فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

البساتين على ضفاف نهر العاصي والتي ينتشر فيها عروق السوس.

عروق السوس مصدر دخل للعاملين بجمعها

حسن كنهر الحسين

ينطلق عماد صبيحة كل يوم باتجاه الأراضي المجاورة لنهر العاصي، للبحث عن جذور نبات السوس بغية جمعها وبيعها في وقت لاحق، إذ شكلت تلك النباتات فرصة عمل تساعده على تأمين […]

ينطلق عماد صبيحة كل يوم باتجاه الأراضي المجاورة لنهر العاصي، للبحث عن جذور نبات السوس بغية جمعها وبيعها في وقت لاحق، إذ شكلت تلك النباتات فرصة عمل تساعده على تأمين بعض نفقات عائلته بعد استشهاد والده.

البحث عن جذور السوس فرصة عمل

ينتشر عشرات الشبان على ضفاف نهر العاصي بين بساتين الليمون والرمان، للبحث عن جذور السوس الذي يتواجد بكثافة بين تلك البساتين والتي شكلت بيئة مناسبة لنموه، إذ يحتاج السوس لعاملي الدفء والرطوبة العالية التي ستساعد بانتشار جذوره بشكل أكبر، وينبت طيلة فصول السنة ما جعل منه مصدر رزق مستمر للعاملين به.

يصطحب عماد”14 عاماً” أخويه معه ليساعداه في جمع أكبر كمية من الجذور معتمداً على معول ومجرفة لقطع تلك الجذور، يقول عماد: إنه يعمل بهذه المهنة منذ عامين، حيث يحصل على موافقة صاحب البستان أولاً ثم يبدأ بالبحث عن تلك الجذور لجمعها ثم بيعها للمعامل الخاصة المنتشرة في منطقة “دلبيَا” أو “عزمارين”  في ريف سلقين ويتراوح سعر الكيلو الواحد ما بين مئة وخمسين إلى مئتين وخمسين ليرة سورية، وذلك تبعاً لحاجة المعمل وقدرته على تصريف إنتاجه “.

تتراوح كمية الجذور التي يجمعها عماد  مع أخوته ما بين خمسة عشر إلى عشرين كيلو غرام يومياً، وتختلف كمية الإنتاج تبعاً لطبيعة الأرض وقساوتها وكثافة نبات العرق سوس على سطح الأرض ذلك يؤدي إلى تشابك الجذور مع بعضها الأمر الذي يشكل صعوبةً في اقتلاعها، كما تلعب طبيعة المناخ دوراً بذلك، حيث يسهل اقتلاعها في فصل الشتاء نظراً لطبيعة الأرض الهشة “.

عروق السوس مورد إضافي للمزارعين

ينعكس انتشار نبات العرق سوس بشكل سلبي على البساتين التي ينمو بها، الأمر الذي يشجع أصحاب البساتين لاستقبال هؤلاء الشبان لتخليصهم من تلك النبتة، فيما عمد آخرون للاستفادة منها عبر اقتلاعها بواسطة سكك المحراث ثم جمعها لتصبح مصدر دخل آخر يضاف لإنتاج بساتينهم السنوي.

يقول شاكر “مزارع من قرية الجسر المكسور بريف سلقين”: نقوم بجمع جذور العرق سوس بعد عملية الحراثة الدورية التي تحتاجها البساتين، حيث يتم اقتلاع الكثير من الجذور أثناء الحراثة  فنعمل على جمعها وبيعها، ما يوفر علينا  أجور الحراثة وشراء بعض المبيدات والأسمدة التي تحتاجها أشجار الليمون.

أحد العاملين بجمع جذور نبات السوس (عروق السوس).
أحد العاملين بجمع جذور نبات السوس (عروق السوس).
مراحل تصنيع العرق سوس

تنقل تلك الجذور إلى المعامل الخاصة، حيث يتم إعدادها وتحضيرها بشكل جيد تمهيداً لطرحها في الأسواق أو تصديرها للخارج.

يقول أحمد اليوسف “عامل في معمل دلبيا لإنتاج السوس”:  ” يتم شراء الجذور من الأهالي لتبدأ عملية تحضيرها التي تمر بعدة مراحل، حيث يتم غسلها من الأتربة الملتصقة بها، ثم تقطيعها إلى قطع صغيرة ثم تجفف بشكل جيد لتنقل إلى المطاحن التي تقوم بطحنها لقطع ناعمة ومن ثم يتم تعبئتها بأكياس خاصة تمهيداً لطرحها في الأسواق، أو تصديرها للخارج عن طريق الأراضي التركية”.

يقوم أصحاب المعامل بشراء جذور العرق سوس من الأهالي بأسعار متفاوتة تبعاً لكمية الطلب عليه، حيث يرتفع ثمن تلك الجذور إلى ثلاثمئة ليرة سورية مع اقتراب شهر رمضان نتيجة الإقبال على شرائها، ويتراوح سعره باقي أيام السنة ما بين الـ مئة إلى مئتين وخمسين ليرة سورية، في حين يباع الكيلو بعد خروجه من المعمل ب ألفين ومئتي ليرة سورية.

يفضل كثير من الناس السوس البلدي “العدي” عن المروي الذي يزرع في بعض البلاد العربية، وذلك لتميزه بطعم لاذع وحلاوة زائدة.

يعتبر شراب العرق سوس من المشروبات المفضلة لدى الكثيرين لأنه يساعد في علاج مشاكل الجهاز التنفسي ويعتبر مهدئ لآلام المعدة، كما يساعد في تهدئة مشاكل الجهاز الهضمي في حالات التسمم الغذائي وقرحة المعدة والحرقة، إلا أن الإكثار من شربه يؤثر على مرضى الضغط والسكري حيث يساهم في ارتفاعهما وخاصة بالنسبة للأطفال.

تصنف عروق السوس ضمن النباتات الشجرية المعمّرة وهو من الفصيلة البقولية، ويكثر نموه في المناطق الدافئة ذات الرطوبة العالية ويعد المشروب المصنع من جذوره من أكثر المشروبات رواجاً في شهر رمضان.