فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

عملية حصاد القمح في أراضي الفلاحين بريف ادلب- فوكس حلب

نصف مليون ربطة خبز مجانية للنازحين بعد دعم مزارعي القمح في إدلب

هاني العبدالله

انطلق المشروع مطلع العام الحالي واستهدف ستة آلاف عائلة (500 مزارع، 500 من صغار مربي الثروة الحيوانية، 5 آلاف عائلة محتاجة) يتواجدون في ست قرى وبلدات بريف إدلب الشمالي وهي: كفريحمول، زردنا، حزانو، حربنوش، كللي، رام حمدان.
وتضمن المشروع أربع مراحل، وسعى لدعم الفلاحين والأهالي، وتشجيع الفلاحين على الزراعة، ولاسيما في ظل الوضع الاقتصادي السيء نتيجة انهيار الليرة السورية.

أنهت “جمعية عطاء للإغاثة والتنمية” قبل أيام، المرحلة الأولى من مشروع “دعم سلسلة القيمة للقمح” في محافظة إدلب، والذي يستهدف مزارعي القمح، عبر مساعدتهم بتكاليف زراعة الحقول وحصاد المحصول وتسويقه، إضافةً لتأمين الخبز المجاني لبعض المواطنين شمال إدلب.

انطلق المشروع مطلع العام الحالي واستهدف ستة آلاف عائلة (500 مزارع، 500 من صغار مربي الثروة الحيوانية، 5 آلاف عائلة محتاجة) يتواجدون في ست قرى وبلدات بريف إدلب الشمالي وهي: كفريحمول، زردنا، حزانو، حربنوش، كللي، رام حمدان.

وتضمن المشروع أربع مراحل، وسعى لدعم الفلاحين والأهالي، وتشجيع الفلاحين على الزراعة، ولاسيما في ظل الوضع الاقتصادي السيء نتيجة انهيار الليرة السورية.

500 مزارع مستفيد من المشروع

قال صافي حايك منسق المشاريع في جمعية عطاء: “انتهت قبل أيام المرحلة الأولى من المشروع، والتي استهدفت 500 مزارع بريف إدلب الشمالي، 90% من سكان المنطقة، و10% من النازحين”، مشيراً إلى أن “هناك معايير تم على أساسها اختيار المزارعين المستهدفين بهذا المشروع”.

واستهدف المشروع الفلاحين الذين زرعوا بذار القمح هذا الموسم في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني من العام الماضي، ولديهم خمسة دونمات قمح على الأقل، إضافةً إلى استهداف الأسر الكبيرة التي يزيد عدد أفرادها عن خمسة أفراد أو التي تعيلها نساء (الأرامل والمطلقات)، أو من لديها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب، أو الأسر الفقيرة التي يقل دخلها عن خمسين دولاراً شهرياً.

مزارع يرش السماد الأزوتي على محصول القمح ضمن أحد الأراضي المستهدفة بالمشروع
مزارع يرش السماد الأزوتي على محصول القمح ضمن أحد الأراضي المستهدفة بالمشروع

وأضاف حايك لفوكس حلب، “قدمنا الدعم لمزارعي القمح الذين زرعوا بذار القمح هذا العام حصراً، من خلال منحهم المدخلات الزراعية، والتي شملت مئة كيلو غرام من سماد يوريا الآزوتي، إضافةً إلى مبيدات أعشاب عريضة ورفيعة، ومبيدات فطرية للتغلب على الأمراض التي تصيب محصول القمح إضافة لأربعين ليتراً من الوقود للري التكميلي”.

دورات تدريبية لمزارعي القمح

كما تم في المرحلة الأولى إجراء تدريبات نوعية للمزارعين، لتعليمهم أفضل الممارسات المتعلقة بمحصول القمح، وخاصةً كيفية التعامل مع الأمراض النباتية، ومراحل الحصاد والتخزين، وتحقيق الاستدامة من محصول القمح.

وفي مطلع شهر حزيران الحالي بدأت عملية حصاد القمح، عبر التعاقد مع خمس حصادات، لجني المحصول ضمن المنطقة المدعومة والمحصورة بخمس دونمات، وفي حال كان لدى المزارع كميات إضافية عليه تحمل نفقات حصادها.

عملية حصاد القمح في أراضي الفلاحين المستفيدين من المشروع بريف ادلب
عملية حصاد القمح في أراضي الفلاحين المستفيدين من المشروع بريف ادلب

وقال المهندس الزراعي محمد حلاق وهو مشرف ميداني على المشروع: إن عملية الحصاد استمرت لعشرة أيام، وانتهت بشكلٍ آمن دون تسجيل أي حرائق، نظراً للتنسيق الفعّال مع فرق الدفاع المدني، وتطبيق المزارعين للإرشادات التي تلقوها خلال الدورات التدريبية والتي مكنتهم من الحصول على محصول جيد.
وأضاف الحلاق “واجهتنا عدة صعوبات خلال تنفيذ المشروع، أبرزها الحملة العسكرية التي شنها النظام وروسيا على إدلب خلال شهري كانون الثاني وشباط من العام الحالي، ما تسبّب في نزوح بعض المستفيدين من المشروع، كما ساهم انتشار فيروس كورونا حول العالم، بدفع المنظمة لتعليق بعض التدريبات التي يتلقاها المزارعون، حيث تدرّب 70% فقط، ولكن سيتم استكمال التدريبات الشهر القادم”.

شراء القمح بسعرٍ مشجع

بعد انتهاء عمليات الحصاد الأسبوع الماضي ضمن المرحلة الأولى، بدأت المرحلة الثانية للمشروع من خلال شراء القمح من المزارعين بمعدل واحد طن من كل مزارع بسعرٍ مدعوم يصل نحو مئتين وثمانين دولاراً، بحيث يتم شراء خمسمائة طن من كل المزارعين المشمولين بالمشروع.

وأوضح محمد حلاق أن “الهدف من تقديم السعر المدعوم، هو تشجيع المزارعين على الاستمرار بزراعة أراضيهم الموسم القادم”، مشيراً إلى أنه “ستكون هناك لجنة لفحص جودة القمح، وبالتالي سيتراوح سعر الطن ما بين مئتين وأربعين إلى مئتين وثمانين دولاراً حسب نوعيته، لكنه في العموم سعر مشجّع للفلاح، مقارنة بالأسعار التي حددتها باقي الجهات حيث حددت الحكومة السورية المؤقتة سعر طن القمح من الفلاحين في شمال غرب سوريا بـمئتين وعشرين دولاراً”.

رش المبيدات الحشرية على محاصيل القمح المشمولة بالمشروع في ريف إدلب
رش المبيدات الحشرية على محاصيل القمح المشمولة بالمشروع في ريف إدلب

بعد شراء القمح من الفلاحين، تبدأ المرحلة الثالثة، التي تتضمن نقل الكمية المشترات إلى مطحنة تم التعاقد معها، بحيث سيتم إنتاج أربعمئة طن من الطحين0 ومئة طن نخالة علفية.

وسيتم توزيع النخالة المستخلصة على خمسمئة مستفيد متواجد في قرى المشروع من النازحين والمجتمع المضيف (مئتا كيلو غرام للأسرة الواحدة) لاستخدامها كعلف للحيوانات، بغية دعم صغار مربي الثروة الحيوانية، الذين يملكون عشرة رؤوس أغنام على الأقل.

أبو أيمن مزارع من بلدة كفريحمول، عبّر عن سعادته بالدعم الذي حصل عليه من المشروع، وقال: إن “المدخلات الزراعية التي حصل عليها المزارعون قضت على الآفات الزراعية، وساهمت في زيادة الإنتاج، حيث أعطى كل دونم نحو نصف طن من القمح، بينما أعطى كل دونم مروي ستمئة كيلوغرام”.

وأضاف أبو أيمن أن “المستلزمات الزراعية باتت باهظة الثمن، وبالتالي فإن توزيعها مجاناً علينا، ساعدنا في توفير نحو مئة وأربعين دولاراً موزعة على الشكل التالي (تبلغ قيمة السماد الآزوتي الذي تم توزيعه اثنان وثلاثين دولاراً، المبيدات الحشرية ثلاثين دولاراً، وقود الري أربعين دولاراً، وقسائم الحصاد أربعين دولاراً)، إضافةً إلى أن سعر الطن الواحد من القمح الذي تم تحديده من قبل مشرفي المشروع، أفضل بكثير من السعر المتداول في السوق”.

خبز مجاني لخمسة آلاف عائلة لمدة شهرين

أما المرحلة الرابعة والأخيرة من المشروع، ستتضمن التعاقد مع مخبزين خلال شهري آب وأيلول القادمين، لخبز الطحين الناتج والذي يُقدّر بنحو أربعمائة طن تقريباً، لإنتاج نصف مليون ربطة خبز، وتوزيعها على خمسة آلاف عائلة نازحة متواجدة في نحو خمسة وعشرين مخيماً عشوائياً، حيث ستحصل كل عائلة على ربطة مجانية في اليوم، بينما ستحصل الأسر التي يزيد عدد أفرادها عن عشرة أشخاص على ربطتي خبز.

وقال عدنان لطّوف نازح في مخيم عشوائي قرب بلدة رام حمدان “أوضاع النازحين سيئة للغاية مع انخفاض مستوى الدخل وارتفاع الأسعار التي طالت حتى ربطة الخبز، حيث وصل سعرها إلى ألف ليرة سورية، ونحتاج كل يوم إلى ربطتي خبز، أي ما يعادل ستين ألف ليرة شهرياً ثمن خبز فقط، ولكن مشروع جمعية عطاء سيمنحنا ربطة خبز يومياً لمدة لشهرين، ما يُوفّر علينا مبالغ كبيرة”، لكن سكان المخيمات يأملون بوجود مشاريع دائمة تعينهم على تحمل اكلاف الحياة.

وتحضر جمعية “عطاء” لإطلاق مشروع مماثل في شهر تموز القادم، يدعم المزارعين والنازحين في ريف إدلب، ويتضمن تقديم المستلزمات الزراعية للفلاحين، وشراء زيت الزيتون منهم، وتوزيع ألفيّ عبوة زيت على الأسر الفقيرة والنازحة في عشر قرى تابعة لسلقين، كما سيتم التعاقد مع ثلاثمائة عامل ضمن نظام النقد مقابل العمل، للمساعدة في عمليات تقليم أشجار الزيتون والقطاف.