فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

محل لبيع الأحذية في بلدة تفتناز

الحياة تدب في أوصال بلدة تفتناز من جديد

رؤى زيدان

ماتزال الخدمات في بلدة تفتناز ضعيفة خاصة في مجال الكهرباء والمياه إلا أن 70% من أهالي البلدة قد عادوا إليها، وتم افتتاح مشفى النور من جديد، ومركز الرعاية الأولية، وصالات الإنترنت، ومحلات الألبسة وأكثر من عشرين محلاً لبيع الخضار والفاكهة كما عاد مخبز البلدة للعمل بحسب رئيس المجلس المحلي منير الخطيب والذي قال إن المجلس المحلي يعمل على تقديم خدمات النظافة للبلدة وتأمين الخبز للعائلات التي تعجز عن تأمينه، كما تعمل منظمة نسائم الخير على تقديم سلال غذائية لبعض السكان.

عاد نحو ٧٠٪ من سكان تفتناز شمال شرق مدينة إدلب إلى بلدتهم بعد نزوح استمر أكثر من ثلاثة أشهر نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة.

يقول خير الدين الأسدي إن  اسم “تفتناز” مكون من شقين (تفتا) وتعني النسيج أو الحرير و(ناز) وتعني بلد، وبذلك يصبح معنى اسمها بلد الحرير، بينما يرى آخرون أن كلمة تفتناز منقسمة إلى قسمين: الأولى (تفت) وتعني الشرق و(ناز) السوق وعلى هذا يتم تركيبها بالسوق الشرقي مقارنة مع أرمناز السوق الغربي على اعتبار أن معنى (أر) الغرب. وبلدة تفتناز بلدة قديمة تحكي قصة قرون مضت على أرضها فهي تقع على طريق الحرير الذي يأتي من الجنوب الشرقي ماراً في وسطها حتى يصل إلى شواطئ البحر المتوسط وإلى ميناء أنطاكية.
تضم بلدة تفتناز اليوم أربع مدارس ابتدائية ومدرستين ثانويتين، وفيها مشفى النور التخصصي للأطفال والنسائية ومشفى الحكمة العيني ومركز الرعاية الأولية للإسعافات. كما تملك أحد أهم المطارات العسكرية في سوريا، والذي تمكنت فصائل الثوار من السيطرة عليه سنة 2013، ما دفع قوات الأسد لمحاولة التقدم نحوه خلال الحملة الأخيرة، حتى وصلت منطقة “الأربيخ” شرق بلدة تفتناز بـ 2كم، الأمر الذي دفع أهالي المدينة للنزوح عنها بشكل كامل لاسيما بعد تعرض البلدة لحملة قصف أدت لدمار 10% من منازلها بحسب مجلسها المحلي.

الدمار الذي طال بلدة تفتناز نتيجة القصف الذي تعرضت له في الحملة العسكرية الأخيرة
الدمار الذي طال بلدة تفتناز نتيجة القصف الذي تعرضت له في الحملة العسكرية الأخيرة

لمس الجانب التركي أهمية مطار تفتناز فنشر جنوده داخله وأقام فيه نقطة مراقبة في السادس من شباط الماضي، الأمر الذي عرضه للاستهداف بشكل متكرر من قبل قوات الأسد، إلى أن تم الاتفاق بين الجانبين الروسي والتركي على وقف إطلاق النار في الخامس من آذار الماضي.
شكّل الاتفاق التركي الروسي الأخير أملاً للأهالي في العودة لممارسة أعمالهم دون تخوف كما في السابق، ما أفسح المجال أمام عودة حركة الأسواق والمنشآت الخدمية.
عادت أم أحمد (54 عاماً) إلى بلدة تفتناز بعد شهرين من نزوحها إلى بلدة باتنته “شمال إدلب” وإقامتها عند أقاربها لعجزها عن استئجار منزل، إذ شكلت حركة النزوح الكثيفة أزمة سكن في محافظة إدلب وارتفعت إيجارات المنازل بشكل كبير، الأمر الذي دفع عشرات المهجرين للإقامة في مخيمات تم إنشاؤها على عجل على الحدود مع تركيا، تقول أم أحمد إنها فضلت العودة إلى بلدتها كي لا تبقى عبئاً على أقاربها.

بائع خضار في تفتناز بعد عودة جزء من سكانها إلى البلدة
بائع خضار في تفتناز بعد عودة جزء من سكانها إلى البلدة

عبر مازن جبان “تاجر خضروات” عن سعادته  برؤية أهالي بلدته يعودون إليها، إذ رفض مازن مغادرتها رغم نزوح معظم أهلها وتحولها لمنطقة عسكرية، إلا أن عمله ببيع الخضار فرض عليه البقاء لتأمين بعض الطعام لمن بقي في البلدة، يخبرنا أن مبيعاته كانت قليلة أما اليوم فقد تحسن السوق بعودة الأهالي. إلا أن ارتفاع الأسعار أثر على القوة الشرائية وهو ما اضطره لبيع بعض الأنواع من الخضار كـ :الفاصولياء والبطاطا والخيار والبصل والكوسا..” والابتعاد عن تسوق أصناف أخرى بسبب أسعارها المرتفعة.

من جهته قام داني زيدان تاجر ألبسة ببيع بضائعه بالأسعار القديمة رغم تضاعف سعرها على الدولار، بهدف تشجيع أهالي البلدة على التسوق ولجمع بعض ديونه المتراكمة، يقول إن كلفة النزوح وانهيار العملة السورية تركا أثرهما على حياة السكان في البلدة.

ماتزال الخدمات في بلدة تفتناز ضعيفة خاصة في مجال الكهرباء والمياه إلا أن 70% من أهالي البلدة قد عادوا إليها، وتم افتتاح مشفى النور من جديد، ومركز الرعاية الأولية، وصالات الإنترنت، ومحلات الألبسة وأكثر من عشرين محلاً لبيع الخضار والفاكهة كما عاد مخبز البلدة للعمل بحسب رئيس المجلس المحلي منير الخطيب والذي قال إن المجلس المحلي يعمل على تقديم خدمات النظافة للبلدة وتأمين الخبز للعائلات التي تعجز عن تأمينه، كما تعمل منظمة نسائم الخير على تقديم سلال غذائية لبعض السكان.

الدمار الذي طال بلدة تفتناز نتيجة القصف الذي تعرضت له في الحملة العسكرية الأخيرة
الدمار الذي طال بلدة تفتناز نتيجة القصف الذي تعرضت له في الحملة العسكرية الأخيرة

يشهد مشفى النور التخصصي للنساء والأطفال إقبالاً جيداً كونه المشفى التخصصي الوحيد في المنطقة، بحسب مديره الإداري بشير العمر. والذي قال إن المشفى يخدم اليوم نحو 150 ألف نسمة، في حين كان يقدم خدماته سابقاً لنحو نصف مليون مدني من مدينة سراقب وريفها الشرقي، ورغم ذلك يشهد المشفى في بعض الأوقات إشغالاً لكافة الأسرّة الموجودة فيه.
تعرض المشفى لبعض الأضرار المادية في النوافذ والأبواب نتيجة القصف الذي استهدف البلدة، لكن كافة أقسام المشفى تعمل وبشكل طبيعي اليوم.

وبحسب بيان أصدره منسقو الاستجابة يوم أمس إن نحو 26.6% من المهجرين عادوا إلى قراهم وبلداتهم بأرياف حلب وإدلب عقب وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا في الخامس من شهر آذار.