فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

حالة الطقس -صفحة أنس رحمون على الفيسبوك

تطبيقات حالة الطقس في إدلب تفتقر للدقة.. وغياب لوحدات الرصد الجوي

محمد الأسمر

يتناقل الناس في إدلب أخبار حالة الطقس عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون التأكد من صحتها، وتشكل تلك الأخبار رعباً لآلاف المقيمين في المخيمات، نظراً لضعف البنية التحتية وهشاشة الخيام التي […]

يتناقل الناس في إدلب أخبار حالة الطقس عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون التأكد من صحتها، وتشكل تلك الأخبار رعباً لآلاف المقيمين في المخيمات، نظراً لضعف البنية التحتية وهشاشة الخيام التي يسكنوها، وتأثرها بالمناخ تجنباً لكوارث متلاحقة في كل عام.

تفتقر محافظة إدلب لوحدات الرصد الجوي ، وتكتفي وزارة الزراعة بإصدار نشرة الهطولات المطرية، مبررة ذلك بحاجة وحدات الرصد لأجهزة غير متوفرة في إدلب، بحسب ملهم الأحمد مسؤول العلاقات الإعلامية في الحكومة، ما يدفع الناس للتنقل بين الصفحات والتطبيقات التي يتابعونها لتكوين صورة أولية عن حالة الطقس والتي غالباً ما تكون متباينة في دقتها.

يرى أنس الرحمون “مهندس زراعي وراصد جوي” أن العامل المادي يلعب دوراً رئيساً في تشتت النشرات الطقسية، ويشرح هذا السبب بقوله، إن الربح عبر الإنترنت شجع الكثير من أبناء المنطقة على إنشاء تطبيقات الكترونية ربحية وصفها بـ “البعيدة عن المصداقية”. ولتشجيع الناس على التعامل مع هذه التطبيقات يقوم أصحابها بالترويج لها عبر نشر توقعات جوية مثيرة للاهتمام، ويكمل الخبر بعبارة “لمعرفة المزيد يرجى زيارة التطبيق أو الدخول إلى إحدى غرف تلغرام”، “ناهيك عن “تداول صوتيات عبر الوتس آب تعود لأشخاص غير مختصين يأخذون معلوماتهم من نشرات الصفحات الموثوقة ويضيفون عليها تحذيرات لا تمت للعلم و الواقع بصلة، مما يتسبب بحالة رعب غير مبرر بين سكان الخيام و المزارعين”.

أنشأ الرحمون منذ سنوات صفحة خاصة تعنى بمتابعة حالة الطقس بشكل يومي، وأرفق نشرته بإرشادات زراعية وتحذيرات للمدنيين من أي تقلبات مفاجئة.

يقول إنه يقضي أكثر من ساعتين يومياً لقراءة الخرائط الجوية العالمية للخروج بنشرة جوية مع الإرشادات الواجب اتباعها لتجنب المخاطر.

بدأ الرحمون بدراسة أحوال الطقس منذ أكثر من عشر سنوات إذ كلفه المشرف على رسالة الماجستير التي كان يقدمها بدراسة أحوال الطقس وإرفاقها بالرسالة.

لم يتعمق الرحمون بدراسة علم الأرصاد الجوية أثناء دراسته الجامعية، لعدم توفر مناهج خاصة به ضمن الجامعات السورية، وكان منهاج الهندسة الزراعية يضم مادة واحدة فقط عن علم الرصد الجوي بسبب ارتباطه الوثيق بالزراعة، لكن شغف الرحمون ورغبته بالمتابعة دفعاه أكثر للتعمق في هذا العلم.
يقول إنه بدأ بشكل رسمي بنشر حالات الطقس في سنة 2013 نتيجة حاجة الناس لهذه الخدمة، إذ لم يكن الانترنت منتشراً بهذه الكثافة وبات من الصعب على المدنيين وقتها متابعة نشرات الطقس التي كانت تطلقها بعض القنوات بسبب انقطاع التيار الكهرباء.

يستهدف الرحمون من خلال النشرات الجوية التي ينشرها على صفحته كافة شرائح المجتمع، مثل التحذيرات التي يطلقها في الصيف والتي تفيد عناصر الدفاع المدني للتحضر لحرائق محتملة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، في حين تصب غالب نشراته في فصل الشتاء بخدمة سكان المخيمات والمزارعين، لإخبارهم بمواعيد المنخفضات الجوية بهدف إنهاء العمليات الزراعية قبل وصول المنخفض مثل الحراثة والبذار ورش الأسمدة.

تحذيرات حول حالة الطقس -صفحة المهندس أنس رحمون على فيسبوك
تحذيرات حول حالة الطقس -صفحة المهندس أنس رحمون على فيسبوك

يرى الرحمون أن إنشاء وحدات رصد جوي أمر سهل جداً، إذ يمكن تأمين المعدات اللازمة من تركيا وبأسعار بسيطة، لكن تكمن المشكلة في غياب القرار اللازم والإرادة لتشغيل مثل هذه المحطات.

وتحدث عن قيام الحكومة المؤقتة سنة 2016 بدعم مشروع إنشاء محطات رصد جوي في إدلب بعد مشاهدة عمل الرحمون والتنسيق معه، وتم نشر ست محطات في (كفرنبودة، تلمنس، سراقب، الجينة، القنية، ومارع) واستمر عمل هذه المحطات لمدة سنة واحدة، وبدأت عملية بناء قاعدة البيانات المناخية والأرشفة، لكن لاحقاً تم سحب هذه المحطات وتوجيهها لريف حلب الشمالي.

لا يتلقى الرحمون أي دعم لمشروعه ويقول إنه مستمر به لحين توفير البديل الرسمي الدقيق الذي يقدم خدماته للناس في إدلب.

يقول من التقيناهم إن بعضهم يعتمد على صفحات الفيس بوك التي وصف أخبارها بالدقيقة، في حين يعتمد آخرون على تطبيق جوجل الذي يمنحهم حالة المناخ لكل منطقة من مناطق إدلب.