فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

مشفى إدلب الجامعي

مشفى إدلب الجامعي .. رافد جديد للقطاع الطبي على الصعيدين الصحي والتعليمي في إدلب

حسن كنهر الحسين

يتألف مشفى إدلب الجامعي من ستة طوابق، وقد تم بناؤه على مساحة ثلاثة آلاف متر ليشمل عدة اختصاصات طبية ويستقبل نحو ثمانمائة وخمسين طالباً من مختلف الاختصاصات، ما يساهم برفد […]

يتألف مشفى إدلب الجامعي من ستة طوابق، وقد تم بناؤه على مساحة ثلاثة آلاف متر ليشمل عدة اختصاصات طبية ويستقبل نحو ثمانمائة وخمسين طالباً من مختلف الاختصاصات، ما يساهم برفد القطاع الطبي بدماء جديدة، ويضيف خدمة طبية جديدة للمرضى في إدلب، ويخفف بعض الضغط عن المشافي الموجودة.
ترافق افتتاح مشفى إدلب الجامعي في السادس والعشرين من تشرين الثاني الماضي مع تخريج أول دفعة من طلاب السنة السادسة في كلية الطب، ليتم منحهم التدريب الكافي. وبعد التخرج سيكون المستشفى الأساس في اختصاصات الدراسات العليا الأكاديمية والماجستير في الطب البشري وتخريج طلاب ذوي كفاءة عالية لدعم القطاع الطبي الذي يعاني من نقص في عدد الأطباء المختصين، إذ تضم إدلب نحو 800 طبيب غالبيتهم من غير المختصين.

ويقول الدكتور أيمن جبس (وزير الصحة في حكومة الإنقاذ) يوجد في منطقة إدلب نحو خمسة وخمسين مشفى تعمل بواسطة عقود، غالبيتها ضيقة وتغيب عنها التصاميم الهندسية الخاصة بالمشافي، لأنها تعمل ضمن أبنية مدارس أو مجالس محلية تم إجراء بعض التعديلات عليها، أكبرها لا يتسع لأكثر من خمسين سريراً.

مشفى إدلب الجامعي
مشفى إدلب الجامعي

ويضيف عملنا في الفترة الأخيرة على الارتقاء بالقطاع الطبي وكانت أولى الخطوات افتتاح مشفى إدلب الجامعي والذي جاء تصميمه ليكون بمثابة مستشفى حقيقي، من خلال المساحة الواسعة والتصميم الهندسي المثالي الذي تم إنشاؤه على يد مهندسين طبيين من خلال البنية التحتية الممتازة والتقسيم المناسب والسعة الكافية، إذ يتألف المبنى من ستة طوابق كل طابق منه يتسع لأكثر من خمسين سريراً، وتؤهله تلك الميزات ليكون مستشفى مركزي يقدم الخدمة الطبية النوعية للأهالي في الشمال السوري.
يمنح المشفى مجالاً واسعاً لتمرين الطلاب الذين حرموا من التدريب في العام الماضي  بسبب الاضطراب الحاصل بين المنظمات والمديرية وغيره من الأسباب، وكان الهدف الأول الذي استحدث من خلاله المشفى هو تأمين التدريب  السريري اللازم  لطلاب الطب من السنوات المتقدمة.

فترة قياسية في الإنجاز

يقول الدكتور أحمد الجرك “مدير مشفى إدلب الجامعي ” تم افتتاح المشفى في فترة قياسية قصيرة لم تتجاوز ستة أشهر لتدريب الطلاب مع بداية العام الجديد، خاصة طلاب الطب في السنوات الرابعة والخامسة والسادسة بالإضافة للمعاهد الطبية.
وقد تم إنجاز هذا العمل بناء على مذكرة تفاهم تم توقيعها مع معبر باب الهوى لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، ويشمل كافة الاختصاصات الطبية إضافة للعناية المشددة، والعمليات الجراحية والعيادات الخارجية وغرف الأشعة والمخبر وصيدلية مجانية، ويوجد جناح خاص بالنساء وآخر للأطفال والرجال وغرف منامة، وسيتم خلال الأشهر القادمة تجهيز قسم القسطرة القلبية والتي رجح الجرك أن تكون مجانية،  ويتألف كادر المشفى من مئة وخمسين عاملاً  بين أطباء وفنيين وإداريين.

مشفى إدلب الجامعي
مشفى إدلب الجامعي

من جانبه يقول الدكتور أبو حجر رئيس جامعة إدلب “إن افتتاح مشفى إدلب الجامعي قفزة نوعية لجامعة إدلب والتعليم العالي والتي يقدر عدد طلابها في الأقسام الطبية نحو ثلاثة عشر ألف طالب، وسيتم اليوم تدريب ستمئة طالب من كلية الطب ومئتين وخمسين طالباً من المعاهد الطبية الأخرى، بما فيها طلاب العلاج الفيزيائي ضمن المشفى، وستزداد الأعداد في السنوات القادمة مع افتتاح اختصاصات الدراسات العليا”.

حيث يحتاج الطلاب لتطبيق تعليمهم النظري الذي تلقوه في السنوات الماضية من خلال التطبيق العملي بعد لجوء معظمهم للتدريب في المشافي العامة لتدريب مهاراتهم العملية والسريرية، كما فتح لهم مجالات التخصص من خلال استحداث عدة أقسام باختصاصات منوعة.
واعتبر الدكتور ياسر الكنش مدير كلية الطب في جامعة ادلب افتتاح المشفى رافداً مهماً للقطاع الطبي في مناطق المعارضة، كونه أول مشفى تأهيلي أكاديمي في الشمال السوري، وقد جاء بناء على رغبة من كلية الطب البشري وطلابها وخاصة السنوات المتقدمة، وهو المشفى الوحيد الذي يكمن هدفه الرئيس في تعليم طلاب كلية الطب البشري، حيث يعتبر مستشفى طبي أكاديمي تعليمي مختص يهدف بالدرجة الأولى لتقوية طلاب الطب وصقل مهاراتهم وتقويتها من الناحية العملية والتطبيقية والسريرية من خلال عيادات تخصصية وقاعات درسية لتدريب طلاب الطب من كافة الاختصاصات الأمر الذي سينعكس عليهم بشكل إيجابي”.
وأضاف “الكنش” كنا في السنتين الماضيتين ندرب طلاب السنوات الرابعة والخامسة في المشافي المتواجدة في إدلب، وهي مشافي خدمية بالدرجة الأولى وليس من مهمتها تدريب طالب كلية الطب وتأهيله من الناحية السريرية.

ويكمل “طلاب الطب الذين سيتم تدريبهم في المشفى سيتابعون اختصاصهم في نفس المشفى، ودور طالب الطب حالياً هو دور المتعلم المستفيد من خلال الخبرة التي سيتلقاها الطالب من الأطباء داخل المستشفى ومتابعة المرضى والتدريب السريري بإشراف الأطباء في مجالات اختصاصهم دون أي دور في علاج المرضى”.

مشفى إدلب الجامعي
مشفى إدلب الجامعي

محمد الأحمد أحد طلاب كلية الطب” يقول كنا نضطر للعمل في المشافي الخدمية الموجودة في الشمال السوري والتي يفتقر أغلبها للاختصاصات، وهو تدريب لا يكفي. ومن هنا جاءت أهمية افتتاح مستشفى إدلب الجامعي الأكاديمي، حيث نستطيع من خلاله ممارسة دروسنا النظرية مع دكتور المادة جنباً إلى جنب في العيادات العملية”.

تأثرت غالبية المشافي بجائحة كورونا وأوقفت العمليات الباردة واقتصر عملها على الإسعافي، في حين خفضت أخرى أعداد مرضى العيادات لتمنع الازدحام، وبعضها توقف بشكل كامل، كما أن هنالك تفاوت كبير بين تلك المشافي بالنسبة لدعمها وخدماتها واختصاصاتها وتوزعها، تضاف للمراكز الصحية والتي لم تؤدي دورها بالشكل المناسب، فهنالك مناطق تحتوي على أكثر من مشفى في حين يوجد مناطق خالية من تلك المشافي مثل منطقة أريحا وجبل الزاوية وجسر الشغور ما يعكس هشاشة الواقع الطبي في إدلب وضرورة التحرك بشكل عاجل لتأمين روافد جديدة بحسب من التقيناهم.