فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

بعد قطع السنديان في حارم “البلّ” وصل إلى الجذور

جبال حارم إحدى هذه النقاط التي خسرت معظم غاباتها الحراجية، والتي كان السنديان أحد أهم مكوناتها، بسبب القطع الجائر للتجارة والاستخدام المنزلي، ما دفع الأهالي في العالم الحالي للتوجه نحو اقتلاع جذور الاشجار المقطعة واستخراجها كمورد جديد للحطب.
يقول عبدو الصطيف (من سكان الجبل الوسطاني في سلاسل حارم الجبلية) إن معظم أهالي المنطقة اعتمدوا على قص أشجار السنديان كمهنة ووسيلة للحياة والتدفئة، ومع تناقص أعدادها لجؤوا إلى قص الجذوع، وأخيراً بدؤوا باستخراج الجذور.

مع اقتراب فصل الشتاء يشتد الطلب على الحطب كوسيلة للتدفئة، بسبب قلة كميات المازوت وارتفاع أسعارها، وهو ما دفع التجار والأهالي للجوء إلى الغابات الحراجية للحصول على الحطب، سواء للتدفئة أو كوسيلة اقتصادية يعتمد عليها عدد ليس بقليل من أبناء المناطق المجاورة للغابات التي خسرت ما يقارب 35 ألف هكتاراً من أصل 45 ألف هكتاراً في إدلب، خلال السنوات الماضية.

جبال حارم إحدى هذه النقاط التي خسرت معظم غاباتها الحراجية، والتي كان السنديان أحد أهم مكوناتها، بسبب القطع الجائر للتجارة والاستخدام المنزلي، ما دفع الأهالي في العالم الحالي للتوجه نحو اقتلاع جذور الاشجار المقطعة واستخراجها كمورد جديد للحطب.

يقول عبدو الصطيف (من سكان الجبل الوسطاني في سلاسل حارم الجبلية) إن معظم أهالي المنطقة اعتمدوا على قص أشجار السنديان كمهنة ووسيلة للحياة والتدفئة، ومع تناقص أعدادها لجؤوا إلى قص الجذوع، وأخيراً بدؤوا باستخراج الجذور.

وينقسم ممتهنو اقتلاع الجذور إلى قسمين، قسم منهم يستخرج الجذور لتأمين كفايته الذاتية من الحطب، دون الحاجة إلى تكبد أعباء شراء الوقود، يقول بلال أبو سعيد (من سكان جبل باريشا في سلسة حارم) إنه كان يقصد الأحراج طيلة الصيف، وكلما أتيحت له الفرصة لجمع بعض الجذور، معتبراً أن ما يقوم به “تسلية وترويح عن النفس، إضافة لتأمين الحطب”، ليخلص إلى القول “حضن حطب عحضن غيرو مابيجي الشتا إلا وعندي حطباتي”.

أما القسم الآخر من مستخرجي الجذور، اختاروا استخراجها كمهنة، يعملون بها طيلة الصيف وباستمرار، يستخرجون الجذور ويبيعونها لتجار الحطب، ويكثر هذا العمل في الجبل الوسطاني أكثر من جبل باريشا، لسهولة استخراج الجذور فيه، تساعد على ذلك طبيعة تواجد التربة فيه، عكس جبل باريشا، الذي يمتاز بصخوره الكثيفة، مما يجعل العمل فيه صعباً، كما أوضح لنا العاملين بهذه المهنة.

وليد العبد لله من الذين يعملون بهذه المهنة، ذكر أن الوضع المعيشي الصعب وفرص العمل القليلة، أجبرته على هذه المهنة، إذ يخرج برفقة شركاء له لاقتلاع الجذور بأدوات يدوية وتجميعها ثم بيعها للتجار. يقدر العبد الله متوسط الدخل اليومي للعاملين باستخراج الجذور بثلاثة آلاف ليرة يومياً.

توفر مهنة استخراج الجذور فرص عمل كثيرة، كأصحاب محلات البيع الكثيرة التي انتشرت في المنطقة (خاصة في الجبل الوسطاني)، كذلك التجار الذين يشترونها ويبيعونها للأهالي في مناطق أخرى، إضافة لسيارات النقل وعمال المياومة سواء في الاستخراج أو التقطيع.

يقول أبو سعيد (صاحب أحد محلات بيع جذور السنديان) إنه يشتريه من مستخرجيه، ويقوم بتقطيعه وتعبئة قسم منه بأكياس لسهولة نقله، أما القسم الآخر فيتركه دون تعبئة، ويقدر سعر الطن الواحد بين 60 إلى 70 ألف ليرة، بحسب نوعية الجذور وجودتها.

ويصنف حطب السنديان في المرتبة الثانية بعد حطب الزيتون، من ناحية التسويق للأهالي، وذلك لما يمتاز به من قساوة وجودة في الاحتراق، كذلك من حيث الأسعار إذ لا يتغلب عليه سوى الزيتون بفارق قد يصل إلى عشرة آلاف ليرة للطن الواحد، وذلك لقناعة الأهالي بأن حطب الزيتون صحي أكثر من باقي الأنواع، إلّا أن قسماً كبيراً من الأهالي يعتمدون على السنديان الذي تتراوح أعمار شجرته بين (200-500 سنة)، ومع اقتلاع الجذور ربما لن يكون هناك فرصة لأعوام كثيرة باستعادة ما تم فقدانه من غابات حراجية ستترك أثرها السلبي على الصحة العامة والتصحر وانجراف التربة.