فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

جانب من الامتحانات الجامعية -المصدر: جامعة إدلب

بدء العملية الامتحانية في إدلب.. الرسوم وأجور النقل أكبر المصاعب

محمد جميل

يعتمد كثير من الطلبة في دراستهم لهذا العام على الهاتف المحمول الذي تحول لـ “مكتبة” بالنسبة للطلاب الذين عجزوا عن شراء مقرراتهم السنوية، ما دفعهم لتأمينها عبر نسخ الكترونية، نظراً لارتفاع أسعار المقررات الجامعية، حيث قدر الطالب عارف الحسن وهو طالب في معهد الإعلام ثمن منهاج الفصل الدراسي الثاني للسنة الثانية بالمعهد بنحو خمسة وثلاثين ألف ليرة سورية.

في الثامن من آب الجاري كتبت الطالبة نور الدلفي على صفحتها في فيس بوك عن إخراجها من قاعة الامتحانات لأنها لم تستكمل دفع الرسوم الجامعية، بينما ينتظر أحمد كريم، وهو طالب في جامعة إدلب، السنة القادمة لتقديم امتحاناته بعد عجزه عن دفع الرسوم الجامعية.

وكانت جامعة إدلب قد أعلنت عن بدء الامتحانات الفصلية الثانية للعام الدراسي الحالي في الثامن من آب الجاري، بعد عدة صعوبات اعترضت سير العملية التعليمية خلال السنة الدراسية، وتركت أثرها السلبي على التحصيل العلمي للطلاب، كالنزوح والتهجير الذي طال قسماً كبيراً من قرى وبلدات ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي.

وانتشار وباء كورونا والاحترازات التي تمت للحد من انتشاره، يضاف إليها سوء الأحوال الاقتصادية للأهالي وتراجع قيمة الليرة السورية ما حال دون تمكن طلبة من حضور المحاضرات وشراء الكتب، وحالياً حضورهم الامتحان.

تتراوح الرسوم الجامعية في إدلب بين خمسين ومئتي دولار، وذلك تبعاً للقسم ونوع التعليم (موازي -عام)، وتتقاضاها إدارة الجامعة بالدولار، وتشترط استيفاءها قبل دخول الطلبة قاعة الامتحان، وهو ما حال دون تمكن طلبة من الخضوع للامتحانات في العام الحالي.

ويقول أحمد كريم إنه لم يستطع تأمين قسط الجامعة والبالغ مئتي دولار، واضطر لتأجيل امتحانه للعام القادم، أملاً بتأمين المبلغ المطلوب.
وتقول نور الدلفي في ما نشرته على الفيس بوك “طلعوني من قاعة الامتحان وحرموني تقديم مادة بس لأني متخلفة عن دفع كامل القسط وع لسان أحدهم: بعوضك الله هالمادة”.

وتروي “الدلفي” وهي مهجرة من بلدة معرتحرمة قرب معرة النعمان في حديث مع فوكس حلب، إنها توجهت إلى قاعة الامتحان لتقدم مادتها الأولى بعد انقطاعها عاماً كاملاً عن الجامعة، فأخبرها أحد الدكاترة أنها لم تدفع القسط وأنها بحاجة لموافقة خطية من العميد ليسمح لها بتقديم المادة، لكن عميد الكلية رفض منحها الموافقة ومنعها من تقديم المادة رغم طلبها مهلة يوم واحد فقط لاستدانة الرسوم من أحد الأقرباء.

لم تفلح دموع الطالبة في كلية العلوم إيمان العلي في السماح لها بتقديم مادتها الأولى، إذ أخرجها عميد الكلية من القاعة ومزق دفترها الامتحاني بسبب تأخرها عن تسديد رسوم الفصل الثاني والتي تبلغ خمسة وسبعين دولاراً، تقول العلي إنها مضطرة الآن لتأمين المبلغ بأي طريقة حتى تتمكن من تقديم باقي المواد.

 وكانت جامعة إدلب قد نشرت في الخامس من آب الجاري قائمة بالقواعد العامة الخاصة بالامتحانات، وقالت في أحد بنودها إن على الطالب أن يضع بطاقته الجامعية وهويته الشخصية ووصل التسجيل أمامه خلال الامتحان”، ولا يحصل الطالب على وصل التسجيل إلا بعد سداد الرسوم الجامعية.

وذكر بعض من التقيناهم من الطلبة أن القرار قديم لكن الجامعة كانت تتساهل في بعض السنوات وتسمح لهم بتقديم الامتحان بعد منحهم مهلةً إضافية، في حين كانت تعمل في بعض الفصول على منع الطالب من الحصول على نتيجة الامتحان قبل دفع الرسوم، لكن هذه السنة كانت الإجراءات مشددة بشكل أكبر.
تأمين المناهج مكلف والاعتماد على الكتب الرقمية
يعتمد كثير من الطلبة في دراستهم لهذا العام على الهاتف المحمول الذي تحول لـ “مكتبة” بالنسبة للطلاب الذين عجزوا عن شراء مقرراتهم السنوية، ما دفعهم لتأمينها عبر نسخ الكترونية، نظراً لارتفاع أسعار المقررات الجامعية، حيث قدر الطالب عارف الحسن وهو طالب في معهد الإعلام ثمن منهاج الفصل الدراسي الثاني للسنة الثانية بالمعهد بنحو خمسة وثلاثين ألف ليرة سورية.
يقول الحسن: إن أجور المواصلات المرتفعة منعتهم من حضور المحاضرات النظرية، كما ساهم انتشار كورونا بمنع جزء كبير من الطلاب من التوجه إلى الجامعة، ما دفعهم للاعتماد على المقررات الرقمية حيث يقوم أحد الطلبة الذين تمكنوا من شراء المنهاج بتصويره وتحويله لأصدقائه عبر غرفة واتس آب تجمع طلاب المعهد ويتناقشون فيها بالقضايا التعليمية مع مدرسيهم.
لا ينكر الحسن حجم المعاناة التي يعيشها الطالب أثناء الدراسة على الجوال والذي يتسبب لهم بألم في الرأس وتعب في العيون ما يمنعهم من الدراسة لفترات طويلة، في حين وجد محمد العمر نفسه مجبراً على تصوير المقررات في إحدى المكاتب بعد عجزه عن الدراسة من هاتفه، يقول العمر إن كلفة التصوير ليست قليلة لكنها تبقى أوفر من شراء الكتاب، إذ تتقاضى المكتبة التي يتعامل معها خمسة عشر ليرة سورية مقابل تصوير كل صفحة.
بينما بحث الحسن عن مقررات هذا العام لدى زملائه الذين سبقوه واستعار جزء منها ليتخلص من تكاليف الشراء والتصوير.

ونشر موقع جامعة إدلب منذ يومين صوراً لسير الامتحانات مع اتخاذ الطلاب لإجراءات الوقاية من فايروس كورونا، حيث تقوم فرق الدفاع المدني السوري وقبيل كل يوم من الامتحانات بتطهير وتعقيم المرافق والمقاعد وجميع الأماكن في المعاهد والكليات بجامعة إدلب لوقاية الطلاب من الفاريروس.

“بدأت جامعة إدلب الحرة عملها في العام الدراسي 2015-2016 ويبلغ عدد طلابها اليوم قرابة أربعة عشر ألف طالب يتوزعون على ستة عشر كلية وأربعة معاهد بأقسام مختلفة، بالإضافة لأكثر من  سبعمئة طالب يتواجدون في الجامعات الخاصة”.