فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

التلف في حقول حبة البركة بريف إدلب -فوكس حلب

الأمراض الفطرية تتلف حقول حبة البركة في إدلب

محمد جميل

بلغت نسبة الحقول المصابة نحو 40% من الحقول المزروعة نصفها تلف بشكل كامل، وبعضها أصيب بشكل جزئي، وتتراوح مساحة القسم التلف منها ما بين 30إلى 50%، بحسب المهندس الزراعي عبيدة يسوف. والذي أوضح أن صعوبة علاج المرض دفعت المزارعين لقلب الحقول التالفة وزراعتها مجدداً بمزروعات أخرى مثل الحمص الربيعي والخضار الصيفية على أمل تعويض بعض خسائرهم في موسم حبة البركة.

تعرضت حقول حبة البركة “السوداء” في إدلب لجائحة فطرية قضت على كثير منها، مخلفة خسائر كبيرة لدى المزارعين الذين اضطر قسم منهم لحراثة الأرض وزراعتها بمواسم جديدة.
بلغت نسبة الحقول المصابة نحو 40% من الحقول المزروعة نصفها تلف بشكل كامل، وبعضها أصيب بشكل جزئي، وتتراوح مساحة القسم التلف منها ما بين 30إلى 50%، بحسب المهندس الزراعي عبيدة يسوف. والذي أوضح أن صعوبة علاج المرض دفعت المزارعين لقلب الحقول التالفة وزراعتها مجدداً بمزروعات أخرى مثل الحمص الربيعي والخضار الصيفية على أمل تعويض بعض خسائرهم في موسم حبة البركة.

التلف في حقول حبة البركة بريف إدلب -فوكس حلب
التلف في حقول حبة البركة بريف إدلب -فوكس حلب

تحمل بذور حبة البركة غير المعقمة أبواغ المرض الفطرية والتي تنشط في حال تأمنت لها الظروف المناسبة وهي الرطوبة المرتفعة والحرارة المعتدلة، كما تشكل قساوة التربة عاملاً مهماً في تفشي المرض نتيجة احتفاظ الأرض برطوبتها مساهمة في انتشار الفطور، والتي  تسبب تعفن وتلف جذر النبات، لتظهر أعراضه من خلال اصفرار الأوراق وانكماشها ومن ثم يباس النبتة بشكل كامل إذا لم يسعفها العلاج.
وعن طبيعة هذا المرض قال المهندس أنس رحمون إن هذا المرض يعرف بذبول البادرات أو “الشلل” ويصنف ضمن “المعقدات المرضية” بسبب عجزنا عن معرفة الفطر المسبب للمرض نتيجة غياب المخابر المختصة بتحليل مثل هذه الفطور، التي شهدناها ضمن حقول الكمون خلال السنوات العشر الأخيرة لكن ضعف المكافحة أدى لوصول المرض لحبة البركة المعروفة بمقاومتها لمثل هذه الأمراض.

بلغت خسائر المزارع باسل جمعة التي تكلفها على هكتار واحد من حبة البركة 600 دولار أمريكي ، دفعها خلال خمسة أشهر كثمن بذور و مبيدات وأسمدة بالإضافة لعمليات الخدمة الأخرى كالحراثة والزراعة والتعشيب.

إعادة زراعة حقول حبة البركة بمواسم صيفية بعد تلفها بريف إدلب -فوكس حلب
إعادة زراعة حقول حبة البركة بمواسم صيفية بعد تلفها بريف إدلب -فوكس حلب

خسارة الحقول في هذا الوقت وضعت المزارعين في حيرة من أمرهم وصعبت عليهم مهمة اختيار الموسم البديل فالخيارات التي أمامهم محدودة ما بين الحمص الربيعي وقد فات موعد زراعته، ما يضعهم أما احتمالية فشله أيضاً، أو زراعة الأرض بالخضار الصيفية وهي زراعة باتت تشكل عبئاً على كاهل الفلاح بسبب الكلفة التي سيدفعها الفلاح مقابل تأمين مياه الري والتي ارتفعت تكاليفها نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات بحسب “الجمعة”.

وتعتبر حبة البركة من المحاصيل طويلة العمر مقارنةً بالمحاصيل الأخرى، فتزرع نهاية شهر تشرين الثاني وتحصد في الشهر السادس ليقضي موسمها نحو ستة أشهر، وينتج الهكتار الواحد من 1,5 طن إلى 2,5 طن، بحسب خصوبة الأرض والخدمات المقدمة لها من تسميد ورش مبيدات وتعشيب وغيرها.
تشكل زراعة حبة البركة 15% من مساحة الأراضي المزروعة خلال الموسم الشتوي (الرئيسي) في قرى وبلدات ريف إدلب الشمالي والشرقي (زردنا – رام حمدان – تفتناز – بنش – الفوعة _ حزانو ….وغيرها) وتعتبر من النباتات الطبية المطلوبة عالمياً، فنسبة كبيرة من الأدوية والزيوت يتم استخلاصها من الحبة السوداء، ويرغب الفلاحون بزراعتها كونها ترفع المستوى الاقتصادي لهم ولأنها من المحاصيل التي تصدر وتباع بالعملة الصعبة، وتعتبر أربح من المحاصيل التقليدية كالقمح والشعير والبقوليات، وتصدرها سورية لنحو 30 دولة.
يبلغ سعر الطن الواحد من حبة البركة هذا العام 2500 دولار أمريكي ويتوقع أن يرتفع سعرها عند موسم الحصاد، بسبب تلف الكثير من الحقول.

التلف في حقول حبة البركة بريف إدلب -فوكس حلب
التلف في حقول حبة البركة بريف إدلب -فوكس حلب

طالب عدد من الفلاحين الذين التقيناهم بمراقبة المواد الزراعية المستوردة لاسيما المبيدات والأسمدة و تغليب مصلحة المزارع والمصلحة العامة على الربح “غير المشروع”  الذي يحصل عليه بعض التجار والمهربين من خلال استيرادهم لمواد زراعية سيئة وبيعها بمسميات لشركات معروفة. مؤكدين على ضرورة دعم  المشاريع الزراعية وحماية الفلاحين وتأمين الأسواق لمنتجاتهم لأن حقولهم باتت تمثل السلة الغذائية الأهم في المنطقة.
وناشدوا وزارة الزراعة والجهات المعنية في إدلب بضرورة تأمين وسائل بخ جماعية مجانية عن طريق سيارات دفع رباعي ومراوح بخ ضبابي كونها أقل تكلفة وأكثر فعالية.

محمد حمروش