فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

خلال عملية إجراء الحجامة الرطبة -فوكس حلب

الحجامة في زمن كورونا رغبة ورهبة

حسن كنهر الحسين

يقول السيد إنه يلتزم بمعايير الوقاية والتعقيم اللازمة بعد كل حجامة يجريها، إذ يقوم بتبديل الأدوات البسيطة المستخدمة مثل المشرط أو أبر الوخز والقفازين وسرنجة الضغط من شخص لآخر، والتي لا يتجاوز سعرها مئتي ليرة سورية، في حين يتم تعقيم كؤوس الهواء عن طريق الكحول خوفاً من انتقال الأمراض من شخص لأخر، مع مراعاة المباعدة بين الأشخاص الذين يجرون الحجامة، كما يتم طرح عدد من الأسئلة على المريض حول وضعه الصحي وفيما إن كان مصاباً بنوع من الأمراض التي قد تتسبب في تدهور وضعه الصحي بعد قيامه بالحجامة، مع تقديم عدة نصائح وإرشادات بعد الانتهاء من الحجامة للشخص المحجوم”.

يمتنع عدد من الفنيين وأصحاب الخبرة عن إجراء الحجامة التي يتزامن وقتها في الشهر الحالي مع تفشي فايروس كورونا وتحوله إلى جائحة عالمية تفرض قواعد وقائية يتعذر بموجبها تطبيق الحجامة بشكلها التقليدي الذي اعتاده الناس في الماضي، وذلك لاضطرارهم للمس الجلد واستخدام المعدات التي يصعب تعقيمها أو استبدالها نظراً للكلفة العالية، وخوفاً من نشر العدوى بالفايروس، بينما ما يزال بعض ممتهني الحجامة يزاولون عملهم بحذر شديد وسط عزوف لمعتاديها عن إجرائها.

والحجامة نوع من الطب البديل تعود بأصولها إلى الصين، وتتم عبر تسخين الهواء داخل أكواب مصنوعة من الزجاج توضع في المكان المراد علاجه لإنتاج فراغ يساعد على إحداث قوة “شفط” تساعد على إزالة الدم الراكد في جسم الإنسان، ما يخفف الألم ويعيد بعض النشاط ويقوي المناعة، يقول عبد القادر العثمان إنه اعتاد على إجراء الحجامة سنوياً في مثل هذا الوقت للتخفيف من ألمه المزمن في العمود الفقري، إلا أنه عزف عنها في العام الحالي خوفاً من انتشار فايروس كورونا وانتقال العدوى له بواسطة أدواتها التي “تمر على أكثر من شخص، وقد يكون مصاباً بهذا الفايروس”.

المعدات المستخدمة في الحجامة -فوكس حلب
المعدات المستخدمة في الحجامة -فوكس حلب

تعتمد الحجامة على أدوات بسيطة وهي عبارة عن “قفاز لليدين ومشرط طبيّ أو شفرة حلاقة، كؤوس هواء، وسرنجة لتفريغ الهواء من الكؤوس”، في حين يعتمد بعض الفنيين على إشعال قطعة من الورق داخل الكأس لتفريغه من الهواء وللحجامة نوعان: الجافة أو ما يعرف بين الناس بـ “كاسات الهوا” وتقوم فكرتها على أساس إحداث تغيير في الضغط على الجسم من الداخل والخارج، حيث يتم تثبيت كاسات هواء على نقاط معينة من الجسم ويتم تفريغ هذه الكاسات من الهواء، لتترك الكأس في هذه الحالة لمدة 10 دقائق، حيث ينتج عن هذا التفريغ للهواء انكماشاً في الجلد ودخوله في الكأس ويجذب هذا الضغط الأعصاب ويجمع الدم في هذه النقطة . والرطبة التي يتم إجراؤها في منطقة أعلى الظهر وهي منطقة تقل فيها سرعة جريان الدم وبالتالي يترسب فيها الدم الفاسد، والذي قد يكون محملاً بالشوائب وكريات الدم الفاسدة، حيث يقوم المعالج بإجراء الخطوات السّابقة التي أُجريت في العلاج عن طريق الحجامة الجافة. يُميّز الحجامة الرطبة استخدام مشرط صغير حاد، وتعقيمه، لإحداث شق أو جرح بسيط وصغير بعد إزالة الكوب، ومن بعد ذلك يُكرّر الشفط مرة أخرى لإخراج كمية صغيرة من الدم، ليتم بعدها تعقيم الجرح بأحد المراهم الطبية المناسبة. وتحديد الطريقة المستخدمة في العلاج تتبع لعدة عوامل أهمها الحالة الصحية للشخص وتفضيله لنوع على الاخر.

الدم الفاسد الذي يخرج من الشخص المحجوم -فوكس حلب
الدم الفاسد الذي يخرج من الشخص المحجوم -فوكس حلب

بحسب “ماهر السيد” أحد الفنيين المختصين بإجراء الحجامة فإن هذه العملية تبدأ بتحديد المكان الذي يشكو منه المريض حيث يتمّ وضع الكأس على مكان الألم. وتحتاج عملية الحجامة إلى الخبرة والمعرفة حيث يجريها أشخاص هواة في المنزل بالمجان ولكن غالبية الأهالي يلجؤون الى دور العناية الصحية أو المراكز الطبية لإجرائها نظرا للعناية الصحية الموجود في تلك المرافق مقابل مبلغ مالي قدره 500ل.س للكأس الواحدة، فبعض الأشخاص يقومون بتثبيت كأسين او ثلاثة أو أكثر بحسب مناطق الألم في الجسد.

يقول السيد إنه يلتزم بمعايير الوقاية والتعقيم اللازمة بعد كل حجامة يجريها، إذ يقوم  بتبديل الأدوات البسيطة المستخدمة مثل المشرط أو أبر الوخز والقفازين وسرنجة الضغط من شخص لآخر، والتي لا يتجاوز سعرها مئتي ليرة سورية، في حين يتم تعقيم كؤوس الهواء عن طريق الكحول خوفاً من انتقال الأمراض من شخص لأخر، مع مراعاة المباعدة بين الأشخاص الذين يجرون الحجامة، كما يتم طرح عدد من الأسئلة على المريض حول وضعه الصحي وفيما إن كان مصاباً بنوع من الأمراض التي قد تتسبب في تدهور وضعه الصحي بعد قيامه بالحجامة، مع تقديم عدة نصائح وإرشادات بعد الانتهاء من الحجامة للشخص المحجوم”.

يرى أخصائي الطب البديل “مصطفى عمار” أن إجراء الحجامة في هذا الوقت الذي ينتشر فيه فايروس كورونا أمراً ضرورياً، إذ يعتبره من ضمن الإجراءات الوقائية لمنع الإصابة بعدوى كورونا أو أي مرض تنفسي آخر، وذلك لما تعطيه للبدن من تنشيط لجهاز المناعة وإعادة التهيئة الصحية وتنشيط كريات الدم البيضاء وتفعيل نشاط الدورة الدموية”.

"كاسات الهوا" المستخدمة في عملية الحجامة -فوكس حلب
“كاسات الهوا” المستخدمة في عملية الحجامة -فوكس حلب

يتم إجراء الحجامة في كافة الأوقات وتفضل في أيام الـ 17والـ19والـ21 من كل شهر هجري حيث يرى العاملون بها أنها تساهم في علاج الكثير من الأمراض منها: آلام الظهر والرقبة والأكتاف والبطن وأمراض القلب والاكتئاب والسمنة وحالات الصداع وتنميل الأطراف كما تساعد على توسيع الأوردة الدموية والعقم ومشاكل الحيض والشلل ودوالي الساقين والمغص المزمن وانقطاع الدورة، كما ترفع معدل الكورتيزون الطبيعيّ الموجود في الدم، وبالتالي تؤدّي إلى تخفيف الأوجاع، والألم الناتجة عن بعض الأمراض.
في حين يرى آخرون أن إجراء الحجامة أمر جيد في حال تم تطبيق معايير السلامة واستبدال كامل الأدوات التي يعمل بها الفني، لأن أعمال التعقيم التي يقوم بها قد تقي من فايروس كورونا لكنها ليست كفيلة بمنع انتقال الأمراض المعدية الأخرى.

حسن الحسين