فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصورة لقاعدة التحويل ودارة التتبع الشمسي -فيس بوك

الطاقة الشمسية مصدر دخل وطاقة وابتكارات جديدة

محمد جميل

شكلت الطاقة البديلة فرص عمل جيدة للعاملين في مجال “الحدادة” نتيجة الطلب المتزايد على قواعد تثبيت الألواح لا سيما المتحركة، وازدادت نسبة محلات الحدادة، وبحسب من تحثنا معهم فإن هذا العمل ساهم باستثمار رؤوس الأموال في مناطق المعارضة، إذ شهدت الأسواق خلال الأعوام الثلاثة الماضية دخول حاويتين من مستلزمات الطاقة الشمسية بشكل يومي، ما يعكس حجم التجارة اليومية لهذه المواد وأعداد المستفيدين منها.

يتواجد في مناطق المعارضة نحو أربعين معملاً لتصنيع المدخرات الكهربائية والتي بات وجودها من أساسيات كل منزل، نتيجة انقطاع شبكات الكهرباء العامة واعتماد الناس على الحلول البديلة للحصول على الطاقة، إذ تعتبر الألواح الشمسية من أهم مصادرها في شمال غرب سوريا، وساهم انتشارها في توفير فرص العمل لعشرات الشبان العاملين بصيانتها وصناعة الأدوات الملحقة بها.

مناطق المعارضة تنفرد بتصنيع دارات التتبع
يعمل الشاب ” إسماعيل أمون ” من بلدة زردنا، بصناعة دارات “التتبع الشمسي” وهو جهاز يتم تركيبه مع مجموعة الألواح الشمسية ليقوم بتتبع الشمس وتوجيه الألواح نحوها بشكل دائم بهدف الحصول على أفضل مردود.
التحق اسماعيل بدورة تدريبة مهنية في مجال الطاقة الشمسية العام الماضي أطلقتها منظمة أورانج، وحصل بعدها على منحة مالية مكنته من فتح محل لتصنيع وصيانة وتجارة معدات الطاقة الشمسية.
يقول إسماعيل إن هذه الدارة تتألف من حساس ضوئي موصول بدارة إلكترونية تعطي الأوامر للمحرك الذي يقوم بتوجيه ألواح الطاقة باتجاه الشمس، وقد انفردت سوريا بهذه الصناعة لأن مجموعات الطاقة الشمسية في بقية بلدان العالم تبقى ثابتة ولا حاجة لتحريكها، بل يقوم المعتمدون عليها بزيادة عدد الألواح التي تمكنهم من الحصول على المردود اللازم، لكن ضيق الأحوال الاقتصادية دفعت السوريين لابتكار هذه الطريق بهدف توفير ثمن الألواح الإضافية.

دارة التتبع الشمسي المصنعة محلياً -فيس بوك
دارة التتبع الشمسي المصنعة محلياً -فيس بوك

يتم مؤخراً تصدير تلك الدارات لمناطق النظام، إلا أن المهنيين الذين يقومون بتصنيع هذه الدارات في مناطق المعارضة يقومون بإزالة أرقام المعالجات من باب الحفاظ على سر المهنة.

يرى “أمون” أن هذه الصناعة ذات جدوى اقتصادية، لأنها لم تستورد جاهزة حتى اللحظة وجميع الدارات التي تم تركيبها صنعت محلياً، إضافة لمساهمتها بتوفير فرص عمل لليد العاملة التي تصنع القواعد الحديدة اللازمة لهذه الدارات.
روافع الجهد الحل الأمثل للحصول على الكهرباء ومورد جيد للعاملين بها

حاجة الناس للكهرباء دفعتهم للبحث عن حلول متاحة لتأمين ذلك المصدر، فألواح الطاقة الشمسية لا تصدر الكهرباء المتناوبة بل يكمن دورها في شحن المدخرات بالتيّار المستمر، حيث تم الاعتماد على “رافع الجهد” الذي يعمل على تحويل الكهرباء الموجودة ضمن المدخرة إلى كهرباء مستمرة، فنشطت تجارة تلك الأدوات في حين استفاد بعض المهنيين من تصنيعها محلياً.

رافع جهد صناعة محلية -فيس بوك
رافع جهد صناعة محلية -فيس بوك

يقول حسن يسوف تاجر معدات طاقة شمسية “إن مجال الاعتماد على الطاقة الشمسية ساهم بتوفير فرص عمل لكثير من الشبان لاسيما خريجي الثانويات والمعاهد الصناعية وحرفيي الكهرباء والإلكترون، ضمن هذا المجال مثل تصنيع روافع الجهد ودارات الفصل الكهربائي وأجهزة تتبع الشمس والقواعد المعدنية المتحركة، والمدخرات، وفتحت لهم آفاقاً جديدة لتصنيع روافع جهد تضاهي البضائع المستوردة وبأسعار أرخص.

يقول أحمد عبد الرحمن “فني إلكترونيات” إنه استفاد من “الترانسات” التي تحول الجهد (خفض أو رفع)، واستخدم رفع الجهد من 12 إلى 220 بتيار مستمر،  ثم قام بتحويل التيار المستمر إلى متناوب من خلال ابتكار دارات تقطيع الموجة أو تحويلها، ففي بداية الأمر كانت الموجة غير ملائمة للحمل، حيث تصدر تلك الأجهزة موجات مربعة تلحق الأذى بالأجهزة الكهربائية، فتم تحسين الموجة من خلال العناصر الإلكترونية (ومكثفات الـ STR  والترانزستورات والثايروستورات) وبعد عمل مستمر تمكنت من تحويل الموجة إلى “جيبية”، وتم تزويد تلك الأجهزة بحمايات ميزتها عن رافع الجهد الصيني وهي حماية من شبكة الكهرباء والقصر الكهربائي (التماس)، والحمل الزائد وانخفاض مستوى المدخرات (البطاريات) والانعكاس القطبي.
يبيع أحمد، رافع الجهد الذي يقوم بتصنيعه بـ مئة وخمسين دولاراً في حين يبلغ سعر النوع المستورد من نفس المواصفات مئة وثمانين دولاراً.
مدخرات وطنية تضاهي المستورد
اعتماد الناس على المدخرات في الإنارة وتشغيل الأجهزة الكهربائية، ساهم في زيادة الطلب عليها بشكل كبير فنشطت هذه الصناعة وتم افتتاح عدد من المعامل والورشات التي تقوم بصيانتها.

يقول “علي عباس” صاحب معمل بطاريات العلالي في قرية “كفريحمول” إن أعداد معامل المدخرات تضاعفت أكثر من عشرة أضعاف خلال السنوات الأخيرة، ويتواجد نحو أربعين معملاً وشركة لتصنيع المدخرات في مناطق المعارضة، نظراً لكثرة الطلب على الأنواع الوطنية ولسعرها الأقل نسبياً وأدائها الجيد، فسعر المدخرة الوطنية من مقاس مئتين وأربعين أمبيراً يبلغ نحو مئة دولار، بينما يتراوح سعر المدخرة المستوردة من نفس المقاس ما بين مئة وثلاثين إلى مئة وخمسين دولاراً.

بطارية صناعة محلية -فيس بوك
بطارية صناعة محلية -فيس بوك

كما تمتاز المدخرة الوطنية باحتوائها على كفالة لمدة ستة أشهر، ويمكن صيانتها بشكل أكبر من المستوردة. في حين تتميز الأجنبية عن الوطنية بسرعة التدوير وعدم الهبوط السريع للفولت وتحملها لدورات شحن أكبر، كما تتوفر بعض الأنواع الأجنبية (الأنبوبية) والتي تتميز بعدد دورات مضاعف ما يعني أن عمرها أطول مثل “الجل” والتي تعتبر الأفضل في السوق، إلا أن أسعارها مرتفعة ويصل سعر الواحدة منها إلى مئتين وخمسين دولاراً.
يقول العباس إن معامل المدخرات وفرت فرص عمل جيدة، إذ يستوعب المعمل الكبير نحو ستين عاملاً ويصل إنتاجه في اليوم لنحو مئة مدخرة.
دارات الفصل

تحتاج أنظمة الطاقة الشمسية “لدارات الفصل”، ومهمة هذه الدارة أن تفصل التيار الكهربائي الصادر عن ألواح الطاقة الشمسية عن المدخرة بعد امتلائها.
يقول إسماعيل أمون قمنا بتصنيع دارات فصل محلية لتنافس الدارات المستوردة. إذ تتميز الدارة المحلية الصنع بسعرها المنخفض مقارنة بالدارات الجاهزة، وتباع المحلية بسعر ثلاث دولارات، بينما يبلغ سعر المستوردة ثلاثين دولاراً، إضافة لميزات أخرى، فمثلاً الدارة المحلية تتحمل مئة وخمسين أمبيراً بينما الدارة الجاهزة تتحمل خمسين أمبيراً في أحسن الأحوال إلا أن الإلكترونية رغم ذلك تعتبر أكثر جدوى وهي الرائجة في المنازل بحسب إسماعيل الذي أفاد بأنه كان يصنع في البداية هذه الدارات إلا أنه اعتمد مؤخراً على الدارات الجاهزة لما تحتويه من التنظيم والميزات الأخرى كمقياس الفولت والأمبير.

ألواح طاقة شمسية في أحد الحقول بإدلب -فيس بوك
ألواح طاقة شمسية في أحد الحقول بإدلب -فيس بوك

شكلت الطاقة البديلة فرص عمل جيدة للعاملين في مجال “الحدادة” نتيجة الطلب المتزايد على قواعد تثبيت الألواح لا سيما المتحركة، وازدادت نسبة محلات الحدادة، وبحسب من تحثنا معهم فإن هذا العمل ساهم باستثمار رؤوس الأموال في مناطق المعارضة، إذ شهدت الأسواق خلال الأعوام الثلاثة الماضية دخول حاويتين من مستلزمات الطاقة الشمسية بشكل يومي، ما يعكس حجم التجارة اليومية لهذه المواد وأعداد المستفيدين منها.