فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

قوات الأسد تهدم أسقف المنازل في سراقب

قوات الأسد تهدم أسقف المنازل في سراقب وتعفش محتوياتها

 محمود البكور

تداول ناشطون في الحادي عشر من آب الجاري مقطعاً مصوراً لعناصر من قوات الأسد تهدم أسقف المنازل في سراقب بهدف سحب قضبان الحديد من داخلها وبيعه. الفيديو الذي تم تصويره […]

تداول ناشطون في الحادي عشر من آب الجاري مقطعاً مصوراً لعناصر من قوات الأسد تهدم أسقف المنازل في سراقب بهدف سحب قضبان الحديد من داخلها وبيعه.
الفيديو الذي تم تصويره عن طريق المراصد العسكرية المرابطة على أطراف سراقب،  يظهر خمسة أشخاص بلباس مدني يتناوبون على تدمير سقف أحد منازل الحي الغربي بمطارق كبيرة.
ويقول عيسى المعلول صاحب المنزل الذي ظهر في الفيديو لفوكس حلب، إن بيته القديم تهدم نتيجة القصف الذي استهدف المدينة خلال السنوات الماضية فقام ببناء هذا المنزل على أطراف سراقب، قبل أن تجبره قوات الأسد على النزوح منه خلال الحملة العسكرية الأخيرة.

ويروي المعلول إنه لم يتمكن من متابعة الفيديو كاملاً حين رآه في المرة الأولى، إذ لم تحتمل أعصابه رؤية منزله يهدم أمام عينيه وسط عجزه عن القيام بأي فعل، إذ مثل الفيديو لصاحب المنزل نكبة جديدة تضاف لنكباته السابقة التي عايشها خلال سنوات الحرب، فالسقف الذي استظل به وكان كاتماً لأسراره ساتراً لبيته ومشرفاً على أحزانه وأفراحه وذكرياته، لم يعد موجوداً وانتهت أحلامه بالعودة إليه.
وأعرب المعلول عن صدمته برؤية الفيديو، وقال “لقد اعتدنا رؤية عناصر الأسد بعمليات السرقة والتعفيش، وهذا ما هددوا به حين دخلوا المدينة عبر الفيديوهات التي نشروها، لكن لم نكن نتوقع أن يصل بهم الحال لتهديم المنازل بهدف سرقة قضبان الحديد.

قوات الأسد تهدم أسقف المنازل في سراقب
الصورة لمدينة سراقب من ارشيف الإعلامي محمود بكور.

يشارك “خنيس العيسى” المعلول في مشاعره، فقد ظهر بيته أيضاً ضمن المنازل التي قامت قوات الأسد بتهديم أسطحها وسرقة محتوياتها، يقول العيسى “لم أتمكن من مشاهدة الفيديو في المرة الأولى وخرجت من البيت لأفرغ بعض قهري، قبل أن أعود مجدداً لأشاهد الفيديو وأمني النفس بأن المنزل الذي يبدو في الفيديو ليس منزلي”.

يعجز العيسى عن وصف المشاعر التي انتابته في تلك اللحظة، فسنواته الخمس عشرة التي قضاها في بناء المنزل ودفع تكاليفه، نُسفت جميعاً بفيديو لا تتجاوز مدته الدقيقة الواحدة، ولم يبق في مخيلته إلا بعض الصور وآلاف الذكريات التي قضاها بين جدرانه وتحت سقفه الذي سرق أمام ناظريه.

يقول العيسى “شعرت بأن سحب شراييني من جسدي سيكون أسهل علي من سحب قضبان الحديد من منزل أفنيت عمري في بنائه، أظن أن الهدف من هذه الأعمال أكبر من السرقة، يريدون قتلنا قهراً في غربتنا بعد أن عجزوا عن قتلنا بقذائفهم”.

ويتساءل العيسى “كيف يثق أحدهم بالعودة لما يسمى “سقف الوطن” إن كنا لا نأمن على سقف منزلنا بين أيديهم؟

وكانت الشبكة السورية لحقوق الانسان قد نشرت في تقرير لها إن النظام السوري يقوم بنهب أعمدة التسليح من المباني السكنية في مدينة سراقب، وإن هذه الاستراتيجية معروفة لدى النظام وقد اتبعها في غالبية المدن التي سيطر عليها.

قوات الأسد تهدم أسقف المنازل في سراقب
الصورة لمدينة سراقب من ارشيف الإعلامي محمود بكور.

ونشر عناصر من قوات الأسد سابقاً عدة فيديوهات تظهر عمليات السرقة التي تمت لمنازل المدنيين في سراقب، وقد تمكن أهالي المدينة من معرفة عدد منهم مثل “مخلص العزو، كاظم العزو، أنيس العزو، هيثم جواد، غياث جواد، محمد حجي علي، طلعت العزو، وأبناء أبو بسام الشابوري” جميعهم من أبناء المدينة وظهروا بمقاطع مصورة قاموا خلالها بتهديد أهالي سراقب بنهب أملاكهم وهدم وحرق منازلهم.

قبل التهجير الأخير وسيطرة قوات الأسد على المدينة، بلغت نسبة الدمار نحو ٤٠٪ من منازل الأهالي، بحسب محمود جرود رئيس المجلس المحلي في سراقب، وتفاوت هذا الدمار بين الجزئي والكلي، كما تم استهداف معظم المرافق الخدمية كالمشافي ومحطات المياه ومركز الإسعاف والدفاع المدني ومبنى بنك الدم ومبنى المجلس المحلي ومبنى المحكمة المدنية، إضافة للأسواق الشعبية، وتسببت الحملة الأخيرة بنزوح نحو خمسة وخمسين ألف مدني.