي يجهل أصحابها قيمتها ويمكن الحصول عليها بمبالغ بسيطة مقارنة بأسعار المكتبات الكبيرة والكتب الجديدة ذات الغلاف الفني.

وتشير حياة إلى أنها جمعت مكتبة متوسطة الحجم مختلفة المحتوى بين الحداثة والقدم من الكتب عن طريق بسطات الكتب لكن هذه الموارد لم تعد متوفرة حالياً ما صعب الحصول عليها.

يرى بعض من التقيناهم من القراء أن تقليب صفحات الكتاب وكتابة بعض الملاحظات على هامش الصفحة يمنح القارئ متعة أكبر بكثير من القراءة الالكترونية، إلا أن ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بدخل الفرد وصعوبة الحصول على بعض الكتب يدفعهم للاعتماد على القراءة الالكترونية والابتعاد عن المكتبات .