فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“الإدارة المتكاملة للأشجار المثمرة” في إدلب

من جهته أوضح الباكير أن هدف الندوة “تعريف المزارع بكافة التقنيات الحديثة وعمليات الزراعة المتكاملة وأهدافها وطريقة تطبيقها على أرض الواقع، مما يدر فوائد اقتصادية وضمان سلامة البيئة واستمرارية الإنتاج الزراعي وتكامله للوصول إلى أمن غذائي ومردود ربحي للمزارعين، لتحقيق دخل ثابت ويساعده على تطبيق التجارب المستحدثة مستقبلاً”.

استضاف المركز الثقافي في إدلب صباح اليوم الخميس السابع عشر من تشرين الأول ندوة زراعية بعنوان “الإدارة المتكاملة للأشجار المثمرة” ألقاها المهندس الزراعي “وائل باكير” وذلك ضمن مشروع ” الأمن الغذائي والمائي” في الشمال السوري، برعاية موقع “فوكس حلب” وجمعية “قنسرين” وبإشراف “Free press Unlimited ” بحضور مجموعة من المهتمين من مزارعين ومهندسين ومنظمات وشخصيات عامة.

بدأت الندوة بحديث المحاضر باكير (مدير اتحاد المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين في إدلب) عن الزراعة في سوريا والإدارة المتكاملة للأشجار المثمرة، ومزايا الزراعة المتكاملة لزيادة الإنتاجية الزراعية والغذاء المتوازن، ومدى انعكاس هذا النظام على الموارد الطبيعية المتوفرة وتأثيره على استخدامها، بالإضافة إلى قضايا الحياة البرية وأنواع النباتات والحيوانات المستهدفة وغير المستهدفة، والكائنات الحية الدقيقة وجميع العوامل المحددة وغير القابلة للتعريف والتي تتفاعل في نهاية المطاف لتؤدي إلى دخل يستحيل أن يكون ثابتاً.

و تحدث باكير عن المزرعة المتكاملة في سوريا، وأنها غالباً تنقسم لصنف واحد مثل مزرعة الزيتون مما يؤثر على الإنتاجية والمردود بالنسبة للمزارع الذي وصفه بـ “أكثر الفئات المهددة بالفقر” نتيجة تعرضه المباشر وغير المباشر لأزمات تتعلق بالبيئة والجفاف والأمراض، وعرض مشكلة الصنف الواحد، فمتى ما خسر المزارع الموسم خسر كل شيء فيتوقف عن الإنتاج والعمل، ومن يعمل بزراعة البطاطا يعلم أن تكلفة إنتاج الهكتار غالية وبحال الخسارة وعدم الإنتاجية يتخلى عن العمل، لذلك نحن بحاجة للبحث عن طريقة أخرى بثبات لاستمرار دخل المزارع.

وشرح باكير مكونات الإدارة المتكاملة للأشجار المثمرة بامتلاك أفضل الأدوات والتقنيات الحديثة مع ممارسات تقليدية وفقاً لموقع معين، مؤكداً أن هناك تطور في المجال الزراعي بأغلب دول العالم، إذ أصبح الناتج الزراعي المنتج الرئيسي الحامل للاقتصاد القومي المحلي في الدول “النامية” مثل بعض الدول العربية والهند وغيرها من البلدان.

وأشار” باكير” لأهمية استصلاح الأراضي لأن وجود بعض الأراضي غير القابلة للزراعة المتكاملة يكون بسبب نقص الموارد التي يجب توفرها طوال السنة، خصوصاً الأراضي المعرضة للتملح. وشرح عن اقتصاديات نظام الزراعة المتكاملة وطريقة استغلال الأرض بزراعة أكثر من مورد مع الموارد المزروعة، مثل زراعة العنب مع أشجار الزيتون واستغلال المساحة بزراعة بعض الخضار والنباتات بالإضافة لتربية الدجاج، بتلك الطريقة يكون الحساب الاقتصادي صحيحاً مما يساعد الفلاح بعدها للحصول على الإنتاجية المخطط لها منذ البداية.

وتحدث “أبو محمد شيخ حمادي” رئيس رابطة الفلاحين في إدلب بعد الندوة لفوكس حلب عن ضرورة توجيه المنظمات والمؤسسات المهتمة بالزراعة إلى سهل الروج “السلة الغذائية في المنطقة”، وذلك بمساندة المزارع في تلك المناطق ودعمها زراعياً، وتحقيق تجارب واقعية تشبه مشروع المزارع المتكاملة التي عرضت بالندوة، موضحاً أن الفلاح ذو خبرة جيدة وله تجاربه خاصة تلك التي تعنى بمخلفات المحاصيل وطريقة الاستفادة منها.

“ابراهيم شعبان البخيل” رئيس جمعية الرمانية من سهل الروج تحدث لنا عن مشاكل المزارعين بالمنطقة، خاصة مشكلة قلة المياه وخطورة إصابة الأرض بالتصحر مستقبلاً إن لم تنجد من قبل المعنيين، لأن المياه التي كانت تصل من عين الزرقاء إلى سهل الروج عبر سد البالعة توقفت والأراضي الزراعية لا تروى، رغم وجود بعض الآبار الارتوازية لكنها مكلفة وغير كافية لأنه لا يمكنها أن تروي 14 ألف هكتار، ووصف البخيل الندوة بـ “الجيدة” إلّا أنه يرى أن تجربة المزرعة المتكاملة غير ممكنة حالياً، بسبب ظروف المزارع الاقتصادية وتحتاج لدعم كبير من الجهات والمنظمات المعنية.

المهندس “رأفت العبد الله” قال إن الندوة قدمت فكرة جيدة عن طريقة الإدارة المتكاملة للأشجار المثمرة، ووضحت كيفية إدارة المزرعة لزيادة دخل المزارع، لأن مشاكل الفلاح كثيرة ومنها تدني الأسعار وصعوبة التصريف وزيادة تكاليف الإنتاج والخسارة الدائمة، لذلك فهو بحاجة للدعم بالأسعار وتأمين الأسمدة والبذار والمحروقات.

عرض في نهاية الندوة فيديو وثائقي عن المزرعة المتكاملة والعناصر التي يجب توفرها ضمن المزرعة، وبنهاية الندوة طرحت مناقشة مع الحضور حول المزرعة المتكاملة وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع وتكاليف المشروع، وتنوعت الآراء بين من يرجح إمكانية إنشاء مزرعة متكاملة، وصعوبة إنشائها لأنها مكلفة وبحاجة لتمويل خاص، خصوصاً أن أكثر العاملين بالقطاع الزراعي لديهم إمكانيات بسيطة ولا يمكنهم المغامرة وخوض تجارب غير مكفولة ولا يمتلكون مصاريف إنشائها.

من جهته أوضح الباكير أن هدف الندوة “تعريف المزارع بكافة التقنيات الحديثة وعمليات الزراعة المتكاملة وأهدافها وطريقة تطبيقها على أرض الواقع، مما يدر فوائد اقتصادية وضمان سلامة البيئة واستمرارية الإنتاج الزراعي وتكامله للوصول إلى أمن غذائي ومردود ربحي للمزارعين، لتحقيق دخل ثابت ويساعده على تطبيق التجارب المستحدثة مستقبلاً”.