فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت

“قلمي حلمي” حملةٌ لإيقاف تسرب نحو 500 ألف طالب من المدارس

هاني العبدالله

الحملة تتضمن نشر فيديوهات وصور وإنفوغراف باللغتين العريية والانكليزية، لتسليط الضوء على واقع العملية التعليمية، وإظهار مشكلة تسرب الطلاب والمعلمين من المدارس، وعمالة الأطفال البعيدين عن مقاعد الدراسة، وتصوير المعاناة في الوصول إلى مدارسهم، عبر إجراء مقابلات معهم على الأرض، إضافةً الى إطلاق هاشتاغ #قلمي حلمي”.
وتتضمن المواد الإعلامية الخاصة بالحملة، معلومات وإحصائيات تم جمعها من مديريات التربية والتعليم، وتحمل شعار حملة (قلمي حلمي) دون شعار منتدى الإعلاميين السوريين، ليساعد على انتشار الحملة، إضافةً إلى إنتاج فيلم قصير سيُنشر لاحقاً يروي قصة مدرس متسرّب بسبب توقف الرواتب ويعكس معاناة المدرسين والطلاب، على أن يُترجم لعدة لغات أجنبيّة، كونه موجهاً للإعلام الغربي والدول الأجنبية والمنظمات الدوليّة لحثهم على استئناف دعم القطاع التعليمي، فضلاً عن إعداد “سكتشات” باللغة الإنكليزية لخدمة ذات الهدف.

أطلق “منتدى الإعلاميين السوريين” يوم السبت الماضي حملةً بعنوان “قلمي حلمي”، بالتعاون مع مديريات التربية في الشمال السوري ومنظمات إنسانية ناشطة في المجال التعليمي، بهدف دعم العمليّة التعليمية، وتسليط الضوء على المخاطر التي تتعلق بمستقبل الطلاب، ولا سيما بعد توقف الدعم من قبل المنظمات الدولية.

وقال المدير العام في “منتدى الإعلاميين السوريين” محمد نور: “الحملة جاءت بعد توقف الدعم عن مختلف مديريات التربية في إدلب وحلب واللاذقية ومعلمي تربية حماه المهجّرين، وهذا ترتّب عليه العديد من الصعوبات التي واجهت العملية التعليمية، حيث بات نحو عشرة آلاف مدرس بلا رواتب، واستمر بعضهم بالعمل تطوعياً، بينما قرر البعض الآخر ترك المدارس والبحث عن مهنة أخرى تؤمن لهم مصدر دخل”.

وأضاف نور لموقع فوكس حلب “توقف الدعم ساهم كذلك في عدم توفر كتب مطبوعة للطلاب، باستثناء بعض المبادرات الفردية من قبل متطوعين أو مجالس محلية، والذين قاموا بطباعة 100-200 نسخة فقط، إضافةً إلى غياب التكاليف التشغيلية للمدارس، فلم يعد هناك مياه ومازوت للتدفئة أو مصاريف للصيانة في المدرسة، وبالتالي جاءت هذه الحملة للضغط على الاتحاد الأوروبي والجهات الداعمة، لإعادة دعم العملية التعليمية في الشمال المحرر، وتحريك التفاعل الخارجي لتصل صرخة الجيل المهدد بالحرمان من التعليم”.

حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت
حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت

وأصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” أمس الاثنين، بياناً يُحصي عدد الطلاب المهددين بالحرمان من التعليم، جراء انقطاع الدعم من قبل المنظمات المانحة عن مديريات تربية حلب وإدلب واللاذقية الحرة.

وأفاد الفريق أن عدد طلاب المناطق المحررة يُقدّر بنحو 500 ألف طالب؛ بينهم 400 ألف طالب وطالبة يتبعون لمديرية تربية إدلب، و90 ألف طالب وطالبة لتربية حلب، و7 آلاف طالب وطالبة لتربية اللاذقية، كما أن 20% فقط من عموم الطلاب حصلوا على كتب المناهج التعليمية.

وأشار “منسقو استجابة سوريا” إلى أن عدد المعلمين المتضررين من انقطاع الدعم ويعملون بدون رواتب بلغ 10850، منهم 3500 مدرساً في حلب، 7200 في إدلب، و150 في اللاذقية، أما عدد المدارس المهددة بالإغلاق فتبلغ 1255 مدرسة موزعة على، حلب 285 مدرسة، وإدلب 936 مدرسة، واللاذقية 34 مدرسة.

وحول نشاطات الحملة قال عضو “منتدى الإعلاميين السوريين” إبراهيم الخطيب إن “الحملة تتضمن نشر فيديوهات وصور وإنفوغراف باللغتين العريية والانكليزية، لتسليط الضوء على واقع العملية التعليمية، وإظهار مشكلة تسرب الطلاب والمعلمين من المدارس، وعمالة الأطفال البعيدين عن مقاعد الدراسة، وتصوير المعاناة في الوصول إلى مدارسهم، عبر إجراء مقابلات معهم على الأرض، إضافةً الى إطلاق هاشتاغ #قلمي حلمي”.

وتتضمن المواد الإعلامية الخاصة بالحملة، معلومات وإحصائيات تم جمعها من مديريات التربية والتعليم، وتحمل شعار حملة (قلمي حلمي) دون شعار منتدى الإعلاميين السوريين، ليساعد على انتشار الحملة، إضافةً إلى إنتاج فيلم قصير سيُنشر لاحقاً يروي قصة مدرس متسرّب بسبب توقف الرواتب ويعكس معاناة المدرسين والطلاب، على أن يُترجم لعدة لغات أجنبيّة، كونه موجهاً للإعلام الغربي والدول الأجنبية والمنظمات الدوليّة لحثهم على استئناف دعم القطاع التعليمي، فضلاً عن إعداد “سكتشات” باللغة الإنكليزية لخدمة ذات الهدف.

حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت
حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت

وأكد الخطيب لموقع فوكس حلب أن “الحملة هي باكورة نشاطات منتدى الإعلاميين السوريين الذي تأسس منتصف تشرين الأول الحالي، ويضم قرابة 60 إعلامياً، يعملون ضمن لجان فنية وإدارية، ولجان تصوير وإخراج وتصميم ومونتاج، ولجان التقانة والترجمة والتحرير والعلاقات العامة”، مشيراً الى أن “المنتدى يُحضّر لعقد مؤتمر لنقل صوت الطفل ورصد الواقع التعليمي في الشمال المحرر”.

وأقام الفريق الإعلامي لحملة “قلمي حلمي” غرفتين: الأولى لـ “أصدقاء منتدى الإعلاميين في الداخل السوري”، وغرفة “أصدقاء الحملة” التي تضم عدداً من الصحفيين الأجانب، الذين قبلوا المشاركة والإسهام في التصميم والترويج للحملة، إضافةً إلى مشاركة بعض المنظمات والجهات على الأرض بطرق مميزة، مثل استبدال بعض شبكات الإنترنت شعارها بشعار حملة “قلمي حلمي”، ليراها كل من يريد إعادة تعبئة بطاقة الإنترنت.

وقال الأستاذ أيمن مدرس في مدينة الأتارب بريف حلب إن “توقف الدعم يُنذر بوضع كارثي، فالمعلمون قد يعملون لشهرين أو ثلاثة على أبعد تقدير بلا راتب، وبعدها سيتوقفون عن التدريس التطوعي، وينتقلون لمزاولة مهنة أخرى، أو يذهبون للمدارس التابعة للحكومة التركية بريف حلب كونها تقدّم رواتب للمدرسين”، موضحاً أن “تسرّب المدرسين من المدارس ينعكس سلباً على الطلاب الذين سيتراجع تحصيلهم العلمي، ويدفع بعضهم لترك المدارس”.

تشير تقديرات “منسقو إستجابة سوريا” إلى أن مقابل كل طفل يتلقى تعليم، هناك آخر محروم منه، وفي ظل هذا الواقع قال المدير العام في “منتدى الإعلاميين السوريين”: “اذا استمر توقف الدعم وما سينجم عنه من تبعات سلبية، فهناك توقعات بازدياد حالات التسرب حتى مطلع العام القادم، ويمكن أن ينخفض العدد من 500 ألف طالب، إلى 100 ألف في الشمال السوري، ومن 10 آلاف مدرس متطوع إلى 1000-2000 مدرساً”.

حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت
حملة قلمي حلمي لدعم التعليم في الشمال لسوري -إنترنيت

بدوره شدّد مدير التربية والتعليم في حلب محمد مصطفى، على خطورة استمرار توقف الدعم قائلاً: “الطالب حين يجد عدم الاهتمام من بعض المدرسين وغياب مدرسين آخرين، والأبواب والنوافذ والمقاعد في المدرسة مدمرة، وليس هناك مياه ومصادر تدفئة فلن يذهب حينها الطالب للمدرسة، كما أن المدرس لديه عائلة، وبالتالي لا يمكن أن يستمر بالعمل التطوعي، فهو بحاجة إلى المال لتأمين مستلزمات الحياة الأساسية”.

وأضاف مصطفى “نخشى من تفاقم المشكلة وتزايد نسبة تسرّب الأطفال وذهابهم إلى سوق العمل أو التشرّد في الشوارع، لذا لا يوجد أي حلول سوى عودة الدعم، لأن المبالغ المطلوبة لاستمرار العملية التعليمية كبيرة تصل إلى ملايين الدولارات، والموارد المحلية المتوفرة بسيطة للغاية، ولا يمكنها أن تحلّ أي جزء من هذه المشكلة”.

توقف دعم العملية التعليمية في الشمال السوري منذ شهر نيسان الماضي، ولم تفلح الوقفات احتجاجية والمطالبات بإعادة تفعيل دعم الاتحاد الأوروبي الذي كانت توصله منظمة “كيمونكس”، كما أن قصف قوات النظام وحليفه الروسي للمجمعات التربوية والمدارس زاد الواقع التعليمي تدهوراً.