فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الأرقام الوهمية بديلاً من السورية لتفعيل الواتس آب في إدلب

محمد جميل

مع غياب شبكات الاتصال عن مناطق المعارضة لجأ الناس إلى الأرقام الوهمية كحل بديل لتفعيل برامج التواصل الاجتماعي والتي لا يمكن الاستغناء عنها كونها وسيلة الاتصال الوحيدة، لكن تلك الحلول […]

مع غياب شبكات الاتصال عن مناطق المعارضة لجأ الناس إلى الأرقام الوهمية كحل بديل لتفعيل برامج التواصل الاجتماعي والتي لا يمكن الاستغناء عنها كونها وسيلة الاتصال الوحيدة، لكن تلك الحلول لم تكن ناجعة دوماً ووضعت المستخدم أمام خيار خسارة رقم هاتفه كل فترة، أو دفع كلفة إضافية للحصول على رقم تركي

“مكالمة الطوارئ فقط أو الخدمة غير متوفرة” هو ما يظهر على شاشة الهاتف المحمول غالباً بدلاً من شعاراتMTN  وسيرياتل التي غابت أيضاً عن واجهات محلات الموبايلات في إدلب، ليكتب بدلاً عنها “أرقام أمريكية وسويدية وكندية” إضافةً لشعارات الشبكات التركية “تروكسل” و آيلوكس.

تباع الأرقام الوهمية في أغلب محلات الموبايل وهي أرقام بدون شرائح SIM في الغالب، ويمكن الحصول عليها من خلال بعض تطبيقات آندرويد ويتم تفعيلها عن طريق بريد إلكتروني يضيفه المستخدم ليحصل على رقم يزوده به التطبيق ليصبح بإمكانه استقبال كود تفعيل واتس آب وغيره من برامج التواصل كالتلغرام والفيس بوك دون إمكانية استخدام الرقم للمكالمات الهاتفية والرسائل النصية نظراً لعدم وجود شريحة أو شبكة خليوية تخدم هذه الأرقام، بحسب عبد الحميد المحمد أحد مستخدمي هذه الأرقام.

فقد عبد الحميد رقمه السوري ما دفعه للاعتماد على هذه الأرقام الوهمية لصعوبة الحصول على رقم سوري جديد، يقول إنه اضطر لتغيير رقمه أربع مرات خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر، إلا أنه في كل مرة  كان يعود لاستخدام هذه البرامج لأنها رخيصة الثمن ولا تحتاج إلى ثبوتيات شخصية للحصول عليها، في حين يبقى عيبها الأكبر أنها لا تحافظ على الخصوصية وقد ينتقل رقمك لشخص آخر في أي وقت وذلك لاعتمادها على برمجية تختار الأرقام بشكل عشوائي بغض النظر عن المتاح والمشغول منها.

ومن السهل الحصول على رقم لتفعيل واتس آب من أي محل موبايلات ويتراوح سعرها بين ليرتين إلى ثمانية ليرات تركية، حيث يمكنك الحصول على الكود من خلال أحد تطبيقات (TEXT NOW) أو (TEXT PLUS) وغيرها من التطبيقات المأجورة أو المجانية والتي تجدها على مواقع خدمات الاتصال.

تتألف تلك الأرقام من ثلاثة أنواع بحسب أيهم “صاحب محل لخدمات الموبايل” الأول أرقام عن طريق برامج مجانية وأرقام عن طريق برامج مدفوعة، في حين تكون الفئة الثالثة لأرقام مصحوبة مع شريحة SIM  لكنها غير مخصصة للاتصال لكن بعض التجار يرغبون بربح أكبر فيعملون على تفعيل عدة برامج لعدة أشخاص على نفس البطاقة، ما يعني أن رقم الواتس آب سيكون لشخص ورقم التلغرام لشخص آخر ناهيك عن تجار جشعين يقومون ببيع الأرقام مرة أخرى من خلال تفعيل البرامج لزبائن آخرين بعد مرور حوالي شهر أو أكثر ما يتسبب بضرر للزبون الأول.

وأضاف أيهم إن الأكثر رواجاً من تلك الأنواع هي الأرقام التي تأتي عن طريق البرامج المدفوعة عبر تاجر رئيسي يمتلك تطبيقاً مدفوعاً ولديه وكلاء في مدن وبلدات إدلب وريف حلب، وتجمعهم غرفة واتس آب يطلبون من خلالها الأرقام والأكواد المرفقة معها.

وقدر أيهم نسبة تداول الأرقام الوهمية حوالي 60% والسويدية ذات الشريحة بـ10% وحوالي 25% لأرقام الأيلوكس التركية التي باتت تغطي حوالي ثلثي إدلب بالتغطية الخليوية، وهي آمنة مقارنة بالخطوط الأخرى إلا أن سعرها المرتفع يدفع الناس للتوجه نحو الخطوط الوهمية.
يباع خط الآيلوكس اليوم بثماني ليرة تركية ويحتاج لتعبئته بالرصيد نحو خمسين ليرة تركية وهي أقل قيمة يمكنك شحنها، بينما أرقام البرامج المدفوعة من أربع إلى خمس ليرات وأرقام البرامج غير المدفوعة لا تتجاوز الثلاث ليرات إثر قلة الطلب عليها لأنها غير آمنة ومن الممكن انتقالها لمستخدم آخر بعد فترة قصيرة من الزمن.

بينما يبلغ سعر الأرقام المرفقة بشريحة SIM   من عشرة  إلى عشرين ليرة تركية وتأتي من عدة دول هولندا واليونان وبريطانيا والسويد، وتعمل على أبراج الشبكة السورية والتركية حال توفرها من خلال ميزة التجوال الدولي المفعلة عليها مسبقاً.

في حين ما يزال بعض المشتركين يعتمدون على الخطوط السورية رغم صعوبة توفرها وغلاء أسعارها لأسباب أمنية لخصها بعضهم في اضطراره للسفر لمناطق النظام كل فترة، وهو ما دفع تجار الخطوط لطرح عروض تبديل خط تركي جديد معبئ بالرصيد على خط سوري لتأمين الخطوط لهؤلاء الأشخاص بعد نفاد هذه الخطوط من أسواق المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وعدم القدرة على تفعيل أرقام جديدة منها بسبب غياب الشبكة وانقطاع الطرقات.