فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

جانب من الدعم الزراعي المقدم من منظمة HIHFAD

تقليص الدعم الزراعي في الشمال السوري والمؤسسات المحلية تحت خطر الإفلاس

فريق التحرير

يقتصر دعم المنظمات المحدود على بعض المناطق السورية، في الوقت الذي يغيب عن معظمها، يقول “طاهر هنانو” مدير مكتب العلاقات العامة في مجلس منطقة معرة مصرين التابعة لمركز إدلب، والذي أكد خلو البلدة من أي مشروع زراعي أو دعم، مع تدهور القطاع الزراعي واعتماد المزارعين على المواسم البعلية مثل الشعير والجلبان. وبالرغم من المناشدات والتواصل مع المنظمات التي كان ردها بتوجه العمل نحو المناطق الخصبة في سهل الغاب.
ويرى هنانو أن دعم المزارعين أولى من توزيع السلل الإغاثية، لأن ذلك سينعكس إيجاباً على جميع سكان المنطقة ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص العمل.

 

يعاني سبعة ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO)، مع تقديرات بتعرض مليوني شخص آخرين لانعدام الأمن الغذائي الذي أجبر نصف سكان سوريا على النزوح من بيوتهم لمرات عديدة. وتشكل محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه والتي تخضع لسيطرة المعارضة السورية أكثر المناطق المتضررة بفعل القصف والمعارك الدائرة، وتحتوي على 1039 مخيماً يقطنها أكثر من 778 ألف نازح ومهجر قسرياً، كما أجبرت الحملة العسكرية الأخيرة أكثر من مليون شخص من هذه المناطق على النزوح إلى مناطق أخرى في الشمال السوري، بعيداً عن أراضيهم التي كانت المصدر الرئيسي لدخل مئات الآلاف من الأسر. كل ذلك ترافق مع الدعم الخجول من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية المحلية، والمنظمات التي تعنى بدعم القطاع الزراعي ليقتصر على بضعة آلاف من المستفيدين وفي مناطق معينة.

إيكاردا النازحة 

منذ بداية عام 2012 قام المسؤولون في المنظمة الدولية للبحوث الزراعية “إيكاردا” بنقل جميع المعدات والمخابر الزراعية المتواجدة في مقرها بريف حلب الجنوبي إلى دول أخرى، ونقل بنك الجينات التي تخص البذور إلى “سفالبارد” في النرويج، كما تم نقل المركز الرئيسي للمنظمة إلى مدينة الرباط في المغرب، وإطلاق بنك “تربل” في لبنان 2016 ليكون بديلاً عن بنك البذور السوري.

مبنى إيكاردا في ريف حلب الجنوبي -إنترنيت
مبنى إيكاردا في ريف حلب الجنوبي -إنترنيت

سيطرت فصائل المعارضة على المنطقة منذ أواخر عام 2012، إلّا أن المنطقة لم تشهد أي خطوة عملية في سبيل العودة إلى الدعم الزراعي حتى مطلع العام الحالي، إذ قام عدد من المهندسين الزراعيين بإنشاء تجمع للتنسيق الزراعي في ريف حلب الجنوبي، بهدف تفعيل القطاع الزراعي في المنطقة ليكون نواة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين سبل العيش في المخيمات المحيطة بالمنطقة، من خلال التواصل مع الهيئات والمنظمات والفعاليات المدنية وتوجيه أنظارهم نحو المنطقة لدعمها وتنشيط وتطوير الزراعة فيها، ما يساهم بتحقيق الأمن الغذائي، بحسب المهندس مجد حج عمر (مدير التجمع).

تجمع التنسيق الزراعي في منطقة إيكاردا -إنترنيت
تجمع التنسيق الزراعي في منطقة إيكاردا -إنترنيت

يفتقر المشروع للأجهزة والمخابر الحديثة لفحص البذار والاسمدة، ولم تنجح محاولاته بالتواصل مع مركز إيكاردا الرئيسي بحسب المهندس حاج عمر، الذي أشار في حديثه لفوكس حلب إلى الدور السابق الذي كانت تلعبه المنظمة في تحسين الأصناف واستنباط أصناف جديدة مقاومة ذات إنتاج عالٍ، ما سينعكس، إن تم إعادة تفعيلها، بشكل إيجابي على الزراعة في المنطقة ككل، ويوفر العديد من فرص العمل ويدفع نحو التنمية الزراعية والاقتصادية.

إكثار البذار خاسرة وفي طريقها للإفلاس

تتعرض مؤسسة إكثار البذار التي تأسست في العام 2013، وهي أول كيان مؤسساتي زراعي في مناطق المعارضة السورية، لخسارة سنوية يقدرها المهندس الزراعي “جمعة لولة” مسؤول التواصل في المؤسسة بـ 30% من رأس مالها، بعد توقف معظم الدعم عنها، وهو ما سيؤدي إلى إفلاسها، إضافة لتعرض مقراتها ومستودعاتها للقصف والتهديدات الأمنية المستمرة، ومنافسة المنظمات المحلية التي قال إنها لا تمتلك كوادر مختصة وتعمل بسياسة الدعم المجاني ما أدى إلى خلق حالة من الكسل بالاعتماد على السلة الغذائية لدى المزارعين وفقدان الاهتمام بالزراعة.

مشاتل مؤسسة إكثار البذار
مشاتل مؤسسة إكثار البذار

يقول المهندس “لولة” إن العام 2019 شهد تراجعاً كبيراً في عمل المؤسسة لقلة الدعم، إذ تقلصت مساحة مشروع القمح من ثمانية آلاف هكتار في عام 2018 إلى ألف هكتار في العام الحالي، وبتمويل من المؤسسة وحدها بعد أن كانت تتلقى في العام الماضي دعماً من الهلال الأحمر القطري ووحدة تنسيق الدعم ACU. كذلك انخفضت كمية بذار البطاطا الأجنبية إلى خمسمائة طن، بعد أن كانت تقدم ومنذ عام 2013 نحو ألف وخمسمائة طن سنوياً لـ (1376 مستفيداً).

مشاتل مؤسسة إكثار البذار
مشاتل مؤسسة إكثار البذار

وحافظت المؤسسة على مشروع إنتاج بذار البطاطا الذي انطلق في العام 2015 ضمن البيوت الشبكية في حلب وإدلب، والذي يبلغ متوسط إنتاجه 175 طناً، تكفي لزراعة 150 هكتاراً تنتج نحو خمسة آلاف طن من بطاطا الطعام، ومشروع محطات إكثار البذار الذي جاء نتيجة تدهور أصناف القمح المحلية بهدف الحفاظ عليها واستعادة النقاوة الصنفية للقمح، وبلغت كمية القمح من الأصناف النقية المنتجة في العام الماضي نحو 40 طناً، إضافة لإنشاء مشتل لإنتاج وإكثار الغراس الحراجية والمثمرة في الجهة الشمالية الغربية من حلب. وتهدف خطة المشتل في العام الحالي إلى إنتاج 40 ألف غرسة من الأشجار الحراجية والمثمرة و700 ألف غرسة زيتون ومليون شتلة من الخضراوات جميعها من الأصناف الهجينة عالية الإنتاج، يقول مسؤول التواصل في المؤسسة.

مشاتل مؤسسة إكثار البذار
مشاتل مؤسسة إكثار البذار

وتوفر المؤسسة مستلزمات الإنتاج الزراعي الموثوقة من “بذار وأسمدة ومبيدات حشرية” بأسعار مدعومة، إضافة لتقديم الخبرات الفنية المجانية للمزارعين، إذ بلغ عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة في الأعوام الماضية نحو 25 ألف مستفيد، وأسهمت في منع التلاعب بأسعار المواد وتوفيرها بمصداقية ومواصفات عالية.

يجمل “لولة” أهم الاحتياجات في المؤسسة باستثناء الدعم، فيقول إنهم بحاجة إلى “مخابر زراعة الأنسجة واختبارات الأمراض الفيروسية وبنك وراثي لحفظ البذور من التدهور والانقراض، وتوسيع عمل المشروع الوطني لإنتاج البذار واستيراد البطاطا، ومشروع دعم المؤسسة بالآلات والمعدات الزراعية لتطوير عملها”.

منظمة ACTED أنشط المنظمات في الشمال السوري

أنجزت منظمة ACTED المعروفة سابقًا باسم “وكالة التعاون التقني والتنمية”، وهي منظمة إنسانية فرنسية غير حكومية تأسست عام 1993، عدداً من المشاريع الزراعية في الشمال السوري، وقدّمت دعماً محدوداً لبعض المزارعين.

 

يقول المهندس “إياد رضا يسوف” رئيس المجلس الزراعي في قرية زردنا (شمال شرق إدلب) إن منظمة ACTED أنجزت بالتعاون مع منظمة إحسان (وتعرف عن نفسها بتجمع لمنظمات سورية غير حكومية تعمل في المجال الإنساني وتلتزم بمعايير العمل الإنساني الدولية) مشروعاً زراعياً دعم نحو 800 مزارع في البلدة، وذلك عبر توزيع قسائم شرائية من فئة (100-200-300 دولاراً) لدعم المستفيدين بتقديم أوراق لنماذج تحتوي على محاصيل مصنفة (قمح –عدس –شعير –فول –حمص)، إضافة لنوعين من السماد (سوبر فوسفات –اليوريا 46)، أما منظمة “إحسان” فقدمت دعماً لنحو 125 مزارعاً اقتصر على زراعة الحدائق المنزلية للخضار في الشتاء مثل (السبانخ والخس والملوخية).

وفي مدينة حارم بريف إدلب قامت منظمة ACTED بدعم نحو ألفي مزارع، يمتلكون ما يعادل 80% من أراضي المدينة، من خلال تزويدهم بمياه الري وتخديم الطرق الترابية.

جانب من الدعم الزراعي الذي قدمته منظمة ACTED
جانب من الدعم الزراعي الذي قدمته منظمة ACTED

يقول المهندس “سليمان عدلة” مدير المكتب الزراعي في حارم إن المشروع الأول أنجز في العام 2018 بالتعاون مع شركة الأمين للمقاولات، تم فيه مدّ سواقي من الإسمنت المسلح لنحو 1300 متر (سماكة الأرض 10 سم، العرض 50 سم، الارتفاع 40 سم)، خدّمت نحو ألفي دونم وما يزيد عن مئتي مزارع. كذلك تم تجهيز طرق زراعية بطول 500 متر وعرض 4 أمتار، خدّمت نحو ألف مزارع، إضافة لتصليح وترميم القنوات المتكسرة بطول (260-300 م)، وتغطية “سكورة المياه” بأبواب حديدية لسهولة فتح المياه على الأراضي وتوزيعها.

جانب من الدعم الزراعي الذي قدمته منظمة ACTED
جانب من الدعم الزراعي الذي قدمته منظمة ACTED

أما في العام الحالي فقد قامت المنظمة وبالتعاون مع شركة “الفرحات” ببناء سواقي من الإسمنت المسلح بطول 1500م، وطرقاً زراعية بطول 750م، دون إسفلت (بحص مع دحل)، وإصلاح قنوات المياه لنحو 250م.

كما قامت المنظمة ببناء جسر فوق مهرب مائي بطول 8م، وعرض 4م وارتفاع متر واحد، وتجهيزه ببواري إسمنتية تضمن مرور المياه، وإنشاء جسر “النجاة” للمارة، والذي يفصل بين قسمي حارم الشمالي والشرقي.

يقول عدلة إن المنظمة وفي حال استكملت خطة مشاريعها ستغطي المدينة بشكل كامل، مؤكداً أنها المنظمة الوحيدة التي ساهمت بتقديم المشاريع الزراعية في المدينة، إضافة لمنظمة إحسان التي أجرت مؤخراً استبياناً في حارم، دون أن يتم إنجاز أي مشروع حتى اللحظة من قبلها.

سهل الروج دعم مالي وزراعي من منظمة HIHFAD

قدمت منظمة HIHFAD “يداً بيد للإغاثة والتنمية”، وهي مؤسسة خيرية سورية مسجلة في المملكة المتحدة، منذ بداية العام الحالي الدعم لمزارعي سهل الروج بريف إدلب.

 

يقول عدنان سعيد (المسؤول الإعلامي لقطاع المياه والإصلاح والمشاريع الزراعية في المنظمة) لفوكس حلب إن المنظمة أنجزت في بداية العام الماضي مشروعاً للمياه والصرف الصحي في سهل الروج وما حولها، تضمن تأهيل محطات الضخ وتزويدها بمولدات ولوحات كهربائية وباقي الأجهزة اللازمة، إضافة لتأهيل سبعة آبار بالمضخات والغطاسات لضخ المياه في القناة الرئيسية التي تم تجهيزها بطول عشرة كيلومترات مع القنوات الفرعية، واستهدفت 480 مزارعاً.

جانب من الدعم الزراعي المقدم من منظمة HIHFAD
جانب من الدعم الزراعي المقدم من منظمة HIHFAD

وفي الصيف الماضي قامت المنظمة وضمن المشروع الصيفي باستهداف 900 مزارعاً، بتقديم قسائم مادية بقيمة 120 دولاراً على دفعتين، الأولى 60 دولاراً لتغطية نفقات المحروقات وتشغيل المحطات لتأمين مياه الري للأراضي الزراعية، والثانية 60 دولاراً يصرفها المزارع من الصيدليات الزراعية لشراء الأسمدة والمبيدات، بحسب الحاجة.

في المشروع الخريفي قدّمت المنظمة لنحو 470 مزارعاً قسائم شرائية لمئة لتر من المازوت لري المحاصيل في الخريف. أما المشروع الشتوي “مشروع القمح” فقد تضمن قسيمة شرائية بقيمة 400 دولاراً لأربعمائة مزارع، وستتضمن ثمن بذار وأسمدة ومبيدات خلال مرحلة الزراعة في الشتاء، وسيكون هناك دعم للري ولمرة واحدة في نيسان القادم للمحصول نفسه.

ويتم اختيار المستفيدين من الذين يمتلكون أراض صالحة للزراعة مساحتها بين (2-10 دونم)، بهدف زيادة المساحات المزروعة، وكميات الخضار والمحاصيل في الأسواق واستقرار أسعارها، وتشجيع المزارعين على معاودة العمل ضمن أراضيهم التي تغنيهم عن السلة الغذائية، كذلك توفير فرص عمل للشباب واليافعين ضمن ورشات القطاف، بحسب السعيد.

جانب من الدعم الزراعي المقدم من منظمة HIHFAD
جانب من الدعم الزراعي المقدم من منظمة HIHFAD

المزارع “أبو إبراهيم” من قرية عرة بسهل الروج قال لفوكس حلب إن عدداً كبيراً من المزارعين في السهل استفادوا من خدمات المنظمة، وأن المحاصيل المروية عادت إلى المنطقة بعد اعتمادهم على الزراعة البعلية نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات لتشغيل الآبار، وتنظيف المضخات والسواقي وصيانة الآبار والجسور وترميمها، بالإضافة لتقدم الدعم المادي لشراء السماد وخراطيم الري والمبيدات. وأكمل المزارع أن المنظمة وبالإضافة للدعم المادي قدّمت الإرشادات الزراعية عبر دروس خاصة بالزراعة كل أسبوعين.

دعم متفرق

يقول المهندس اليسوف إن منظمة people in Need  و “هي منظمة غير ربحية تشيكية مقرها براغ” قدمت في قرية زردنا دعماً زراعياً لنحو 250 مستفيداً، وذلك من خلال قسيمة بقيمة مئة دولار على قسمين، يصرف القسم الأول منها 80 دولاراً ثمناً للبذار في الشتاء لما يطلق عليه الحدائق المنزلية (سبانخ –خس –ثوم –بصل –ملفوف..) إضافة للسماد، أما الدفعة الثانية بقيمة 20 دولاراً، تصرف على المرشات الظهرية للمبيدات الحشرية. كما زودت هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية – IHR وهي منظمة إنسانية غير ربحية، وغير حكومية، وغير سياسية نحو 120 مزارعاً في زردنا بمبلغ مئة ليرة تركية على شكل قسائم لبذار القمح والفول والعدس والحمص والأسمدة.

ويكمل اليسوف إن المجلس المحلي في زردنا وقع مذكرة تفاهم مع منظمة مسرات وهي (مؤسسة مجتمع مدني)، لتسجيل المزارعين الذين يمتلكون آباراً لتجهيزها بمعدات التشغيل، وتم رفع أسماء نحو مئتي مستفيد بعد الإجابة عن أسئلة محددة وزعت عليهم، ولم تأت بعد أسماء المقبولين حتى اللحظة.

من جهته يقول “قيس منون”  مدير المجلس المحلي في مدينة أريحا لفوكس حلب إن مؤسسة بناء للتنمية  وهي (منظمة غير ربحية غير حكومية) قدمت تجهيزات لبئر الماء الذي كان محفوراً لتزويد مدينة أريحا بمياه الشرب، أما منظمة القلب الكبير دعمت المشروع عينه بالوقود ليبدأ الضخ من محطة سيجر غرب إدلب لسكان مدينة أريحا، وقامت بتصليح خطوط الصرف الصحي بالمدينة.

يكمل منون أن المشروع قائم منذ شهرين وينتهي العقد بعد أربعة أشهر ومن الممكن أن يتجدد، ويستهدف المشروع جميع سكان أريحا والمهجرين إليها أي نحو 102 ألف نسمة. وفي حال عدم التجديد سيضطر سكان مدينة أريحا للعودة إلى شراء الصهاريج بشكل دائم ولا تكون المياه المقدمة مساندة لهم رغم قلتها، ويبلغ سعر برميل الماء حالياً 150 ليرة سورية في حال سيتم شراؤها عند توقف الدعم.

معظم المناطق لا يصلها دعم المنظمات

يقتصر دعم المنظمات المحدود على بعض المناطق السورية، في الوقت الذي يغيب عن معظمها، يقول “طاهر هنانو” مدير مكتب العلاقات العامة في مجلس منطقة معرة مصرين التابعة لمركز إدلب، والذي أكد خلو البلدة من أي مشروع زراعي أو دعم، مع تدهور القطاع الزراعي واعتماد المزارعين على المواسم البعلية مثل الشعير والجلبان. وبالرغم من المناشدات والتواصل مع المنظمات التي كان ردها بتوجه العمل نحو المناطق الخصبة في سهل الغاب.

ويرى هنانو أن دعم المزارعين أولى من توزيع السلل الإغاثية، لأن ذلك سينعكس إيجاباً على جميع سكان المنطقة ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص العمل.

وبحسب القسم الخدمي في مجلس “الفوعة” لم ينجز أي مشروع زراعي في القرية حتى الآن، فمعظم سكان القرية من المهجرين (النازحين إليها) لا يملكون أراض زراعية، بل يقومون باستئجارها من الفصائل العسكرية المسيطرة عليها بقيمة 18 ألف ليرة للدونم الواحد، ويقومون بزراعتها بعلياً، ما يتسبب بضعف الإنتاج وزيادة الكلفة. ويأمل المزارعون الحصول على دعم أسوة بباقي المناطق المجاورة لتأمين مصدر دخل لهم بعد تهجيرهم من أراضيهم في غوطة دمشق، وغياب فرص العمل.

ستضطر أعداد أكبر إلى النزوح من القرى والبلدات في المنطقة إن لم يتم تدارك ومراجعة السياسات الدولية لتحقيق الأمن الغذائي، الذي يقوم في بنائه الأساسي على دعم القطاع الزراعي، ما سيحد من الهجرة وكذلك عودة أعداد كبيرة من السكان إلى مناطقهم، بحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO)، يرى أن إهمال المناطق الزراعية المنتجة، سيضطر عدداً أكبر من الناس إلى مغادرة المناطق الريفية المكتظة بالسكان بالفعل، مما يجعل إعادة الحياة لهذه المناطق في نهاية المطاف أكثر صعوبة وأطول مدةً وأكثر تكلفة.