فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

صورة تعبيرية عن الصم والبكم -إنترنيت

الصم والبكم في إدلب.. دون علاج أو مراكز تأهيل

آية سرحان

لم يثر الصوت الذي خلفه صاروخ الطائرة الحربية التي استهدفت حارتهم في بلدة احسم انتباه إسلام ذات العام الواحد واستمرت باللعب بدميتها، على عكس شقيقتها ماريا التي دخلت في موجة […]

لم يثر الصوت الذي خلفه صاروخ الطائرة الحربية التي استهدفت حارتهم في بلدة احسم انتباه إسلام ذات العام الواحد واستمرت باللعب بدميتها، على عكس شقيقتها ماريا التي دخلت في موجة بكاء هستيرية.

أكدت تلك الحادثة شكوك الأم بأن طفلتها تعاني من مشكلة سمعية، لتبدأ برحلة علاج لم تنته حتى اليوم.

ضعف الواقع الطبي

إسلام واحدة من عشرات الأطفال الذين رافقتهم مشاكل سمعية منذ ولادتهم، ويواجه ذويهم مشكلة في علاجهم، نتيجة ضعف الإمكانات الطبية في إدلب.

لا توجد إحصائية دقيقة لعدد ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم، لكن تقريراً لوحدة تنسيق الدعم شمل إحصائية ضمت ٣٢٠ مخيماً نهاية العام ٢٠١٩ أكد وجود ١٨٣ من الصم والبكم في هذه المخيمات وحدها.
تقول والدة سلام إن الطبيب المختص شخص حالة طفلتها “بضعف سمع حسي عصبي عميق” وبلغت نسبة نقص السمع لديها ٩٠٪ في الأذن اليمنى و٧٠٪ في الأذن اليسرى، وتحتاج لعملية زراعة حلزون.

يقول الطبيب إن هذه العملية غير متوفرة في مناطق المعارضة وتبلغ تكلفتها نحو عشرة آلاف دولار في تركيا، حتى تتمكن سلام من السمع والنطق لاحقاً، بينما تشكل السماعات الطبية حلاً مؤقتاً لسلام ريثما يتم تأمين ثمن العملية، تتراوح كلفة السماعة الواحدة بين ثلاثمئة إلى خمسمئة دولار بحسب عدد الأقنية التي تحتاجها.

يعاني القطاع الصحي في إدلب من نقص في المعدات والكوادر الطبية المختصة، ما انعكس بشكل سلبي على العلاجات الخاصة بالصم والبكم.

يقول الدكتور مرام الشيخ وزير الصحة في الحكومة المؤقتة “إن مناطق المعارضة تفتقر للمشافي المختصة بحالات الصم والبكم، ويقتصر عمل المشافي الموجودة على تشخيص مثل هذه الحالات، ولا يتوفر أي علاج لهم ضمن المعطيات الحالية”.

كما تفتقر مناطق المعارضة لمراكز تخطيط مختصة، في حين تتوفر أجهزة تخطيط السمع في بعض المشافي لكنها غير قادرة على فحص جميع الحالات.

يقوم بالتخطيط ممرضين أو فنيين بدلاً من الأطباء بسبب نقص الكوادر الطبية، ثم يتم تحويل التخطيط للطبيب المختص ليقوم بتشخيص الحالة ويحدد طريقة العلاج سواء عبر إجراء عمل جراحي أو عبر الاكتفاء بسماعة الأذن.

غياب مراكز التأهيل

لا تتوفر في إدلب أي مدرسة أو مركز تأهيل متخصص بحالات الصم والبكم، ما يحرم هؤلاء الأطفال من الحصول على التعليم أو الدعم النفسي الذي يساعدهم في انخراطهم ضمن المجتمع.

يقول  نور سكري “مدرس سابق مختص بحالات الصم والبكم ” في مركز الأمل بمدينة إدلب: “سعيت مع بعض الزملاء الأكاديميين وأصحاب الخبرات السابقة  لتخصيص قسم من المركز لرعاية حالات الصم والبكم وتقديم أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وتلقينا في بداية المشروع  بعض الدعم من الجمعيات الخيرية ما مكننا من إطلاق مشروع “التعليم المسرع للأطفال المنقطعة عن التعليم” وافتتحنا شبعة متخصصة بحالات الصم والبكم لكن العمل لم يستمر طويلاً، وتم إغلاق الشعبة رغم حجم الانجازات التي حققناها مع الأطفال وذلك لعدم وجود الدعم اللازم لاستمرارها.

تمكنت أم إسلام من تأمين سماعة أذن لطفلتها بعد أن تلقت مساعدة من أحد الأشخاص، وتستعد للسفر بعد حصولها على موافقة من قبل أحد المشافي التركية لإجراء عملية زراعة الحلزون بعد عرض ملفها من قبل مشفى عزاز الوطني على الجانب التركي، في الوقت الذي ينتظر به عشرات الأطفال مساعدة من قبل إحدى الجمعيات أو المنظمات الإنسانية للحصول على سماعة أذن أو الدخول إلى تركيا للعلاج.