فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

"الكور" موقد طهي جديد في الشمال السوري -فوكس حل

مواقد طهي جديدة بعد ارتفاع أسعار الغاز المنزلي في إدلب

ٲسامة الشامي

انقطاع الغاز الذي كان يحصل عليه الأهالي المقيمون في مناطق المعارضة من مناطق النظام في السابق، وارتفاع سعره بعد الاعتماد على شركة “وتد” في إدلب والتي تقوم بتسعيره حالياً بالليرة التركية، دون دعم من حكومة الإنقاذ للسلعة الأساسية، دفع بعض الأشخاص لابتكار مواقد طهي جديدة، أو الاعتماد على وسائل قديمة كانت تستخدمها النساء في المناطق الريفية كـ “التنور -والموقد الطيني -والدفية الطينية” والتي تعتمد على الحطب وروث الحيوانات كوقود لها.

تباع أسطوانة الغاز بسبع وخمسين ليرة تركية في الشمال السوري، وهو ما يعادل خمس راتب عامل مياومة، وتحتاج الأسرة الكبيرة لأسطوانتين شهرياً، ما يشكل كابوساً لدي السكان، خاصة في المخيمات التي يعيش معظم قاطنيها على المساعدات الإنسانية بعد انعدام فرص العمل، وتمسك السيدات “قلوبهن بأيديهن”، بحسب التعبير الشائع الذي استخدمنه، في كل مرة يردن فيها مفاتحة أزواجهن بانتهاء “جرة الغاز”.

انقطاع الغاز الذي كان يحصل عليه الأهالي المقيمون في مناطق المعارضة من مناطق النظام في السابق، وارتفاع سعره بعد الاعتماد على شركة “وتد” في إدلب والتي تقوم بتسعيره حالياً بالليرة التركية، دون دعم من حكومة الإنقاذ للسلعة الأساسية، دفع بعض الأشخاص لابتكار مواقد طهي جديدة، أو الاعتماد على وسائل قديمة كانت تستخدمها النساء في المناطق الريفية كـ “التنور -والموقد الطيني -والدفية الطينية” والتي تعتمد على الحطب وروث الحيوانات كوقود لها.

"الكور" موقد طهي جديد في الشمال السوري -فوكس حل
“الكور” موقد طهي جديد في الشمال السوري -فوكس حلب

ومن الأنواع الجديدة لمواقد الطهي ما ابتكره جمعة الأسود أحد سكان المخيمات بريف إدلب وأطلق عليه اسم “الكور”، وهو عبارة عن وعاء أسطواني مفتوح من الأعلى ومغلق من الأسفل، له شبك يرتفع قليلاً عن قاعدته ليسمح بمرور الهواء اللازم لتشغيل النار، ويرتفع الكور نحو عشرين سنتيمتراً ويخرج من طرفه ماسورة معدنية، بطول أربعين سنتيمتراً، وبعرض إنش واحد، في نهايتها مروحة لتنفخ الهواء عبر الماسورة لداخل الكور ما يساعد بإشعال النار.

ويعتمد الكور على فحم الحراقات “بقايا المشتقات النفطية التي تترسب في أرض حراقات النفط” كوقود لتشغيله، وتبلغ كلفة الموقد الذي صممه الأسود نحو عشرين ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثمن أسطوانة غاز واحدة تقريباً.

عشرات السكان في المخيمات وخارجها بدؤوا باستخدام “الكور” للطهي، يقول الحداد محمد أبو عبد الله (أحد مصنعيه) إنه ينتشر بين الأهالي في المخيمات وخارجها، وباتت الناس تطلبه بكثرة.

"تفية التنكة" موقد طهي في الشمال السوري -فوكس حلب
“تفية التنكة” موقد طهي في الشمال السوري -فوكس حلب

“تفية التنكة” موقد مبتكر آخر، طوره بعض الأشخاص عن “الدفية الطينية الثابتة القديمة”، والتي كانت النساء تصنعها بالقرب من منازلهن، ليصبح موقداً متنقلاً يشبه من حيث الشكل “الكور”، إلا أنه يختلف قليلاً في طريقة الصنع.

ويقول طلال أبو أحمد، أحد مصنعي “التفية” إنه عبارة عن “تنكة =عبوة معدنية” في داخلها فرن مدفأة، يوصل بها مروحة تعمل على البطارية، وتعتمد على الحطب والبيرين (بقايا عصر الزيتون المجفف) كوقود لتشغيلها، وتبلغ كلفة تصنيعها نحو خمسة عشر ألف ليرة سورية. ويزيد انتشار هذا النوع في منطقة سلقين والمخيمات المحيطة بها.

"الببورية" موقد طهي جديد في الشمال السوري -فوكس حلب
“الببورية” موقد طهي جديد في الشمال السوري -فوكس حلب

“الببورية” موقد طهي آخر ينتشر بشكل كبير في مخيمات أطمة ومنطقة ريف حلب الشمالي، ويختلف عن تصميم الموقدين الآخرين، إذ يصنع من أسطوانة “قاظان حمام”، ويبلغ ارتفاعه نحو أربعين سنتيمتراً، تغلق الأسطوانة من الأعلى بغطاء معدني مشابه لـ “رأس الغاز المنزلي” وفي داخله أيضاً فرن مدفأة، موصول بماسورة معدنية في نهايتها مروحة لتزويد الموقد بالهواء، تعمل “الببورية” على الحطب، وتمتاز بسهولة استخدامها ما شجع كثير من الناس على استخدامها كبديل رئيسي عن الغاز.

"التفية الطينية" موقد طهي قديم في الشمال السوري يعود لبيوت السكان -فوكس حلب
“التفية الطينية” موقد طهي قديم في الشمال السوري يعود لبيوت السكان -فوكس حلب

إضافة للمواقد الجديدة ما يزال لموقد الطين القديم حضور في منازل الأهالي، تقول الحاجة أم سعيد الشحود إنها عرفت هذا الموقد في ثمانينات القرن الماضي، لكن ظروف الناس المادية دفعتهم للعودة لاستعماله، لاسيما أن تجهيزه سهل وبأدوات بسيطة إذ يعتبر الطين والتبن المادتين الرئيسيتين في بنائه.
توفر المواقد الجديدة وسيلة طهي بمبالغ أقل من أسطوانات الغاز، وهو ما يدفع مستخدميها للتغاضي عن بعض سلبياتها والمخاطر التي قد تنجم عنها، مثل تطاير شرار النار قرب الخيمة ما يهدد باحتراقها ما لم تخضع لمراقبة مستمرة، كما تعتبر الأدخنة الناجمة عن هذه المواقد من أسوء سلبياتها نظراً لخطورتها المباشرة على صحة الناس ما يدفعهم لاستعمالها في مناطق مفتوحة، ويمنعهم من إدخالها للخيمة أو المنزل قبل التأكد من إخمادها بشكل كامل حتى لا يساهم الفحم الموجود فيها بسحب الأوكسجين من الخيمة أو الغرفة.