فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

حركة العبور على طريق أطمة كفر لوسين.

الغبار والازدحام يعيق حركة العابرين عل طريق أطمة كفرلوسين

ٲسامة الشامي

وجه وشعر مغبران وأهداب بيضاء ما يحصل عليه المارة عند عبورهم على طريق أطمة كفرلوسين ، إذ بات هذا المشهد اعتيادياً لسكان مناطق أطمة ودير حسان وعقربات وقاح وكفر لوسين […]

وجه وشعر مغبران وأهداب بيضاء ما يحصل عليه المارة عند عبورهم على طريق أطمة كفرلوسين ، إذ بات هذا المشهد اعتيادياً لسكان مناطق أطمة ودير حسان وعقربات وقاح وكفر لوسين على الحدود التركية شمال إدلب، نتيجة سوء الطرق المخدمة والازدحام الذي تشهده ما يثير الغبار بشكل مستمر ليعلق على ثياب المارة وأجسادهم.

يخترق المنطقة والتي تعرف بكثرة مخيماتها طريقان أساسيان وبعض الطرق الفرعية، إذ يبدأ الطريق الأول من أطمة نحو عقربات وصولاً لكفرلوسين، والطريق الثاني من أطمة لقاح وصولاً لدير حسان، ويصل بين الطريقين طريق دير حسان كفر لوسين.
وتتفرع عنهما طرق فرعية استحدثت مؤخراً لتخديم المخيمات التي تغطي تلال المنطقة، ما يشكل ضغطاً مرورياً كبيراً في الطرق غير المؤهلة لاستقبال هذه الأعداد، بعد تحول المنطقة إلى بوابة عبور نحو ريف حلب الشمالي،

تضم المنطقة أكبر تجمع للمخيمات على الحدود السورية التركية، ويتواجد فيها أربعمائة مخيم يعيش فيها نحو أربعمئة ألف نسمة بحسب فريق منسقو الاستجابة، لكن عدد مستعملي تلك الطرق أكبر بكثير، لموقعها الحيوي الواصل بين أرياف إدلب ومنطقة عفرين وريفي حلب الشمالي والشرقي.
يقول عابد سهيل أحد سكان المنطقة “إن هذه الطرق كانت طرقاً زراعية مخصصة لتخديم المزارع المتواجدة على أطراف القرى، وتصل القرى الحدودية ببعضها البعض، لكنها اليوم باتت تخدم نحو مليون نسمة مع آلياتهم”.

جانب من طريق أطمة كفرلوسين.
جانب من طريق أطمة كفرلوسين.

يغيب الاهتمام عن هذه الطرقات، يقول لؤي الشاهر “مقيم في أحد مخيمات المنطقة” إن الازدحام والحفر المنتشرة على الطرقات “حولت الخروج من المخيم إلى رحلة معاناة”.

تلك الطرق أثارت عدداً من المشكلات التي يعاني منها السكان، ويأتي في مقدمتها الغبار المستمر، والازدحام الدائم، وعدم تخديمها وتوسعتها بما يتناسب مع أعداد السكان الموجودة، بحسب ما أوضح لنا من تحدثنا معهم من أهالي المنطقة.

الغبار يطال جميع العابرين

يعتبر الأهالي أن مشكلة الغبار أكبر مصاعبهم، وترجع برأيهم لكثرة مقالع الرمل على أطراف الطريق، ولعبور الشاحنات المحملة من تلك المقالع على الطريق بشكل مستمر دون التزامهم بقوانين المرور التي تفرض تغطية مثل هذه الحمولة حتى لا يتطاير الرمل مع حركة السيارة، بحسب أحمد العلي “مقيم في المنطقة” والذي قال: “إن إيقاف هذه المقالع ضروري جداً ويجب ألا يمنح تصريح لافتتاح مقلع ضمن مناطق مأهولة ومكتظة بالبشر”.

في حين يرى علاء المختار أن انتشار معامل البلوك على أطراف الطرق ساهم بشكل أكبر بانتشار الغبار، إذ يعمل أصحاب المعامل على تفريغ “النحاته” على أطراف الطريق، وعند مرور الآليات يتطاير الغبار نتيجة الهواء الذي يصدر عن الآلية  أو نتيجة إثارة عجلات الآليات له.

في حين أعتقد آخرون أن الغبار يتجمع بعدة أسباب أخرى، يقول أحمد الخليل “مقيم في أحد المخيمات” : “إن ازدحام المنطقة وحركة الآليات الكثيفة على طرقات المخيمات الترابية تساهم بإثارة الغبار بشكل ملحوظ أثناء مسيرها ولن تحل هذه المشكلة إلا بتعبيد الطرق”.

أحد معامل البلوك المنتشر على طريق أطمة كفرلوسين
أحد معامل البلوك المنتشر على طريق أطمة كفرلوسين
الغبار يتسبب بالأمراض الصدرية

يتسبب غبار الطرقات بمعاناة صحية لكثير من سكان المنطقة، إذ يؤدي التعرض المستمر له لأمراض صدرية، يقول الطبيب المختص بالأمراض الصدرية حسام قره محمد ، والعامل في ذات المنطقة “يعاني سكان المنطقة من أمراض صدرية معندة، حيث ارتفعت نسبة أمراض الرئة بشكل ملحوظ، مثل تليف الرئة، وهجمات الربو المحرض خارجياً، والذي لاحظنا منه هجمات شديدة جداً”.
وينصح “قره محمد” مرضاه بمغادرة المنطقة أثناء اشتداد موجات الغبار في حال تمكنوا من ذلك، في حين كان يعزل المرضى العاجزين عن المغادرة في المشفى لتجنب الغبار حتى تستقر حالتهم الصحية.

وأخبرنا محمد العبد الله أحد مرضى التحسس الصدري أنه يرتدي الكمامة عند المرور بهذه الطرقات قبل اكتشاف مرض كورونا بالعالم، ومثله العديد من الناس، حيث يعتبر مشهد الناس التي ترتدي الكمامة أمراً مألوفاً منذ زمن.

يتسبب الغبار المنتشر في المنطقة بمعاناة إضافية للنساء، تقول سلوى السجناوي: “كلما خرجت أو خرج زوجها من المنزل يجب أن نقوم بإعادة غسيل الملابس، حيث أصبحت فترات الغسيل من الأعمال الروتينية للنساء ما يترتب عليه تكاليف إضافية بالمياه وأدوية الغسيل”.

الشكوى الساخرة أسلوب بعض الأهالي للتعبير عن معاناته

ينشر مارة، بشكل مستمر، صوراً ساخرة تظهر معاناتهم على هذه الطرق للفت أنظار الجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية، تتضمن تلك المنشورات صوراً لأشخاص بوجوه مغبرّة مع عبارات ساخرة، مثل “لا تظنوا أننا خارجين من معركة أو من صبة باتون فقط مررنا على طريق كذا، أو كيف عرفتم أننا مررنا على طرق كذا مع ذات الصور، أو حياتنا كلها زفت ماعدا طرقاتنا”.

يحاول الأهالي لفت أنظار الجهات المسؤولة لهم بشتى الطرق فبعد أن عجزت الشكاوى، صاروا ينشرون صوراً ساخرة تبرز فيها تفاصيل مشكلتهم، ولاقت هذه الصور انتشاراً واسعاً بين الناس، يتناقلونها وينشرونها بغاية إيصال حالهم لكل من يعنيه الأمر، وعلى أمل أن تحل مشكلتهم بعد الترويج لها بهذه الأساليب كما أوضح لنا بعضهم.

صورة ساخرة تعبر عن حالة العابرين على طريق أطمة كفرلوسين - وسائل التواصل الإجتماعي
صورة ساخرة تعبر عن حالة العابرين على طريق أطمة كفرلوسين – وسائل التواصل الإجتماعي
 رد الحكومة وضبابية بالأجوبة

لم نحصل على أجوبة دقيقة حول مستقبل طريق أطمة كفرلوسين ، واقتصر ردهم على أسئلتنا بجواب مدير العلاقات الإعلامية في حكومة الإنقاذ بأن

“الأولوية للطرق الرئيسة، ويتم العمل على أكثر من طريق، ويوجد لدينا خطط وأولويات بخصوص التزفيت”.

ولا نعرف إن كانت خطط الحكومة ستشمل هذه الطرق، كونها وصلت بمشاريع التعبيد لطرفها الجنوبي بعد تعبيد طريق الدانا دير حسان، أم أن سكان هذه المنطقة مضطرون لقضاء ما بقي من صيفهم مع الغبار قبل الدخول بموسم طيني في الشتاء القادم؟