فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

مربو الماشية في مراعي قرية صلوة بريف إدلب -فوكس حلب

تربية “المواشي” مصدر دخل للعائلات النازحة في إدلب

سلام زيدان

يضم ريف إدلب مساحات من المراعي توفر على مربي الأغنام شراء الأعلاف، في أشهر معينة، ودفع تكاليف إضافية، فيعود الربح على صاحبه بشكل أكبر، لكن مع تقدم قوات الأسد على مساحات واسعة من إدلب، خسر مربو الماشية الكثير من المراعي، وزاد اعتمادهم على الأعلاف، ما حمّل المهنة تكاليف إضافية لاسيما في فصل الشتاء، حيث يبلغ سعر كيلو العلف 300 ليرة سورية وثمن كيلو الشعير 180 ليرة بحسب محمد الصطوف تاجر أعلاف، ناهيك عن التكاليف الإضافية التي يتحتم على المربين دفعها مثل آجار “الزريبة” وتكلفة نقل المياه حيث يبلغ سعر ليتر المياه ليرة سورية واحدة، وهي تكلفة لا يستهان بها مقارنة بما تحتاجه المواشي

يبذل مربو الماشية في إدلب جهوداً كبيرة للحفاظ على قطعانهم التي اصطحبوها معهم خلال نزوحهم، وتنقلوا بها من مكان لآخر لإيجاد مكان مناسب لرعيها في المساحات الضيقة التي بقيت تحت سيطرة المعارضة، بعيداً عن المعارك التي تسببت بنفوق أعداد كبيرة منها، ناهيك عن الأسعار الباهظة للأعلاف والمياه والتي تسبب هي الأخرى ببيع المربين لأعداد كبيرة منها لدكاكين القصابة والتجار الذين يصدرونها إلى مناطق سيطرة النظام.

ويرتبط مربو الماشية بقطعانهم لأسباب أهمها الارتباط الوثيق بمهنتهم التي اعتادوها منذ سنوات طويلة وورثوها عن آبائهم، إضافة لاعتيادهم على وجود منتجاتها في موائدهم، إذ يعتمدون عليها بشكل أساسي لحياتهم، ناهيك عن الاستقرار الاقتصادي الذي تؤمنه لهم من خلال بيع منتجاتها، يقول الحاج أحمد العايد (واحد من مربي الماشية منذ نحو خمسين عاماً في إدلب) إنه يسعى لتأمين قطيعه واختيار المكان الملائم له في كل مرة أجبر فيها على النزوح، وهو يدفع في سبيل ذلك أكلافاً عالية يعلم يقيناً باستعادتها في نهاية الموسم، على حد قوله، مستمداً قناعته من سنوات حياته التي أمضاها بمهنته، وكلام جده الذي كان يقرن تربية الماشية بـ “الرزق”.

ويرى العايد أن فصل الربيع يشكل ذروة الإنتاج بالنسبة للمربي حيث تبدأ المواشي بالولادة وإنتاج الحليب، ليستفيد من حليبها في تغطية نفقاتها وتربية أولادها التي ستشكل لاحقاً موسما آخر في عيد الأضحى، سيمكنه من شراء كل احتياجات العائلة وتوفير ما تحتاجه أغنامه من غذاء لفصل الشتاء كالأعلاف والشعير والتبن والنخالة.
قلة فرص العمل ومصادر الدخل شجعت بعض الأشخاص على امتهان تربية الماشية، كذلك المربين للحفاظ على قطعانهم، وإن كان الجهد المبذول لا يتناسب مع المردود الاقتصادي، بحسب أم حمدان والتي تعتمد على تربية الأغنام كمورد رئيسي لحياة عائلتها منذ نحو عشرين عاماً، تقول “إن أولادها فشلوا في إيجاد فرصة عمل خلال الظروف الحالية ما دفعها للاستمرار بتربية الماشية في المناطق الجبلية القريبة من كفر دريان”، تخبرنا أنها بنت “خيمة لها وخيمة لمواشيها في منطقة كفردريان التي اختارتها بالقرب من المراعي لتخفيف بعض الأعباء والمصاريف”.

 اسطبلات للماشية على شكل خيام في ريف إدلب -فوكس حلب
اسطبلات للماشية على شكل خيام في ريف إدلب -فوكس حلب

تؤكد أم حمدان أن هذه المهنة تؤمن لها لقمة العيش رغم غلاء الأسعار وصعوبة التنقل وارتفاع أسعار الأدوية واللقاحات المفقودة في أغلب الأوقات. وتتمنى لو تكفلت بعض المنظمات الإنسانية بمسؤولية تأمين الأدوية واللقاحات للمواشي، في تأكيد منها على تشجيع تربية المواشي وتطويرها والتمسك بها في الوقت الذي يقوم بعض المربين ببيع أغنامه بسبب القصف والنزوح وحملات تهريب المواشي إلى مناطق سيطرة النظام.

يضم ريف إدلب مساحات من المراعي توفر على مربي الأغنام شراء الأعلاف، في أشهر معينة، ودفع تكاليف إضافية، فيعود الربح على صاحبه بشكل أكبر، لكن مع تقدم قوات الأسد على مساحات واسعة من إدلب، خسر مربو الماشية الكثير من المراعي، وزاد اعتمادهم على الأعلاف، ما حمّل المهنة تكاليف إضافية لاسيما في فصل الشتاء، حيث يبلغ سعر كيلو العلف 300 ليرة سورية وثمن كيلو الشعير 180 ليرة بحسب محمد الصطوف تاجر أعلاف، ناهيك عن التكاليف الإضافية التي يتحتم على المربين دفعها مثل آجار الزريبة وتكلفة نقل المياه حيث يبلغ سعر ليتر المياه واحد ليرة سورية، وهي تكلفة لا يستهان بها مقارنة بما تحتاجه المواشي.

يرجع التاجر محمد الحلبي سبب ارتفاع أسعار الأعلاف لارتفاع سعر الدولار، والذي صحبه ارتفاع بأسعار المحروقات، ما سيحمل الأعلاف أجوراً إضافية للنقل، حيث انعكس هذا الارتفاع على أسعار اللحوم والألبان إذ بلغ سعر كيلو اللحم 8000 ليرة وسعر كيلو لبن الغنم 800 ليرة. وهي أسعار مقبولة بالنسبة للمربي مقارنة بالتكلفة التي يتكلفها.
يقارب عدد رؤوس الأغنام المتواجدة في الشمال السوري 475000 رأس بحسب إحصائية لمديرية زراعة إدلب سنة 2018، بينما يتوقع أصحاب المهنة أن الأعداد أقل بكثير اليوم نتيجة تخلي الكثير من المربين عن قطعانهم بعد حملات القصف والنزوح الأخيرة.