فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

في إدلب: غياب قوانين السير تزيد من عدد الحوادث

محمد الأسمر

يعمل عناصر المرور على ضبط الحركة في المدينة وتخفيف الازدحام قدر الإمكان، لكن الكثير من المخالفات تتم بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي، حيث يتطلب الأمر “وعياً شعبياً أكثر من حاجته للرقيب”، بحسب الحموي الذي أضاف إنه “عند وقوع أي حادث سير تتوجه دورية المرور إلى المكان لتعمل على قطع الطريق المؤدي إلى مكان الحادث، وتحويله إلى طريق بديل خوفاً من وقوع حوادث أخرى، وتتخذ عدة إجراءات كرسم مخطط للحادث وأخذ مشاهدات مكان الحادث وضبط إفادات الشهود، وإفادة الأطراف المشتركين بالحادث وحجز الآليات والتحفظ على سائقي المركبات”.

لم يعد الوصول إلى ساحة الساعة والسوق المجاور لها في إدلب المدينة بالأمر السهل، لذا يعمد أبو سالم لاستعمال الطرق الفرعية والأزقة القديمة هرباً من الازدحام الذي تشهده الطرق الرئيسة، والذي تضاعف بعد موجة النزوح الأخيرة.
يعترف أبو سالم والذي اعتاد على قيادة السيارة منذ أكثر من ثلاثين عاما بأن الخوف ينتابه أحياناً أثناء القيادة في شوارع المدينة، فالازدحام الموجود ترافق مع جهل بقوانين السير من قبل سائقي اليوم، والقوانين التي أمضى أبو سالم عمره بحفظها والتقيد بها لم تعد من الأساسيات التي يجب أن يعرفها أي سائق قبل قيادة السيارة، حيث بات الحصول على سيارة وقيادتها من الأمور السهلة، ولم تعد شهادة السياقة شرطاً للقيادة.
يقول أبو سالم “أغلب السائقين اليوم لا يملكون شهادة بقيادة السيارات وبالتالي هم يجهلون قوانين السير، ولطالما شهدت حدوث العديد من الحوادث المرورية نتيجة هذا الجهل بمعرفة القواعد الأساسية، وأصبحت قاعدة (الطريق للأسرع) من أهم القواعد المعمول بها اليوم ناهيك عن الدراجات النارية التي تشكل الخطر الأكبر والتي لا يلتزم سائقوها بأي قواعد مرورية “.
تعرض أبو سالم لحادث سير منذ أشهر كلفه قرابة 300 دولار، نتيجة اصطدامه بدراجة نارية كانت تسير بشكل مخالف ما دفعه للاقتصار بحركة السيارة على الأمور الضرورية فقط، يقول ” لم تعد القيادة متعلقة بقدرتك على التحكم بسيارتك بقدر حرصك السيارات الأخرى الموجودة معك على نفس الطريق”.
خلال تجولك في مدينة إدلب تشاهد العديد من دوريات المرور المنتشرة على الطرقات الرئيسية والدوارات المهمة، لكن وجودهم لم يساهم بشكل رئيسي بحل المشكلة بحسب أبو سالم.
جهل السائقين بقوانين السير يتعب عناصر الشرطة، ويساهم بشكل كبير في عرقلة الحركة المرورية بحسب الشرطي رائد الذي قال “أنت مجبر لتكرار عبارة اتجاه ممنوع مئات المرات في اليوم بسبب سير الناس باتجاه مخالف، لو ملك السائقين دراية بقوانين السير والتزموا بها لتجاوزنا الأزمات المرورية الموجودة”.
بينما يرى أبو سالم أن غياب الشاخصات المرورية ساهم بشكل كبير بجهل الناس بآلية استعمال الطريق وحمّل عناصر الشرطة أعباء إضافية.
يكتفي رائد بتوجيه إنذار للسيارات المخالفة في الطرقات أو المواقف، وعند وقوع أي حادث تقوم واحدة من دوريات شرطة المرور بالتحقيق في أسباب الحادث وحجز الآلية المسببة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها، والتي حددها رائد بـ “تسجيل السيارة لدى دائرة المرور إن لك تكن مسجلة، ودفع الغرامة المترتبة عليها نتيجة الحادث”.
تنتهي دورية رائد في الساعة 12 ظهراً، لتحل محلها دورية أخرى تستمر حتى السادسة مساء ثم تغيب الدوريات عن شوارع إدلب، لتعود العشوائية والتهور في القيادة إلى الساحات.
وعن آلية عمل فرع المرور في المدينة يقول رئيس الفرع الرائد أحمد الحموي إنه ينقسم إلى أقسام عدة مثل قسم المباحث والذي يتولى متابعة وملاحقة السيارات المسروقة ومتابعة محلات “تصويج” وإصلاح السيارات بهدف إلزام أصحابها بالحصول على طلب إصلاح أي سيارة وذلك من أجل ضمان عدم تغيير مواصفات السيارات المسروقة وإخفاء الحقائق. وقسم التحقيق الذي يتولى التحقيق في حوادث السير ومتابعة أوضاع المصابين في المشافي ضمن المدينة من جراء حوادث السير التي تحصل خارج المدينة.

ويعمل عناصر المرور على ضبط الحركة في المدينة وتخفيف الازدحام قدر الإمكان، لكن الكثير من المخالفات تتم بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي، حيث يتطلب الأمر “وعياً شعبياً أكثر من حاجته للرقيب”، بحسب الحموي الذي أضاف إنه “عند وقوع أي حادث سير تتوجه دورية المرور إلى المكان لتعمل على قطع الطريق المؤدي إلى مكان الحادث، وتحويله إلى طريق بديل خوفاً من وقوع حوادث أخرى، وتتخذ عدة إجراءات كرسم مخطط للحادث وأخذ مشاهدات مكان الحادث وضبط إفادات الشهود، وإفادة الأطراف المشتركين بالحادث وحجز الآليات والتحفظ على سائقي المركبات”.

ويؤكد الحموي أن هناك عدداً من الصعوبات التي تعترض عمل شرطة المرور مثل ضيق الشوارع في المدينة وعدم مناسبتها للأعداد الكبيرة من السيارات الموجودة، وعدم وجود إشارات ضوئية، وعدم تجهيز الشوارع بشاخصات مرورية، إضافة لازدياد أعداد الدراجات النارية بشكل كبير وغياب باصات النقل الداخلي التي تخفف من الأزمات المرورية.
يعتبر الناس قوانين السير والمرور من الأمور الثانوية والتي لا يجب أن تأخذ أكثر من حجمها ضمن أوضاع أمنية صعبة كالتي تعيشها إدلب، بحسب أبو سالم لكنه يرى أنها من الأولويات التي يجب على الجميع التقيد بها لضمان حياة الآخرين وتنظيمها، فبحسب تقرير نشرته جريدة عنب بلدي أكد وقوع 72 حادثاً في إحصائية شرطة المرور للعام الماضي بينها 38 حادثاً تسبب بأضرار جسدية، بينما توفي ثمانية أشخاص خلال الأشهر الستة الأخيرة من 2018.