فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

شبكات الإنترنت في مخيمات إدلب خدمة سيئة بأسعار مرتفعة

فقدان الانترنيت يعزل مخيمات في إدلب عن محيطها

حسن كنهر الحسين

يعيش سكان هذه المخيمات حالة من الملل والتذمر أيضاً بسبب غياب الانترنيت الذي بات نافذتهم الوحيدة على العالم، يقضي معظمهم وقته في البحث عن برج تغطية عله يلتقط رسالة من هنا أو هناك تريحه وتحد من قلقه، ناهيك عن ما كان يمثله الانترنيت من وسيلة لتمضية الوقت والاطلاع على مجريات الأحداث ومتابعة ما يهتمون به، يخبرنا أحمد أنه وصل إلى مراحل متقدمة في واحدة من الألعاب ومن المؤكد أن منافسيه سبقوه، بينما تمتعض أم علي من ضجيج أطفالها وسؤالهم في كل لحظة عن شبكة الانترنيت لمتابعة برامج الأطفال وحلقاتها عبر اليوتيوب، والتي كانت المهدئ الوحيد الذي يلهيهم عن إزعاجها في كل لحظة.

غابت أخبار عمار وأخواته الثلاث عن والدتهم الحاجة خديجة يوسف منذ نحو شهرين، تقول إنها لم تطمئن عليهم منذ ذلك الوقت بعد أن أجبرتها ظروف النزوح على السكن في واحد من المخيمات العشوائية التي تم استحداثها على الشريط الحدودي بالقرب من بلدة سلقين بريف إدلب، بينما اتجه قسم من أبنائها إلى مخيمات أخرى، تقول إن الوسيلة الوحيدة للاطمئنان عليهم عبر تطبيق الواتس آب غير متاحة بسبب غياب شبكات الانترنيت عن المخيم.

ليست الحاجة خديجة وحدها من تبحث عن وسيلة للتواصل مع أقربائها، بل يشمل ذلك أعداداً كبيرة من المخيمات العشوائية، خاصة تلك البعيدة نسبياً عن القرى والمدن التي تتوافر فيها خدمة الانترنيت، بسبب الانتشار العشوائي لهذه الخيام من جهة، واعتبار وجوده في أسفل سلم الأولويات من قبل المنظمات الإنسانية إذا ما قورن بالمأوى والغذاء ووقود التدفئة والمتطلبات الكثيرة الأخرى.

يقول بعض من التقيناهم من سكان هذه المخيمات إن الانترنيت ضرورة كبيرة، فهم غائبون عن معرفة ما يحدث في محيطهم من أخبار في المنطقة، كذلك المعارك الدائرة، ناهيك عن الاطمئنان على ذويهم بعد أن تقطعت أوصالهم واتجه كل منهم إلى مكان، وهو ما دفعهم للبحث عن حلول وبدائل تساعدهم في التخفيف من القلق الذي يعيشونه.

عبد السلام بركات أحد الوافدين من بلدة حزارين بريف إدلب الجنوبي يقول إنه يذهب في كل صباح إلى حارم لتأمين احتياجات أهله القاطنين في واحد من المخيمات العشوائية، يتفقد قبل الذهاب هاتفه المحمول ليطمئن على شحنه، ويطلب من والديه تسجيل مقاطع صوتية ليرسلها لأخوته في مناطق أخرى لطمأنتهم، وما إن يصل إلى المكان الذي تصل إليه شبكة الانترنيت حتى تنهال عليه الرسائل من كل حدب وصوب، بحسب قوله.

يخبرنا بركات أنه يقطع مسافة طويلة يومياً عبر طرق وعرة بشكل يومي، إضافة لكلفة الطريق للاتصال بشبكة الانترنيت، يقول إن بإمكانه أن يجمع الاحتياجات الأسبوعية ويشتريها في يوم واحد، ولكن ولغياب الانترنيت ورغبته بالتواصل يتكبد هذه المعاناة يومياً.

يعيش سكان هذه المخيمات حالة من الملل والتذمر أيضاً بسبب غياب الانترنيت الذي بات نافذتهم الوحيدة على العالم، يقضي معظمهم وقته في البحث عن برج تغطية عله يلتقط رسالة من هنا أو هناك تريحه وتحد من قلقه، ناهيك عن ما كان يمثله الانترنيت من وسيلة لتمضية الوقت والاطلاع على مجريات الأحداث ومتابعة ما يهتمون به، يخبرنا أحمد أنه وصل إلى مراحل متقدمة في واحدة من الألعاب ومن المؤكد أن منافسيه سبقوه، بينما تمتعض أم علي من ضجيج أطفالها وسؤالهم في كل لحظة عن شبكة الانترنيت لمتابعة برامج الأطفال وحلقاتها عبر اليوتيوب، والتي كانت المهدئ الوحيد الذي يلهيهم عن إزعاجها في كل لحظة.

تضحك حميدة وهي تخبرنا أن زوجها تحول إلى رجل “نكد” منذ غياب الانترنيت، فهو “يفش قهره” بها وبأطفالها في كل يوم، تخبرنا أن النزوح وترك المنزل كان سبباً في تغير مزاج زوجها إلا أن غياب الانترنيت ضاعف المشكلة.

يتطلب وصول الإنترنت إلى تلك المخيمات أكلافاً باهظة، وذلك لبعدها عن الأبراج الرئيسية وما يحتاجه ذلك من أكبال ومعدات، يقول عثمان جابر مدير شبكة “النور نت” في سلقين إنه وبالتعاون مع شبكات أخرى قاموا في وقت سابق بدراسة توسيع مجال نطاق الشبكة لتغطية المخيمات بالإنترنت الا أن هنالك مشاكل وصعوبات حالت دون ذلك، وفي مقدمتها المسافة التي تتجاوز ثمانية كيلو مترات عن مركز المدينة ما يتطلب أبراجاً وأجهزة تقوية للبث بكلفة كبيرة، ناهيك عن الخوف على المعدات من النهب والسرقة كون المنطقة التي تصل إلى تلك المخيمات شبه مقطوعة.

أحمد المصطفى مدير مخيم المحسنين الواقع على الطريق الواصل بين حارم وبلدة باريشا قال لفوكس حلب “لا يدخل الانترنيت في الأولويات التي تسعى إدارة المخيم وداعميه لتأمينها كالمياه والخبز والمواد الغذائية”، وأضاف أنه من الصعب تنصيب “نواشر النت” بين الخيام، خاصة مع اشتراط أصحاب الشبكات لضمانات من إدارة المخيم بحماية معداتهم من التخريب والسرقة، وهو ما لا تستطيع إدارة المخيمات توفيره لوجود عشرات المخيمات العشوائية والأطفال الذين لا يمكن ضبط تصرفاتهم.

بعض سكان المخيمات قاموا بمد خطوط الانترنيت الخاصة بهم على نفقتهم الشخصية رغم التكاليف الكبيرة، إلا أن هذا الأمر اقتصر على بعض الميسورين في الوقت الذي تنتظر فيه الحاجة خديجة وغيرها من السكان أي خبر عن أبنائهم الذين تناثروا على طول الشريط الحدودي.