فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“القطط” تنزح أيضاً

حسن كنهر الحسين

تجاوزت أعداد القطط في المحمية حاجز المئة، وتم تشكيل المنظمة السورية لإنقاذ الحيوانات، ورفد العمل بعيادة بيطرية خاصة بإشراف أحد الأطباء البيطرين، كذلك تأمين الأدوية اللازمة واللقاحات والصادات الحيوية، ناهيك عن وجبات يومية خاصة مكونة من المعلبات وبقايا الدجاج المذبوح والمرتديلا واللحوم المجففة، وتأمين جو مناسب لتلك الحيوانات الأليفة.

خلال مرورك في شوارع مدينة كفرنبل تجد عشرات القطط التي تجمعت مع بعضها على شكل مجموعات باحثة عن الطعام والماء، قلة السكان ووحشة المكان فاقمت معاناة هذه القطط التي كانت تقتات على مخلفات ما تتركه الأهالي من أطعمة، إضافة لدكاكين القصابة ومحلات بيع “الفروج”، لتغدو المنازل التي تركها سكانها مأوى لها، وبات من المشاهد المألوفة رؤية بعض هذه الحيوانات النافقة بفعل القصف أو الجوع، بينما يبحث من تبقى منها على ما يبقيه قيد الحياة.

مروان العبيدو (واحد من عناصر الدفاع المدني سابقاً) روى لفوكس حلب تجربته مع هذه الحيوانات الأليفة التي كان يصحبها خلال عمله في إنقاذ المصابين، يقول إنه كان يحملها معه خلال عمله من الأماكن المهدمة والمستهدفة وشوارع المدينة إلى منزله وتقديم العلاج والطعام لها على نفقته الخاصة، ومع ازدياد أعدادها وعدم قدرته على تحمل نفقات رعايتها وضيق منزله بها عمد بمشاركة بعض الأشخاص المهتمين على تأهيل مركز لرعاية القطط في أحد أقبية المدينة.

ويضيف مروان أنه ورفاقه قاموا بجمع ما استطاعوا من هذه القطط، وتقديم الرعاية الصحية والطعام لها، حتى مطلع عام ٢٠١٧، وبعد تلقيه اتصالات هاتفية من بعض المهتمين بتربية القطط حول العالم، يقول إنهم ساندوه في مشروعه وأبدوا رغبتهم وإعجابهم بما يقوم به رفقة أصدقائه، خاصة بعد توثيقه من قبل بعض المنصات الإعلامية وتسليط الضوء على المشروع الذي تحول فيما بعد إلى إنشاء “محمية صغيرة” لرعاية الحيوانات.

تجاوزت أعداد القطط في المحمية حاجز المئة، وتم تشكيل المنظمة السورية لإنقاذ الحيوانات، ورفد العمل بعيادة بيطرية خاصة بإشراف أحد الأطباء البيطرين، كذلك تأمين الأدوية اللازمة واللقاحات والصادات الحيوية، ناهيك عن وجبات يومية خاصة مكونة من المعلبات وبقايا الدجاج المذبوح والمرتديلا واللحوم المجففة، وتأمين جو مناسب لتلك الحيوانات الأليفة.

ما تزال أعداد كبيرة من هذه الحيوانات تعيش بعيداً عن الرعاية، بالرغم من الحملة التي أطلقتها المنظمة السورية لإنقاذ الحيوانات، ويقتصر دعمها على بعض المبادرات الفردية من الأشخاص، يقول أحمد السلوم (صاحب المحل الوحيد المتبقي لبيع الفروج في بلدة حاس) إن عشرات من هذه الحيوانات الأليفة تتوافد على باب دكانه يومياً، يقوم بإطعامها ببقايا العظام ومخلفات الدجاج بعد ذبحها، ويرى أن ما يقوم به لا يكفي للأعداد الكبيرة التي تزوره، بل يغطي جزء صغيراً من القطط التي يسعفها الحظ بالحصول على الطعام.

بينما وضع محمود المحمد (أحد سكان مدينة كفرنبل) ضمن برنامجه اليومي، في تأمين احتياجات من بقي من سكان المدينة بعد تهجير معظمهم خلال الحملة العسكرية الأخيرة، المرور على دكاكين القصابة والدجاج للحصول على بقايا اللحوم والعظام، وما إن يصل إلى مدينته حتى تلتف حوله القطط للحصول على وجبة تبقيها على قيد الحياة.

الطبيب البيطري عادل الحمود قال إنه ونتيجة التجمع الكبير للقطط في ظل نقص الطعام، وكثرة القطط الميتة في الشوارع أدى لانتشار عدد من الأمراض بين القطط، ويأمل من الجهات المعنية أن تنظر في الأمر قبل أن تبدأ تلك الأمراض بالانتشار بين الأهالي خاصة بعد دخول فصل الشتاء”.

نزحت محمية القطط إلى المناطق الشمالية خوفاً من استهدافها نتيجة كثرة الغارات الجوية على المدينة، يكمل العبيدو الذي يقوم بالتجهيز للعودة إلى كفرنبل لاحتواء العدد الأكبر من القطط التي ما تزال في المدينة ورعايتها.