فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“قصف متكرر على النقطة الطبية في احسم”

فريق التحرير

 “تحقيق يتناول خروج النقطة الطبية في احسم عن الخدمة نتيجة قصفها المتكرر” تحقيق مشترك: الأرشيف السوري وفوكس حلب حول الحادثة مكان الحادثة: إدلب: احسم موقع التأثير: المركز الصحي في احسم تاريخ الضربة […]

 “تحقيق يتناول خروج النقطة الطبية في احسم عن الخدمة نتيجة قصفها المتكرر”

تحقيق مشترك: الأرشيف السوري وفوكس حلب

حول الحادثة

  • مكان الحادثة: إدلب: احسم
  • موقع التأثير: المركز الصحي في احسم
  • تاريخ الضربة الأولى 3 مايو 2019
  • توقيت الضربة الأولى: ما بين 9:30 وحتى 10:00 صباحًا بالتوقيت المحلي
  • تاريخ الضربة الثانية 1 يونيو 2019
  • توقيت الضربة الأولى: ما بين 08:14 وحتى 08:50 صباحًا بالتوقيت المحلي
  • تاريخ الضربة الثالثة 14 يونيو 2019
  • توقيت الضربة الأولى: ما بين 10:50 وحتى 11:14 ظهرًا بالتوقيت المحلي
  • القتلى: غير متوفر
  • الجرحى: غير متوفر
  • نوع الحادثة: غارات جوية
  • المسؤول المحتمل: قد تكون القوات الجوية السورية أو الروسية مسؤولة عن تنفيذ الغارات الجوية على النقطة الطبية في احسم.

مقدمة

يعمل مركز احسم الطبي كنقطة طبية تقدم الخدمات الإسعافية للجرحى والمرضى مجاناً. صبيحة يوم 3 مايو 2019، وأثناء حملة جوية على عدة بلدات في ريف إدلب ومن بينها احسم. تعرّض مركز احسم للقصف ما أوقف عمله، لكن تتالي القصف عليه في 1 يونيو و 14 يونيو 2019، أنهى إمكانية ترميمه من جديد، وضاءل فرصة عودة النازحين الذين هجّروا من بلدتهم. وثّق فريق التحقيقات الضربات الثلاث على المركز الطبي وتوثّق منها عبر مواد مرئية ومقابلات خاصة، إضافة للمصادر المفتوحة المنشورة على الإنترنت.

‪المنهجية

أجرى الأرشيف السوريّ تحقيقًا حول الحادثة، اعتمادًا على ثلاث خطوات:

(1) جمع، تحليل والتحقق من 49 صورة ومقطع فيديو للنقطة الطبية قبل، خلال وبعد الضربات الثلاث من مصادر على الأرض
(2) جمع إفادات شهود عيان أو أشخاص شهدوا اللحظات التالية للغارة الجوية مباشرةً وذلك من قبل فريق تحقيقات محلّي؛
(3) حفظ، تحليل والتحقق من 30 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي يُدّعى أنها توثّق الحوادث؛

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه.

عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.

للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا

حول النقطة الطبية


صورة تظهر مدخل النقطة الطبية التُقطت قبل خروجها عن الخدمة

تعد النقطة الطبية في مدينة احسم عصباً رئيسياً في مجال الرعاية الطبية في المدينة التي يقدر عدد سكانها بما يزيد عن 15 ألف نسمة، العدد الذي تزايد مع حركة النزوح من المناطق المجاورة ليصل إلى نحو 25 ألف شخص حسب مقابلة أجراها فريق تحقيقات الأرشيف السوري مع مجلس المدينة المحلي. كما ذكر مصطفى بازار، مدير مركز الإسعاف والطوارئ و أحد الممرضين في النقطة الطبية، في مقابلة معه أجراها فريق التحقيقات أن المركز تأسس في عام 2012 بجهود شخصية من أبناء المنطقة والكوادر الطبية فيها و أنه لم يتلق دعماً من أية جهة طيلة سنوات خدمته. تضم النقطة الطبية في احسم ثلاثة ممرضين وثلاث ممرضات وطبيبَين. أما فيما يتعلق بهيكلية النقطة الطبية، تتألف من بناء من طابقين و تبلغ مساحة الطابق الأول نحو 200 متر مربع حيث يقسم إلى غرفة استقبال وغرفة معاينة وأربعة غرف للمرضى، إضافة للصيدلية، ويحتوي على جهاز صادم وجهاز مراقبة (Monitor) وستة أجهزة إرزاز (Nebulizer) وأربعة أجهزة للضغط ومثلها لفحص السكر، وكرسي للتبرع بالدم إضافة إلى لوجستيات الأخرى من أسرّة وسيارة إسعاف وصيدلية. من الجدير بالذكر أن جميع هذه الأجهزة تدمرت في الهجمة الأخيرة، كما خرجت النقطة الطبية عن الخدمة تمامًا حسب نفس المصدر.

صورة متحركة من مقطع فيديو حصل عليه الأرشيف السوري من كادر النقطة الطبية يصوّر بناءّها من الداخل قبل خروجها عن الخدمة جراء القصف المتكرر

المستفيدون


صورة حصل عليها الأرشيف السوري من الكادر الطبي تظهر تقديم الخدمات الطبية للمرضى في نقطة احسم الطبية قبل خروجها عن الخدمة

يعمل المركز كنقطة طبية تقدم الخدمات الإسعافية للجرحى والمرضى مجاناً، كذلك المعاينات الطبية، وتبلغ عدد المراجعات اليومية بين 40 إلى 50 مريضاً وفقًا للمقابلة التي أجراها فريق تحقيقات الأرشيف السوري مع البازار. وتضيف افتكار الملحم، إحدى ممرضات المركز، إنهم يقدمون الخدمات الطبية في المركز وخارجه من ضمادات ومعالجة وخياطة جروح وفحص إسعافي قبل تحويل المرضى إلى المشافي إذا استدعت الحالة. إضافةً إلى ذلك، يعمل القائمون على النقطة الطبية على متابعة المرضى غير القادرين على الوصول إلى المركز في بيوتهم للاستشفاء والمراقبة، كما يقدمون خدمات طبية للمرضى المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، من خلال المتابعة والفحص والتحليل المخبري وتقديم الأدوية اللازمة.

الموقع


موقع مدينة احسم على خرائط غوغل
تقع بلدة وناحية احسم جنوب غرب مدينة أريحا، وتعد مركز منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. زوّد طاقم النقطة الطبية فريق تحقيقات الأرشيف السوري بإحداثيات موقع المنشأة 35°43’18.67″N 36°33’16.87″التي أُصيبت في الضربات الثلاث. تظهر صور الأقمار الصناعية بين تاريخ 26 أبريل و 21 أغسطس 2019 الدمار الذي تعرض له الموقع بوضوح.

يقول شاهد العيان زيدان القاسم لفريق تحقيقات الأرشيف السوري، وهو مالك لثلاث محال تجارية بالقرب من النقطة تعرضت جميعها للدمار، أن نحو عشرة منازل وما يزيد عن عشرين محلاً تجارياً تدّمّرت. كما أكّدت افتكار الملحم، ممرضة تعمل في النقطة الطبية، لفريق التحقيقات أن مكان النقطة خال من أي وجود عسكري وأن المنطقة مدنية بالكامل. تعدد الملحم أصحاب المنازل والمحلات منها متاجر مواد غذائية ومكتبة ومحل لبيع الأجهزة المحمولة ومكتب تحويلات مالية وصيدلية، جميعها اليوم، وبحسب ما يظهر في الوثائق البصريّة التي سوف تُحلّل تاليًا، قد تعرضت للدمار وغابت معظم ملامحها.


صورة أقمار صناعية تظهر موقع نقطة احسم الطبية على غوغل إيرث برو

ماذا حدث (ومتى)؟

ما بين 3 أيار 2019، وحتى 14 حزيران 2019 تعرّضت النقطة الطبية في بلدة احسم في ريف إدلب لعدّة ضربات جويّة ما أدى لخروجها عن الخدمة. أسفر الهجوم عن دمار هائل في المبنى ومحيطه، وأدت الغارات المتتالية على المكان إلى تحوله التدريجي إلى ركام مع المنطقة المحيطة بها بنحو مئتي متر في كافة الاتجاهات. نتناول في هذا التحقيق القصف المتكرر الذي تعرّضت له النقطة الطبية والمنطقة المحيطة بها وما رافقه من دمار تدريجي أدى لخروجها عن الخدمة.

3 مايو 2019


صورة نشرها حساب SY24 على تويتر تظهر الدمار الذي حلّ ببلدة احسم جراء الضربات الجوية

تعرّضت بلدة احسم في 3 مايو 2019 لقصف عنيف، حيث أبلغت بعض المصادر المحليّة عن أزيد من 70 غارة جويّة نُفّذت على البلدة. وأشار المسعف مصطفى بازار مدير النقطة الطبية في مقابلة معه أجراها فريق التحقيقات إلى أنهم قاموا بإخلاء النقطة وتعليق العمل حرصًا على سلامة الكادر الطبي عند وقوع أول غارة جوية بالقرب منها، ما أسهم بعدم وقوع إصابات بين أفراد الكادر الطبي. وذكر بازار أن أولى الغارات الصاروخية التي وقعت بالقرب من المركز كانت في الساعة 9 من صباح يوم الجمعة 3 مايو 2019، إلّا أن الغارات الجوية لمناطق مجاورة للمركز تكررت، وتسبّبت في سقوط السقف المستعار داخل المنشأة وبعض الأضرار الداخلية، علاوة على تعليق العمل فيها.
في الساعة 10:00 صباحًا، نشرت صفحة احسم اليوم على فيسوك عدة صورة تظهر دخانًا ناجمًا عما ادُّعي أنه قصف بالطيران المروحي.


صورة نشرتها صفحة احسم اليوم على فيسبوك لقصف الطيران المروحي على بلدة احسم

نُشرت العديد من مقاطع الفيديو التي توثّق القصف على احسم ولحظات سقوط الصواريخ من قبل مصادر إعلامية محلية، من بينها أورينت نيوز، وكالة سمارت للأنباء، شبكة الدرر الشامية، الدفاع المدني السوري، وOn the Ground News. حيث أظهرت المقاطع دمارًا لمبانٍ سكنية، ومحاولات الدفاع المدني إطفاء الحرائق


تحديد الموقع الجغرافي للقطة من مقطع فيديو نشره تلفزيون سوريا، حيث يبعد مكان القصف (بالأزرق) حوالي 150 مترَا عن النقطة الطبية (بالأبيض)

وذكرت شبكة حلب اليوم مركز احسم الصحي واحدًا من 15 منشأة صحية خرجت عن الخدمة جراء القصف في ريف إدلب وحماة مطلع مايو 2019.
في مقطع فيديو نشره تلفزيون سوريا، ذكر عنصر الدفاع المدني السوري في مقابلة معه أن الطيران المروحي التابع للنظام استهدف وسط بلدة احسم في الساعة العاشرة صباحًا، ما تسبب باندلاع حريق هائل ودمار في الممتلكات العامة، إضافة لسقوط عدد من الشهداء والجرحى. وكانت بعض مقاطع الفيديو المنشورة في ذلك اليوم ومن بينها ما نشرته وكالة سمارت للأنباء قد أظهرت طائرة مروحية تحلّق فوق سماء البلدة.


صورة الطيران المروحي في سماء احسم من مقطع فيديو نشرته وكالة سمارت للأنباء

في 4 مايو 2019، بعد يوم من الضربة، نشرت وكالة سانا للأنباء التابعة للحكومة السورية مقالًا ذكرت فيه أن “وحدات من الجيش دمّرت بضربات مركزة ومكثفة عتاداً وآليات لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي وأوقعت عدداً من أفراده قتلى ومصابين” في عدة مناطق بريف إدلب الجنوبي، ذكر من بينها بلدة احسم.

1 يونيو 2019

صورة متحركة تظهر لحظة تنفيذ الغارات الجوية على بلدة احسم من مقطع فيديو نشره أنس المعرواي على تويتر

في الساعة 8:38 من صباح 1 يونيو 2019، نشرت صفحة احسم اليوم على فيسبوك صورة بعيدة لدخان متصاعدٍ ذكرت أنه ناجم عن غارة جوية على بلدة احسم. بعدها بقليل، في الساعة 8:55، نشر الناشط الإعلامي أنس المعرواي على تويتر مقطع فيديو يُظهر لحظة تنفيذ عدة غارات جوية على بلدة احسم. في اليوم نفسه، نشرت وكالة سانا التابعة للحكومة السورية خبرًا ذكرت فيه “توجيه ضربات مركزة على أوكار إرهابيي جبهة النصرة بريف إدلب الجنوبي” في محيط قريتي كفر عويد واحسم بريف إدلب الجنوبي.

ونشرت قناة أورينت نيوز على يوتيوب مقطع فيديو يُصوّر الدمار الواسع الذي لحق بمنطقة السوق الشعبي، حيث أشار المراسل إلى دمار أكثر من 10 منازل مدنيين وأكثر من 10 محال تجاريّة. ونوّه إلى عدم وجود قتلى في الضربة نتيجة لنزوح المدنيين بسبب الأوضاع الأمنية السيئة المستمرة للبلدة. كما ذكر أحد الشهود في مقابلة معه أن مروحية حلقت فوق قرية البارة باتجاه الشمال نحو احسم، وألقت ما وصفه بـ “صهريج متفجّر”.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد نشرت خبرًا حول استهداف نقطة احسم الطبية في 1 يونيو 2019 من قبل ما ادعت أنه طيران ثابت الجناح تابع لقوات النظام السوري أدى، وفق المنظمة، إلى دمار جزئي في بناء النقطة وإصابة معداتها بأضرار مادية متوسطة.


صورة التقطها فريق التحقيقات تظهر الدمار الذي تعرّضت له النقطة الطبية نتيجة الغارة الجوية الأولى

في مقابلة مع فريق التحقيقات، أشار مصطفى بازار إلى أن معظم الأضرار التي لحقت ببناء المنشأة الطبية تسبب بها قصف 1 يونيو 2019، حيث أصيبت النقطة بحوالي 5 غارات ما بين صواريخ وبراميل متفجّرة تسبّبت في دمار المركز الصحي وخروجه عن الخدمة تمامًا، وتحطم جميع محتوياته ومعداته وتدمر هيكله. وأشار بازار إلى أن المركز الصحي يقع على الشارع الرئيسي في بلدة احسم، وهو محاط بمحال تجارية وصيدلية ومنازل مدنيين، تعرّضت جميعها للدمار نتيجة القصف.

14 يونيو 2019

صورة متحركة من مقطع فيديو نشره تلفزيون أورينت يصوّر الدمار الواسع الناجم عن ضربة 14 يونيو 2019 على بلدة احسم ونقطتها الطبية

في الساعة 11:14 نشرت حساب على تويتر تغريدة عن استهداف احسم بأربع غارات جوية من قبل الطيران الحربي. بعدها بحوالي ساعة، نشرت صفحة قرية أبلين على فيسبوك مقطع فيديو التُقط عقب القصف مباشرة لمنطقة النقطة الطبية في احسم، ويظهر حفرة ناجمة عن صاروخ قرب المنشأة، إضافة إلى دمارٍ واسعٍ في الأنحاء جراء الغارات الجوية عليها. كما نشر حساب قناة الجزيرة سوريا على تويتر مقطع فيديو يظهر لحظة تنفيذ الغارة الجوية على بلدة احسم.
في الساعة 11:49 من ظهر اليوم نفسه، نشر مراسل الجزيرة ميلاد فضل على فيسبوك مقطعي فيديو يوثّقان لحظة تنفيذ غارات جويّة على احسم، حيث يُقول مصوّر مقطع الفيديو الأوّل أن طيران سوخوي 24 نفّذ غارتان جويّتان على التوالي على بلدة احسم، في حين يقول المصوّر في المقطع الثاني أن الطيران ينفّذ للمرة الثالثة على البلدة.


صورة التقطها فريق التحقيقات تظهر مكان سقوط الصاروخ بالقرب من النقطة الطبية


تحديد الموقع الجغرافي لمكان سقوط الصاروخ بالقرب من النقطة الطبية في احسم

إضافة إلى ذلك، نُشرت العديد من مقاطع الفيديو والتقارير المصورة التي توثّق حجم الدمار في البلدة ونقطتها الطبية، من بينها ما نشره الناشط هادي العبدالله، قناة الجزيرة مباشر، أورينت نيوز، وصفحة احسم المنكوبة.


صورة تظهر بناء النقطة الطبية في احسم يوم 14 يونيو 2019 مُلتقطة من قبل فريق التحقيقات

في اليوم نفسه، نشرت وكالة سانا مقالًا حول توجيه “ضربات مركزة” على محاور تحرك “إرهابيي جبهة النصرة” في بلدات حيش واحسم والمسطومة بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن تدمير آليات وعتاد لهم وسقوط قتلى بين صفوفهم، وفقًا لسانا.

صور نشرها مصور وكالة الأنباء الفرنسية عمر حاج قدور تظهر الدمار في نقطة احسم الطبية من الأعلى، حيث يمكن ملاحظة الحفرة الناجمة عن سقوط الصاروخ أمام بناء النقطة الطبية مباشرة، إضافة إلى دمار الأبنية المحيطة بها

ونشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خبرًا ذكرت فيه أن طيرانًا ثابت الجناح تابعًا لقوات النظام السوري قصف القطة الطبية في بلدة احسم بصاروخ ما أدلى لدمار بنائها بشكل كامل وخروجها عن الخدمة.

تحليل الدمار

3 مايو 2019

كان بناء النقطة الطبية لا يزال قائمًا عقب هجوم 3 مايو 2019، وهو ما تظهره صور الأقمار الصناعية. في حين تظهر آثار دمار في منازل مدنيين على بعد حوالي 75 م عن بناء النقطة الطبية.

26/4/2019
26/4/2019
26/5/2019
26/5/2019

صور أقمار صناعية قبل ضربة 3 مايو 2019 وبعدها

1 يونيو و 14 يونيو 2019

لا يمكن تحديد الدمار الناجم عن كل ضربة على حدة لعدم توافر صور أقمار صناعية بين التاريخين. تظهر آثار الدمار الناجمة عن الضربتين بوضوح في صور أقمار صناعية مُلتقطة في أغسطس 2019، حيث يمكن رؤية انهيار العديد من الأبنية المحيطة بالنقطة الطبية، إضافة إلى دمار بناء المنشأة نفسها.

26/5/2019
26/5/2019
21/8/2019
21/8/2019

صور أقمار صناعية قبل هجوم 1 يونيو 2019 وبعد هجوم 14 يونيو 2019، تظهر الدمار الواسع الناجم عن كلتا الضربتين

صور التقطها فريق تحقيقات الأرشيف السوري للدمار الذي لحق بالنقطة الطبية في احسم والمناطق المحيطة بها

بيانات رصد الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه مع الصور/مقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات وبيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية كإفادات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الضربات الثلاث، أثناءها وبعدها مباشرة في محيط إدلب وحماة وحمص واللاذقية وتحليلها بدقة.

3 مايو 2019

في الساعة 9:30 صباحًا، بدأت مروحيات MI-8 بالإقلاع من مطار حماة العسكري باتجاه الشمال، كما أقلعت حوالي 8 مروحيات من مهبط جب رملة في حماة باتجاه الشمال ما بين الساعة 09:00 و 11:00. في الساعة 09:36، شوهدت مروحية تحلق فوق كفرزيتا (38 كم جنوب احسم) باتجاه الشمال. في الساعة 09:53 شوهدت مروحية تحلّق فوق كفرنبل (تبعد حوالي 12 كم جنوب احسم) باتجاه الشمال. في الساعة 09:56 و 09:59 تحوم دائريا فوق جبل الزاوية، وهي المنطقة التي تتبع لها بلدة احسم. وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك.

إضافة إلى ذلك، كانت قناة مرصد محافظة إدلب على تيليغرام قد حذّرت من طائرة مروحية تحلق بشكل دائري فوق جبل الزواية في الساعة 09:46 يوم الحادثة، إضافة إلى ثلاث مروحيات رُصدت تحلّق بشكل دائري في الساعة 09:48.


لقطة شاشة لمنشور قناة مرصد محافظة إدلب على تيليغرام

رغم أن هذه البيانات تتطابق مع الادعاءات الواردة في الوسائط والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أن الهجوم نُفّذ من قبل طائرات مروحية؛ إلا أنه لا يوجد دليل مباشر على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على احسم.مع ذلك، فإن تحليق هذه الطائرات فوق البلدات والمناطق المجاورة يزيد من احتمال تنفيذ غارات جوية من قبل القوات الجوية الروسية أو السورية في التاريخ والتوقيت المحدّدين المُبلغ عنهما والمعزّزين باستخدام المصادر المفتوحة. وبالنظر إلى أن غالبية الطائرات التي تم رصدها فوق جبل الزاوية مُستخدمة من قبل القوات الجوية السورية بشكل متكرر ، فمن المرجح أن المسؤول عن هذه الهجمات هو الحكومة السورية.

1 يونيو 2019

في الساعة 08:09 و 08:20 صباحًا، أقلعت طائرات سوخوي 24 ثابتة الجناح من قاعدة تي 4 غرب في حمص باتجاه الشمال الغربي. في الساعة 08:18 رُصدت طائرة سوخوي 24 ثابتة الجناح تحلّق فوق خان شيخون (حوالي 31 كم جنوب احسم) باتجاه الشمال الغربي، وفي الساعة 08:19، شوهدت طائرة سوخوي 24 تحلّق فوق معرة النعمان (حوالي 15 كم جنوب شرق احسم) باتجاه الشمال الغربي، وأخيرًا، في الساعة 08:19، 08:32، 08:37 و 08:46 رُصدت طائرات سوخوي 24 ثابتة الجناح تحوم دائريًا فوق جبل الزاوية، وهي المنطقة التي تتبع لها بلدة احسم.
كما رُصدت طائرة سوخوي 22 ثابتة الجناح تحوم دائريًا فوق جبل الزواية في الساعة 08:14 صباحًا، ورُصدت طائرات روسية ثابتة الجناح تحوم دائريًا فوق جبل الزاوية في الساعة 08:32 و 08:55. وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك.

رغم أن هذه البيانات تتطابق مع الادعاءات الواردة في الوسائط والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أن الهجوم نُفّذ من قبل طائرات ثابتة الجناح؛ إلا أنه لا يوجد دليل مباشر على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على احسم. مع ذلك، فإن تحليق هذه الطائرات فوق البلدات والمناطق المجاورة يزيد من احتمال تنفيذ غارات جوية في التاريخ والتوقيت المحدّدين المُبلغ عنهما والمعزّزين باستخدام المصادر المفتوحة. وبالنظر إلى أن طائرات سوخوي 22 التي تم رصدها فوق جبل الزاوية مُستخدمة من قبل القوات الجوية السورية بشكل متكرر ، إضافة إلى كون طائرات سوخوي 24 المرصودة فوق جبل الزاوية وقت الهجوم مستخدمة من القوات الجوية الروسية والسورية على حدّ سواء، فمن المرجح أن المسؤول عن هذه الهجمات هو القوات الجوية الروسية أو السورية.

14 يونيو 2019

في الساعة 10:26، 10:42 أقلعت عدة طائرات سوخوي 22 من مطار الشعيرات في حمص، باتجاه الشمال. في الساعة 10:31، شوهدت طائرة سوخوي 22 تحلّق فوق محردة (52 كم جنوب احسم) باتجاه الشمال الشرقي، في الساعة 10:32 شوهدت طائرة سوخوي 22 تحلق فوق الحيش (20 كم جنوب شرق احسم) باتجاه الشمال. وأخيرًا ما بين الساعة 10:50، والساعة 11:06 شوهدت عدة طائرات سوخوي 22 تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية، المنطقة التي تقع فيها بلدة احسم.
إضافة إلى ذلك، في الساعة 10:46 أقلعت طائرة سوخوي 24 ثابتة الجناح من قاعدة تي 4 غرب في حمص باتجاه الشمال الغربي، في الساعة 10:48، رُصدت طائرة سوخوي 24 ثابتة الجناح تحلقّ فوق خان شيخون (31 كم جنوب احسم) باتجاه الشمال، في الساعة 10:51 شوهدت طائرة سوخوي 24 تحلّق فوق معرّة النعمان (حوالي 15 كم جنوب شرق احسم) باتجاه الشمال، وأخيرًا، ما بين الساعة 10:51 وحتى 11:06، رُصدت طائرات سوخوي 24 ثابتة الجناح تحوم دائريًا فوق جبل الزاوية، وهي المنطقة التي تتبع لها بلدة احسم. وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك.

رغم أن هذه البيانات تتطابق مع الادعاءات الواردة في الوسائط والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أن الهجوم نُفّذ من قبل طائرات ثابتة الجناح؛ إلا أنه لا يوجد دليل مباشر على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على احسم. مع ذلك، فإن تحليق هذه الطائرات فوق البلدات والمناطق المجاورة يزيد من احتمال تنفيذ غارات جوية من قبل القوات الجوية الروسية أو السورية في التاريخ والتوقيت المحدّدين المُبلغ عنهما والمعزّزين باستخدام المصادر المفتوحة. . وبالنظر إلى أن طائرات سوخوي 22 التي تم رصدها فوق جبل الزاوية مُستخدمة من قبل القوات الجوية السورية بشكل متكرر ، إضافة إلى كون طائرات سوخوي 24 المرصودة فوق جبل الزاوية وقت الهجوم مستخدمة من القوات الجوية الروسية والسورية على حدّ سواء، فمن المرجح أن المسؤول عن هذه الهجمات هو القوات الجوية الروسية أو السورية.

الخاتمة

باستخدام المعلومات الواردة أعلاه، تمكن الأرشيف السوري من التثبّت من إصابة النقطة الطبية في بلدة احسم والمناطق المحيطة بها بثلاث ضربات على الأقل في 3 مايو، 1 يوليو و 14 يوليو 2019، ما أسفر عن دمار بناء المنشأة ما أخرجها عن الخدمة بالكامل، إضافة إلى دمار واسع في محيطها من بيوت سكنية ومحالّ تجارية. رغم أنّ بيانات رصد الطيران عزّزت ما نشرته الوسائط مفتوحة المصدر حيث أشارت إلى القوات الجوية الروسية أو السورية كمسؤول محتمل عن الغارات الجوية في الضربات الثلاث؛ إلا أنه ونظرًا لمحدودية المعلومات والبيانات مفتوحة المصدر فقد تعذّر على الأرشيف السوريّ التثبّت من مرتكبي الهجوم بشكل قاطع.