فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

منازل غير مؤهلة للسكن في إدلب -إنترنيت

في إدلب: منازل غير مؤهلة للسكن تعرض حياة السكان للخطر

منيرة بالوش

يقول عطا عرنوس طبيب الجراحة في مستشفى المحافظة بإدلب إن المشفى يستقبل ما بين عشرة إلى خمسة عشر حالة سقوط شهرياً وجميعها تحتاج لمداخلات جراحية عظمية أو جراحية عصبية، ناهيك عن مشافي المدينة الأخرى، ويقول إنهم استقبلوا في يوم واحد ستة أطفال سقطوا جميعاً من نوافذ وشرفات المنازل غير المكسية وتعرضوا لكسور وإصابات متفاوتة، بينها الطفلة رهف.

تقيم أسر نازحة في محافظة إدلب داخل منازل غير مؤهلة للسكن  “عالعضم”، متجاهلين ما يمكن إن ينجم عنها من مخاطر، خاصة على الأطفال، لكن أجور البيوت الجاهزة المرتفعة وصعوبة الحياة في المخيمات تجبرهم على ذلك.

السقوط من الشرفات يهدد حياة الأطفال

سقطت الطفلة رهف (6 سنوات) من شرفة منزلها في الطابق الثاني وهي تتبادل الحديث مع أبناء جيرانها، ما تسبب لها بتمزق في الكبد والكلية رافقه نزيف داخلي وكسور في الأضلاع أدى للموت بعد يومين من الحادثة.

المنزل الذي عاشت فيه رهف منذ أشهر “غير مكسي”، وهو مجهز بنوافذ كبيرة وشرفة مطلة على الشارع الرئيسي لم يكتمل تأهيلها، وهي غير مسورة، لكنهم وجدوا فيه ملاذاً عن حياة الخيام، خاصة وأن هذه المنازل مجانية، ولا تمتلك العائلة القدرة على ترميم البيت أو استئجار منزل آخر.

ويقول عطا عرنوس طبيب الجراحة في مستشفى المحافظة بإدلب إن المشفى يستقبل ما بين عشرة إلى خمسة عشر حالة سقوط شهرياً وجميعها تحتاج لمداخلات جراحية عظمية أو جراحية عصبية، ناهيك عن مشافي المدينة الأخرى، ويقول إنهم استقبلوا في يوم واحد ستة أطفال سقطوا جميعاً من نوافذ وشرفات المنازل غير المكسية وتعرضوا لكسور وإصابات متفاوتة، بينها الطفلة رهف.

وتشكل فتحات التهوية والمصاعد خطراً إضافياً لسكان تلك المنازل،  إذ توفي الطفل أحمد زهرة 12 عاماً بعد سقوطه من فتحة المصعد أثناء مساعدته لوالده في تعبئة خزان المياه.
يقول عم الطفل إن أحمد يساعد والده بشكل مستمر في تعبئة الخزان ويسحب الخرطوم إلى سطح البناية، لكنه سقط هذه المرة من فتحة المصعد دون أن ينتبه.

صعوبات

يقيم أبو ابراهيم مع عائلته منذ عامين في منزل بأرضية خشنة وجدران غير مكسية بالإسمنت، وأبواب ونوافذ مفتوحة لا تصد برد الشتاء. حالهم كحال العشرات ممن يعيش في منازل غير مؤهلة للسكن.

يقول إنه حاول أن يوجد حلولاً بإغلاق النوافذ بالأغطية الشتوية، والتخفيف من خشونة الأرض بتغطيتها “بشادر”، غير أن فتحات الجدران ما تزال مرتعاً للحشرات والفئران التي شكلت معاناة إضافية لزوجته، التي لم تعد تأمن على وضع طعامها على الأرض دون غطاء، كما تخشى من لدغات العقارب السامة المختبئة بين الشقوق.

وتخاف من تعرض المنزل للسرقة لسهولة الدخول إليه من الشرفة التي لم يكتمل بناؤها، ما شكل هاجساً إضافياً لأم ابراهيم لخشيتها على أطفالها السقوط من الشرفة ذاتها.
تمنع التكلفة المرتفعة وعدم الاستقرار سكان تلك المنازل من تأهيل شرفات منازلهم، وتختلف بين شرفة وأخرى بحسب مساحتها وارتفاع السور.

يقول أبو حربة الحمصي “حداد” تختلف الأسعار باختلاف الأوزان وثقل الحديد الموجود “بالدربزون”، فشرفة بطول مترين ونصف المتر وارتفاع ستين سنتيمتراً، يزن المتر الواحد من الحديد اللازم لتسويرها ما بين ثمانية إلى خمسة عشر كيلو غراماً من الحديد سعر الكيلو غرام الواحد منها “دولار”، ويكلف “دربزون “بمثل هذه المقاسات ما بين عشرين إلى ثلاثين دولاراً بحسب كمية الحديد الموجودة فيه، وهو نصف ما يتقاضاه عامل مياومة، وتزيد هذه الكلفة في حال تم “تصويج الشرفة” أو بناؤها حجرياً.

دور المنظمات في إعادة تأهيل الأبنية

تقوم منظمات بتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل للمنازل، يخبرنا أبو ابراهيم أنه بعد أكثر من عام على سكنهم في المنزل، قامت منظمة بتنفيذ مشروع للإكساء في منطقتهم، وقامت بتركيب أبواب ونوافذ للمنزل إضافة لتجهيز حمام ومطبخ.
كما عملت منظمة بنفسج بالتنسيق مع المجلس المحلي في مدينة إدلب على تأهيل نحو مئة وخمسين منزلاً بهدف تأمين سكن أكثر أمناً للنازحين بحسب أحمد أويس مدير مشروع إعادة التأهيل.

يقول أويس إن المنظمة قامت بتجهيز غرفة أو غرفتين في كل منزل إضافة لتجهيز المطبخ والحمام، كما وقعت اتفاقية إسكان بين المجلس المحلي والمنظمة ومالك البيت أو الوكيل عنه، وبين العائلة وتم الاتفاق من خلالها على عدة شروط كان أهمها ألا يسمح للمقيم في المنزل أخذ التجهيزات التي وضعتها المنظمة أو إتلافها عند رحيله، مقابل إلزام صاحب المنزل بعدم أخذ أجرة عام كامل بعقد موقع من الأطراف السابقة يسمى “عقد الإعارة”، بعد التحقق من أوراق إثبات الملكية لصاحب كل منزل قبل التقييم التقني وأخذ موافقته من قبل فرق المنظمة الموجودة في المدنية.
تستوعب تلك المشاريع عدداً محدداً من العوائل وتساهم في مساعدتهم بالحدود الدنيا غير أن الحاجة الفعلية على أرض الواقع تفوق طاقة المنظمات ومشاريعها الصغيرة.