فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

مواد التنظيف المصنعة محلياً

مواد التنظيف المحلية.. أسعار رخيصة ونتائج صحية غير مضمونة

محمد كساح

تواظب منال، وهي ربة منزل في إدلب، على استعمال مواد التنظيف المحلية رغم تعرضها للإصابة بحساسية جلدية نتجت عن مزج هذه المواد، ما أجبرها على استخدام الأدوية التي وصفتها لها […]

تواظب منال، وهي ربة منزل في إدلب، على استعمال مواد التنظيف المحلية رغم تعرضها للإصابة بحساسية جلدية نتجت عن مزج هذه المواد، ما أجبرها على استخدام الأدوية التي وصفتها لها إحدى الصيدلانيات للعلاج.

تقول منال إنها أصيبت بهذه الحساسية التي رافقتها حكة جلدية نتيجة مزج نوعين من مواد التنظيف المصنعة محلياً، لكنها ما تزال تستخدمها، دون مزج، وذلك لانخفاض أسعارها مقارنة بغيرها من مواد التنظيف المستوردة.

تنتشر عشرات الورش المختصة بتصنيع مواد التنظيف في إدلب، ويقبل الزبائن على هذه البضائع نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة بالماركات المعروفة، متجاهلين الأذى الصحي الذي قد يسببه استعمال هذه المواد على حساب انخفاض أسعارها.

مواد التنظيف المصنعة محلياً
مواد التنظيف المصنعة محلياً

وتتعدد أصناف المنظفات التي تنتجها ورش صغيرة في إدلب بين مواد تنظيف أرضيات ومواد تستخدم للغسيل وأخرى للجلي، كما تنتشر مواد “مزورة” لماركات مشهورة تم تعبئتها بصناعة محلية، ويأتي سائل الجلي بحسب محمود (يدير متجراً لبيع هذه المواد) في مدينة إدلب على رأس القائمة. إضافة لمواد أخرى مثل الكلور وبودرة الغسيل.

بربع الثمن

تباع مواد التنظيف المحلية بشكل أكبر في البازارات، وهي أسواق شعبية تفتتح في مناطق مختلفة يومياً من كل أسبوع، وذلك لرخص ثمنها ما يجعلها مناسبة للعرض في هذا النوع من الأسواق.

تقول “سميرة” وهي ربة منزل تعيش في بلدة بنش شرقي إدلب إنها تشتري كل يوم ثلاثاء، وهو موعد بازار بلدتها، حاجتها من سائل الجلي والغسيل والكلور، فهي بهذه الطريقة “توفر الكثير من المال” بحسب سميرة إذ لا يمكن مقارنتها بالمنتجات الأخرى كون تلك المنتجات باهظة الثمن.

تضيف سميرة أن ثمن علبة سائل الجلي “نورا” سعة 450 مل تبلغ خمس ليرات تركية في حين يمكنها الحصول على ليتر كامل من أجود سائل جلي محلي بـ ثلاث ليرات فقط.

أما الكلور فيمكن لحفنة صغيرة لا يتجاوز ثمنها ليرة ونصف الليرة صنع لترين من الكلور السائل، بينما لا يقل سعر اللتر الواحد من “كلور كانوكس” عن 4.5 ليرة تركية.

فرصة عمل جديدة

إقبال الناس على مواد التنظيف وفّر فرص عمل لعشرات الشبان العاملين في الورش الجديدة أو العاملين ببيع تلك المواد. يقول أبو حسن “تاجر “إنه يشتري مواد التنظيف من المعمل ويضعها ضمن براميل بلاستيكية مثبتة في سيارته ويتجول بها بين حارات إدلب منادياً على بضائعه، بينما توفر له البازارات فرصة جيدة للبيع حيث يركن سيارته كل يوم في بلدة”.

افتتح “أبو أكرم” متجراً خاصاً لبيع هذه المنتجات في إدلب يقول إنه لم يتكلف برأس مال كبير للبدء بعمله، كان عليه فقط أن يختار موقعاً مناسباً قرب التجمعات السكنية كي يجذب الزبائن وبالأخص النسوة الباحثات عن أشياء رخيصة وقوية في التنظيف”.

صناعة منتشرة

يحصل المصنعون على المواد الأولية من تجار في سرمدا وإدلب يستوردونها من تركيا ثم يستخدمها المصنعون في ورشات منتشرة في كافة أرجاء المحافظة. ومن خلط عدة مواد بمقادير محددة يمكن استخراج أصناف كثيرة من مواد التنظيف والمطهرات والمعطرات.

مواد التنظيف المصنعة محلياً
مواد التنظيف المصنعة محلياً

يصنع سائل الجلي أو ما يطلق عليه محلياً “لودالين” من عدة مواد كيميائية أهمها: زفتة (سلفونات الصوديوم)، تكسابون، قطرونة (هيدروكسيد الصوديوم)، مواد مجمدة. وتباع هذه المادة سائلة وتعبأ في أكياس من النايلون الشفاف.

مادة الكلور تحتاج في تصنيعها ل: كلور، قلي (كربونات الصوديوم). وتباع على شكل بودرة تخلط عند الحاجة إليها بالماء. مسحوق الغسيل يصنع من: مبيض، سليكات الصوديوم، قطرونة، نيلة. ومن مزج روح الملح مع الماء يستخلص المصنعون المحليون سائل الـ “فلاش”. أما الشامبو فيدخل في تصنيعه مواد: تكسابون وهي مادة لزجة تشبه الشحم، مكثف رغوة، مواد مطرية للشعر. يضاف للجميع ملونات صناعية وزيوتاً عطرية لتمنحها روائح منعشة.

يقول “كريم” مدير إحدى هذه الورش لـ (فوكس حلب) إن تجربته في التصنيع كانت ممتازة وتمكن من خلالها من الحصول على مواد ذات جودة عالية بأسعار مناسبة

يروج كريم لبضاعته أمام عدد من زبائنه الذين يتجولون في معمله ويخبرهم عن تمكنه من تصنيع معطر جيد للأرضيات يماثل المعطرات التي تصنعها الشركات الكبيرة على حد قوله.

سهولة تصنيع تلك المنظفات ورواج تجارتها شجعت كثر على تحضيرها بأيديهم لدرجة أن بعض أصحاب المتاجر التي تبيع هذه المواد باتوا يفضلون اليوم تصنيعها بأنفسهم منافسين الورشات التي كانت تمدهم بها سابقاً.

يقول المصنعون والتجار إن هذه المواد غير ضارة إذا تم استعمالها باعتدال، لكن عدداً من الصيادلة تحدثوا لنا عن خطورة هذه المواد بالنسبة للجلد وللجهاز التنفسي محذرين من مزج بعض أصنافها مع أخرى مثل خلط الكلور مع الفلاش، وهو ما يسبب أمراضاً مثل الحساسية في الجلد وأذى في العينين وضيق في التنفس إذا تم استنشاق التفاعلات الكيميائية الصادرة عن المزيج.