فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

خلال عمل سرايا المقاومة بتدشيم جبهات ريف حلب الغربي قبل أشهر -فوكس حلب

سيناريو الأرض المحروقة لن يمر من أرياف حلب

درغام حمادي

قال النقيب ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية لفوكس حلب إن رقعة الاستهداف قد توسعت خلال الأيام التي تلت الهدنة التي أعلن عنها في الثاني عشر من كانون الثاني من روسيا وتركيا، مؤكداً أن السبب في تصعيد الهجمات يعود إلى نية قوات النظام فتح محاور جديدة لمعاركه.
ويكمل المصطفى أن الفصائل العسكرية كانت تتوقع الهجوم من ثلاثة محاور هي الراشدين وخان العسل ومنطقة البحوث العلمية، وأن جاهزية الفصائل جيدة، مؤكداً وصول مقاتلين من فصائل الشمال لصد هذه الهجمات

تصدت الفصائل العسكرية في ريفي حلب الجنوبي والغربي في اليومين الماضيين لمحاولات تقدم قوات الأسد وحلفائها البرية، واستطاعت بعد اشتباكات عنيفة استعادة بعض النقاط التي كانت قد خسرتها يوم أمس السبت في جمعية الصحافيين بريف حلب الغربي، كما أفشلت تقدمها في محوري خلصة وخان طومان جنوب حلب صباح اليوم. في الوقت الذي شهدت مناطق ريف إدلب الجنوبي تقدماً لهذه القوات على محور معرة النعمان وأعلنت سيطرتها على قرى الغدفة وتل منس ومعرشورين وباتت قريبة من مدينة معرة النعمان، وسط أنباء عن تجهيزات عسكرية للفصائل العسكرية والتجهيز لهجوم معاكس لاسترجاعها.

أرض محروقة

كثف الطيران الحربي والمرحي لقوات الأسد وروسيا قصفه الجوي على مدن وبلدات ريف إدلب وريفي حلب الغربي والجنوبي خلال الأيام الماضية، إضافة لاستهداف هذه المناطق بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ تمهيداً للتقدم البري عليها.

وتظهر أماكن الاستهداف خطة النظام الذي يحاول السيطرة على الطريق الدولي بين معرة النعمان ومدينة حلب، وتأمينه من خلال محاولته السيطرة على مناطق ريفي حلب الجنوبي والغربي، ما أدى لنزوح مئات الألاف من المدنيين في هذه المناطق.

وقال النقيب ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية لفوكس حلب إن رقعة الاستهداف قد توسعت خلال الأيام التي تلت الهدنة التي أعلن عنها في الثاني عشر من كانون الثاني من روسيا وتركيا، مؤكداً أن السبب في تصعيد الهجمات يعود إلى نية قوات النظام فتح محاور جديدة لمعاركه.

ويكمل المصطفى أن الفصائل العسكرية كانت تتوقع الهجوم من ثلاثة محاور هي الراشدين وخان العسل ومنطقة البحوث العلمية، وأن جاهزية الفصائل جيدة، مؤكداً وصول مقاتلين من فصائل الشمال لصد هذه الهجمات.

من جهته يقول أبو محسن (أحد الأشخاص العاملين في تدشيم الجبهات) لفوكس حلب إن العمل بدأ منذ تسعة أشهر في حفر الخنادق والأنفاق وتدشيم الجبهات استعداداً للمعركة المتوقعة، وأن الخطوط الدفاعية بأفضل جاهزية لصد أي اقتحام على الجبهات، وهو ما شهدنا نتائجه خلال محاولة تقدم النظام وانكساره وخسارته لأعداد كبيرة من مقاتليه، إضافة لتدمير عدد من الدبابات والمركبات.

وكانت قوات النظام متمثلة بـ “الفرقة الرابعة” و “الحرس الجمهوري” إضافة للواء “الباقر” و “لواء القدس” قد حاولت التقدم برياً في محاور الليرمون ومنيان وإكثار البذار وجمعيتي الصحفيين والراشدين وبلدة المنصورة بريف حلب الغربي، ومحوري خان طومان وخلصة بريف حلب الجنوبي، واستهداف معظم القرى والبلدات المحيطة بالطيران الحربي والمدفعي والراجمات والقذائف المدفعية لإجبار الأهالي على النزوح والتأثير في الحاضنة الشعبية للفصائل المقاتلة.

ويرى عبد القادر فلاس (عضو مجلس الشورى ممثلاً عن حلب) إن هذه الهجمات تأتي كمحاولة استباقية لعرقلة تجهيزات الفصائل التي كانت تسعى لدخول مدينة حلب، مؤكداً أن الاحتياطات والتحضيرات للمعركة حالت دون تقدم قوات النظام من جهة، وقللت من خسائر الفصائل العسكرية، إذ اقتصرت هذه الهجمات على استهداف المدنيين الذين راحوا ضحية هذا القصف الممنهج.

لحمة فصائلية ومقاومة شعبية

يقول أحمد العلي (مقاتل على جبهات ريف حلب الغربي) إن عدداً من المقاتلين وصلوا من مناطق ريف حلب الشمالي للمساعدة في صد الهجوم، كذلك كثير من الأهالي الذين تطوعوا للدفاع عن مدنهم وبلداتهم.

أبو خالد الشامي (المتحدث باسم الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام) قال إن الفصائل الثورية تعمل اليوم ككتلة واحدة ضمن غرفة عمليات مشتركة، ويؤكد على أن الكثير من الشبان يشاركون في عملية صد الهجوم ودعم الجبهات بعد إخضاعهم لدورات تدريبية في المعسكرات التي أنشئت لهذا الخصوص في السابق، ليشكلوا رديفاً للمقاتلين في صفوف الفصائل.

وتتداول وسائل الإعلام أنباء عن وصول كميات من صواريخ التاو والغراد إلى الفصائل العسكرية المرابطة على الجبهات، وهو ما عزز موقفها العسكري في مواجهة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية.

ويرى العلي أن التقدم البري في أرياف حلب ضرب من المستحيل، خاصة مع توافد أعداد من مقاتلي الجبهة الوطنية والجيش الوطني، ناهيك عن فيلق الشام المتواجد في الأصل بهذه المنطقة وهيئة تحرير الشام وبعض الفصائل الصغيرة والمقاومة الشعبية، مؤكداً أن اتساع محاور القتال وفتح جبهات جديدة سيكشف النقص الحاصل لدى قوات الأسد بعد الخسائر الكبيرة في صفوفها خلال معارك ريفي إدلب وحماه، وأن هذه المحاولات ليست إلا مساومة ورقة ضغط على المجتمع الدولي وتركيا لإرغام الفصائل على القبول بالحل السياسي كما تراه روسيا، وتسليم الطرق الدولية.

يبدو أن معارك كسر عظم ستشهدها أرياف حلب خلال الأيام القادمة، بعد هدوء دام لثلاث سنوات، يقول بعض من التقيناهم من المقاتلين، “سيختبروننا مجدداً، هم حاولوا خلال سنوات الثورة مراراً التقدم وفشلوا في ذلك، وبات لزاماً علينا انتزاع زمام المبادرة بعد انكسارهم”.