فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

المياه الكبريتية في الشمال السوري غنية بـ “الرادون” لعلاج الأمراض الجلدية والعصبية والروماتيزم

فريق التحرير

وفقاً للتركيب الكيميائي للنبع فإن مياه الحمام كلسية ذات تركيب كيميائي يدخل فيه “الهيدروكربونات” وتحتوي على تركيز عال من شوارد الكلور والفوسفات والصوديوم المعدنية، ولها رائحة كبريتية قوية. كما أنها تفيد كثيراً في حالات الروماتيزم خصوصاً المصحوبة بأورام وكذلك في النقرس والأمراض الجلدية مثل حب الشباب والجرب وبعض أنواع الأكزيما وأمراض النساء والأمراض العصبية، مؤكداً أن نبع حمام الشيخ عيسى من أكثر الينابيع المعدنية في سورية غني بالمياه الكبريتية الساخنة.
وتظهر دراسة عن المياه المعدنية والكبريتية في سوريا قام بها الدكتور محمد سعيد المصري والكيميائية هدى عساف وجود عنصر الرادون المشع في مياه حمام الشيخ عيسى الذي يحافظ على درجة حرارة 35.6 درجة مئوية في حمام الرجال و 36.6 درجة مئوية في حمام النساء، ويبلغ تركيز الرادون المشع 222 (هو أكثر نظائر الرادون استقراراً) في مياهه إلى 1476Pci/L في حمام الرجال، و 1142Pci/L في حمام النساء، كما تظهر الدراسة وجود الراديوم 226 في مياه الحمام بنسبة (66.9 للرجال و 66.8 Pci/L للنساء)، وللرادون دور في علاج الأمراض الروماتيزمية وبعض الأمراض الجلدية، إلّا أن الدراسات أثبتت خطورة مياهه وعدم صلاحيتها للشرب، إذ تعتبر من العناصر المشعة التي تسبب السرطانات، في حالة التراكيز العالية.

على قمة جبل الزاوية بين قريتي جوزف وبسامس جنوبي إدلب، وفوق تلة يطلق عليها “النبي أيوب”، وهي من الهضاب البركانية الخامدة، تتواجد بركة مائية تحمل الاسم نفسه، بأرضية وجوانب صخرية وبعمق يبلغ أربعة أمتار، وتقدر مساحتها بخمسة وعشرين متراً مربعاً.

يقول محمد العوض (من جبل الزاوية) إن مياه البركة المائية اكتشفت عن طريق المصادفة بقدرتها على علاج بعض الأمراض الجلدية، فمعظم السكان المحيطين بها كانوا يتخذونها مقصداً للتنزه والسباحة، ولاحظ الأهالي منذ عقود طويلة أن الدخول في مياه البركة يشفي بعض الأمراض الجلدية كـ “الجرب والبثور” ما أدى إلى انتشار شهرتها بين أهالي القرى الذين لجؤوا إليها للاستشفاء.

من جهته يقول عمر الفطراوي (رئيس المجلس المحلي لقرية) إن أهالي سكان المنطقة كانوا قديماً يلجؤون للاستشفاء بالأعشاب الطبية، إلّا أنهم ومنذ اكتشاف خصائص مياه البركة باتوا يتجهون إليها للتداوي، بإخراج بعض الطين الراقد أسفلها ودهن المكان المصاب وتعريضه للشمس لدقائق قليلة، قبل الاغتسال بمياه البركة من جديد، تكرر العملية لمرات عديدة، وهو ما دفع قاصديها لاصطحاب الطين والماء من البركة إلى منازلهم واستخدامها في العلاج.
يفسر الطبيب مصعب الجاسم (من ريف إدلب) ما يحدث، بعيداً عن قناعة الأهالي بالجانب الروحاني الديني للبركة التي يقال إن النبي أيوب مرّ واغتسل بها في طريقه للعلاج، وهذا سبب تسميتها بهذا الاسم، يقول إن الدراسات التي أجريت على المياه والطين المترسب في قاع البحيرة أظهر وجود مادة كبريتية في تربة التل، ما يساعد على الشفاء أو التحسن لدى المرضى المصابين ببعض الآفات الجلدية كالجرب والجدري.
يقول محمد العمر من أهالي القرية إن صعوبة الوصول إلى البركة، بسبب علوها الكبير، دفع بعض أبناء القرية إلى نقل وتعبئة الجرار بمياه البركة وطينها وتوزيعها على المصابين بالأمراض الجلدية من أبناء البلدات المجاورة، دون ثمن.

وليس ببعيد عن بركة النبي أيوب وعلى الضفة الغربية لنهر العاصي من مدينة جسر الشغور، يتواجد حمام “الشيخ عيسى” في بلدة الحمامة، والذي يصفه الأهالي بـ “المستشفى الطبيعي لمعالجة الأمراض الجلدية والعظمية والعصبية”.

يقول حمزة كمال رئيس المجلس المحلي لبلدة الحمامة إن الحمام الأثري يعود للعصور الرومانية، وهو عبارة عن حجر كلسي مقنطر متقن البناء، بجانبه عيون مياه غزيرة أكبرها “عين الورادات” وعين “السبع عيون”، تتجمع في بركتين داخل الحمام، إحداهما مخصصة للرجال وأخرى للنساء، ويصل طول كل بركة إلى ستة أمتار وبعرض خمسة أمتار، وبعمق يصل إلى متر ونصف المتر، تصلها المياه عبر مجرى مائي متصل بالنبع الحار.

وفقاً للتركيب الكيميائي للنبع فإن مياه الحمام كلسية ذات تركيب كيميائي يدخل فيه “الهيدروكربونات” وتحتوي على تركيز عال من شوارد الكلور والفوسفات والصوديوم المعدنية، ولها رائحة كبريتية قوية. كما أنها تفيد كثيراً في حالات الروماتيزم خصوصاً المصحوبة بأورام وكذلك في النقرس والأمراض الجلدية مثل حب الشباب والجرب وبعض أنواع الأكزيما وأمراض النساء والأمراض العصبية، مؤكداً أن نبع حمام الشيخ عيسى من أكثر الينابيع المعدنية في سورية غني بالمياه الكبريتية الساخنة.
وتظهر دراسة عن المياه المعدنية والكبريتية في سوريا قام بها الدكتور محمد سعيد المصري والكيميائية هدى عساف وجود عنصر الرادون المشع في مياه حمام الشيخ عيسى الذي يحافظ على درجة حرارة 35.6 درجة مئوية في حمام الرجال و 36.6 درجة مئوية في حمام النساء، ويبلغ تركيز الرادون المشع 222 (هو أكثر نظائر الرادون استقراراً) في مياهه إلى 1476Pci/L في حمام الرجال، و 1142Pci/L في حمام النساء، كما تظهر الدراسة وجود الراديوم 226 في مياه الحمام بنسبة (66.9 للرجال و 66.8 Pci/L للنساء)، وللرادون دور في علاج الأمراض الروماتيزمية وبعض الأمراض الجلدية، إلّا أن الدراسات أثبتت خطورة مياهه وعدم صلاحيتها للشرب، إذ تعتبر من العناصر المشعة التي تسبب السرطانات، في حالة التراكيز العالية.

ناهد بكري من مدينة جسر الشغور قالت إن حمام الشيخ عيسى كان يشهد زيارات مستمرة ودورية طيلة العام بقصد العلاج والتنزه، كما يتواجد بالقرب منها عدد من الفنادق القديمة والمكونة من طابق واحد وعدد من المطاعم الشعبية التي تقدم الوجبات الشرقية والوجبات السريع، وكان مقصداً لسكان مدينة دمشق في فصل الشتاء ومدينة حلب في الصيف لقرب المسافات، أما سكان المنطقة فيرتادونه في الخريف والربيع.

وبحسب ما قاله أهالي القرية فإن الحمام كان سابقاً يدار من قبل أهله وسكان المنطقة، ولم يتلقى اهتماماً من الجهات الحكومية ما أدى لضياع قسم كبير من معالمه بمرور الزمن والإهمال.

لم تسلم تلك الحمامات في السنوات الأخيرة من القصف بأسلحة النظام الذي بدأ منذ مطلع عام 2013، بعد أن لجأ إليها عدد من النازحين من مختلف القرى المحررة التي تعرضت لتهجير أهلها والقصف بحثاً عن الملاذ الآمن، ومع بداية عام 2016 ازدادت نسبة النازحين إليه خاصة بعد أن جف الحمام بسبب الإهمال الكبير له وعدم ترميمه من القصف، بحسب رئيس المجلس المحلي الذي طالب المنظمات بإعادة تأهيل الحمام وتجهيزه لمساعدتهم والاستفادة منه لإعادة الحياة للمنطقة.

تنتشر الينابيع الكبريتية في سوريا وألفها الناس في تجميل حياتهم والترويح عن النفس واتباع العادات التي اتخذها القدماء في العلاج من الأمراض، ومن أهم تلك الينابيع الكبريتية المتواجدة في سوريا والتي أخذت سمعة شعبية كبيرة من خلال تجارب الزائرين لها و التي تقدم السياحة الطبيعية والعلاج الجسدي والعصبي والنفسي لمن يرغب في الاستفادة من حرارة مياهها وجماليات موقعها، منتجع طريق الحرير جنوب حماة 17 كم، ومنتجع نبع الحياة جنوب دمشق 45 كم، وموقع نبع السفح جنوب غرب مدينة الحسكة 75 كم، وحمامات أبو رباح شرقي حمص، وتحتوي جميعها على مياه كبريتية تصل حرارتها ما بين 30 إلى 40 درجة مئوية.