فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“بوشنكي سرمدا” أول ميدان “بينتبول” في الشمال السوري

يتفاخر محترفو اللعبة بانتصاراتهم، ويتبادل هواتها فيما بينهم الخطط الاستراتيجية للتغلب على الفرق المنافسة، ويعدّون القتلى من الطرف الآخر قبل الوصول إلى العلم الذي يعدّ الحصول عليه إعلاناً للفوز. يقول رماح ورد (مدير صالة بوشنكي) إنه لجأ بمساعدة بعض رفاقه إلى استثمار شهرة اللعبة الالكترونية ونقلها إلى الأرض، وذلك من خلال تجهيز الصالة بالإطارات والأسلحة والذخيرة ليخرج بما يماثل اللعبة واقعياً، وأطلق عليها اسم “بوشنكي سرمدا”، نسبة لقرية “بوشنكي” والتي تعتبر أكثر الأماكن التي يفضلها لاعبو البوبجي الإلكترونية، وهي قرية حقيقية تقع في منطقة موردوفيا الروسية.

يقصد العشرات من الشبان واليافعين صالة للألعاب في مدينة سرمدا (شمالي إدلب) تحاكي بفكرتها لعبة “بوبجي” الشهيرة التي راجت في الآونة الأخيرة، والتي كانت مثار جدل دفع بعض الحكومات إلى حظرها في دولهم لما سببته من إدمان وعنف، وطالتها فتاوى التحريم أيضاً لدى بعض علماء الدين والمشايخ.

يتفاخر محترفو اللعبة بانتصاراتهم، ويتبادل هواتها فيما بينهم الخطط الاستراتيجية للتغلب على الفرق المنافسة، ويعدّون القتلى من الطرف الآخر قبل الوصول إلى العلم الذي يعدّ الحصول عليه إعلاناً للفوز. يقول رماح ورد (مدير صالة بوشنكي) إنه لجأ بمساعدة بعض رفاقه إلى استثمار شهرة اللعبة الالكترونية ونقلها إلى الأرض، وذلك من خلال تجهيز الصالة بالإطارات والأسلحة والذخيرة ليخرج بما يماثل اللعبة واقعياً، وأطلق عليها اسم “بوشنكي سرمدا”، نسبة لقرية “بوشنكي” والتي تعتبر أكثر الأماكن التي يفضلها لاعبو البوبجي الإلكترونية، وهي قرية حقيقية تقع في منطقة موردوفيا الروسية.

الصمود والبقاء على قيد الحياة لالتقاط العلم الذي يوضع في مرمى الفريقين والتي اختير لهما اللون الأحمر والأصفر، هي قواعد لعبة “البوشنكي” في سرمدا، ويخصص الوقت اللازم بنصف ساعة أو حتى نفاذ الذخيرة، والتي يجب أن لا تزيد عن أربعين طلقة لكل لاعب في الفريق المكون من أربعة أشخاص، ولا يشترط شراء كافة الطلقات بشرط أن لا تزيد عن العدد المحدد، ويعتبر ثمن الطلقات (25 ليرة لكل طلقة) هو كل ما يجنيه أصحاب المشروع من أرباح، ولا توجد قوانين للعبة، إلّا أنها تعاد في حال حدوث أي خلل في الأسلحة أو نفاد أسطوانة الغاز الخاصة بأحد اللاعبين.

بعد دراسة الأكلاف اللازمة للصالة، ومن ثم المردود المالي وتقبل الشبان للفكرة الجديدة على المنطقة، قمنا بالتجهيز لافتتاح صالة للألعاب القتالية، وشراء السلاح والذخيرة وتجهيز دشم لمحاكاة ساحة حرب حقيقية تشعل الحماس في نفوس اللاعبين، وتم اختيار الطلقات المطاطية المكونة من مادة الجيلاتين والدهان والماء توضع في سلاح خاص باللعبة يسمى “الرامية” يعمل بضغط الغاز، وتتسبب بألم بسيط يزول بعد دقائق قليلة لضمان عدم الاستهانة أو الاستهتار برمايات الخصم، بحسب رماح الذي قال إنهم اعتمدوا على “كرة الطلاء أو البينت بول العالمية والمنتشرة في دول عدة والتي تقوم على الاختباء والهروب للتصويب على الخصم، بحيث يحاول كل فريق إصابة لاعبي الفريق الآخر”.

تم تأمين الألبسة والأسلحة للاعبين من أسواق محلية وتركية، كذلك تجهيز ميدان صغير يحاكي المظهر العسكري وفرش الأرضية بالرمل البحري حفاظاً على سلامة اللاعبين، وإنشاء الدشم من أكياس الرمل والجدران الإسمنتية ووضع بعض الخردة في الميدان قبل افتتاح الصالة منذ ما يقارب الشهرين عبر نشر اللافتات في الطرق والتي تتضمن العنوان وطرق التواصل، يقول مدير الصالة إن الفكرة لاقت استحساناً وقبولاً بين الشبان الذين يحجزون الصالة لممارسة اللعب عبر الصفحة الرسمية على موقع الفيس بوك.

المتعة والحماس هما الهدف الرئيسي من اللعبة، إلا أن رماح يرى أنها مفيدة لتعليم الشباب الرماية ورفع مستواهم التكتيكي، وإفراغ الطاقة على الأرض كشكل من اشكال الرياضة بعيداً عن الهواتف المحمولة والإدمان عليها لما فيه من مخاطر.

يفضل محمد من مدينة الأتارب الذهاب إلى الصالة مع أصدقائه لممارسة اللعبة، ويرى أنها غير مؤذية للجسم، تسودها أجواء من المتعة بعيداً عن الغضب وشحنات الضغينة التي تولدها لعبة البوبجي الالكترونية، يقول “صديقك بقربك على أرض الواقع وتستطيع إيصال الفكرة له بسهولة، وهو ما يخفف من الضغط العصبي”.

لا ترى الطبيبة النفسية سناء الفخري خطراً في ممارسة اللعبة على أرض الواقع، بل تشجع عليها باعتبارها وسيلة للرياضة والمتعة، عكس ما تراه من أخطار في الألعاب الالكترونية والتعلق بها لساعات طويلة، ما يخلف تعباً جسدياً ونفسياً وكبتاً يولد شحنات نفسية تؤذي هواتها في غالب الأوقات.