فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

رسم تعبيري لمنع الموسيقا -انترنيت

الموسيقا تغيب عن المناهج التعليمية في إدلب

فاطمة حاج موسى

توقف مدير إحدى المدارس الخاصة في إدلب عن تشغيل الموسيقا الصباحية لطلابه بديلاً عن تحية العلم، لتكون رديفاً للحركات الرياضية التي يقومون بها قبل دخول القاعات الدرسية، بسبب استدعائه من […]

توقف مدير إحدى المدارس الخاصة في إدلب عن تشغيل الموسيقا الصباحية لطلابه بديلاً عن تحية العلم، لتكون رديفاً للحركات الرياضية التي يقومون بها قبل دخول القاعات الدرسية، بسبب استدعائه من قبل أحد مخافر الشرطة وتعرضه للمضايقات الأمنية.

يقول المدير إنه خضع للتحقيق في المخفر وسمع خلاله كلمات نابية لا تليق بمدرس بسبب قيامه بتشغيل الأغاني على إذاعة المدرسة، كما تم إحالة ملفه لوزارة التربية وطالبه المخفر بضرورة مراجعة الوزارة.

استنكر المدير تصرف المخفر وتدخله في العملية التربوية في الوقت الذي يجب أن تأخذ مديرية التربية دورها، وتأخذ على عاتقها معالجة مثل هذه القضايا ضمن أروقة المديرية، دون تدخل أي جهة أخرى.

دور مديرية التربية

تتمتع مديرية التربية في إدلب بسلطة تنفيذية تتبع لمجلس إداري مستقل تصدر قرارات وتعاميم تصل بشكل متسلسل من مدير التربية أو الدائرة المختصة إلى المجمعات التربوية. ويشرف على تنفيذها موجهو التربية للحلقة الأولى والاختصاصيين للحلقة الثانية بحسب “مصطفى الحاج علي” إعلامي المديرية.

ويكمل الحاج علي “لدينا خطة عمل وجولات لأكثر من مئة وعشرين موجهاً يغطون مدارس إدلب كافة، وتشرف دائرة الرقابة الداخلية على حل المشاكل التي تقع ضمن المدارس كما تم مؤخراً افتتاح مكتب قانوني لهذ الغرض”.

لم يعد لدروس التربية الموسيقية مكاناً في مناهج إدلب، ويرجع السبب بحسب ” الحاج علي” إلى ضيق البرنامج والإغلاق المستمر للمدارس بسبب القصف وانتشار وباء كورونا، وتم الاستعاضة عن تلك الدروس بحصص التنمية والألعاب الترفيهية بحسب قدرة كل مدرسة، يقول العلي إن التربية الموسيقية لم تكن تدرس قبل الثورة في مدارس إدلب وكانت عبارة عن شواغر للمدرسين المحسوبين على حزب البعث.

وعن مصير المعلمين خريجي الموسيقا يقول الحاج علي: تم إلحاقهم بدورات تنمية ثم عملوا بمجالات مختلفة كحماية الطفل وأمناء مكاتب وبعضهم يعمل بنظام الوكالات مدرسين للحلقة الأولى أو ساعات تدريسية بعد خضوعهم لمسابقات.

يستعيض مصطفى مناع مدير مدرسة الصديق في إدلب عن الموسيقا بمشاهد وأفلام علمية عن مراحل نمو النبات والحيوانات والفصول الأربعة للتخلص من التدخل الأمني ويرى أن هذه الطريقة تثمر مع طلاب الروضة.

يختلف الأمر مع “إلهام بدوي” مديرة روضة ومدرسة لين الخاصة في الأتارب والتي نجت مدرستها من المضايقات، وتلتزم بنوع مناسب من أغاني الأطفال الهادفة التي تقدم معلومة للطفل مراعية عدم الإزعاج، وتعتمد أساليب حديثة واستراتيجيات التعليم النشط بأنواعه.

وترى حسب عملها الآخر بلجنة حماية الطفل أن الموسيقا تشد انتباه الطلاب والصغار عموماً أكثر من غيرهم لذلك تستخدمها بالتعليم.

تقول بدوي: لدينا في المدرسة حوالي 240 طالباً من عمر ثلاث سنوات روضة ولغاية الصف التاسع لا نتوقف عن تعليمهم حتى أيام العطلة، إضافة لرحلات وأنشطة لاكتشاف مواهبهم.

تواصل معد التقرير مع عدة جهات رسمية في إدلب وتبين عدم وجود أي قرار بمنع الموسيقا سواء في الروضات والمدارس أو غيرها، ولكن عادة ما يعاقب المخالفين بعد شكوى إزعاج تتسبب بالحجز حتى يصل كفيل يضمن عدم تكرار الإزعاج، كذلك المخالفات المالية.

انتهت مشكلة المدير بتوقيع تعهد التزم فيه بأناشيد محددة تم التوافق عليها مع مندوب التربية مع دفع غرامة مئتي دولار بسبب مخالفة الموسيقا ومخالفة المناهج التي تعمل عليها المدرسة والتي ترى مديرية التربية أنها تتوافق مع مناهج النظام.

تحرك الطفلة زينب يديها بحركات تناسب الأغنية التي تسمعها وتردد متلعثمة أحمر red أخضر green، وتكمل حفظ أغنية الألوان التي وضعتها والدتها على اليوتيوب أمام طفلتها ذات الأربع سنوات، تقول الأم: اعتمد على الموسيقا والأغاني لتعليم طفلتي الحروف والألوان والأعداد باللغة الانكليزية وغيرها من الأشياء، لأن إمكانيات زوجي المالية لا تتيح لنا تسجيلها بروضة خاصة وتجد أن الانترنت أتاح لها تعليم طفلتها في المنزل.