فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

صمود ومعنويات عالية على خطوط الجبهات المشتعلة

أصعب اللحظات التي تمر على المقاتلين تتجلى في عبورهم المناطق الخالية من الشجر والبيوت السكنية أثناء انطلاقهم نحو جبهات ريفي حماة. تكون هذه المساحات مرصودة بمنصات “كورنيت” وهو صاروخ روسي الصنع موجه مضاد للدروع ويعمل بشكل نصف أوتوماتيكي باستخدام أشعة الليزر وهو جاهز للانطلاق فور رؤية أي تحرك على الأرض. ومع كونه مكلفاً ومرتفع الثمن يستخدمه النظام بأريحية لاستهداف تحركات الثوار في الخطوط الخلفية.

 

المعارك هذه المرة مختلفة عن سابقاتها.. هي معركة كسر عظم ولن نسمح للنظام بالمرور” يقول أسامة (واحد من المقاتلين الذين لا ينتمون لفصيل محدد)، يطلق على نفسه وعلى غيره من المدنيين الذين يشاركون في المعركة الحالية اسم “المؤازرين”، يحملون بنادقهم ويتجهون إلى أي جبهة تحتاج للمساعدة.

جسد أسامة “مليء بالشظايا”، يخبرنا أنه تعرض للإصابة جراء الغارات العنيفة للطائرات الروسية على الجبهات، وإنه شارك في عدد من المعارك على محور “الكبينة” بريف اللاذقية، وكذلك “الجبين وتل ملح” بريف حماه الشمالي، وفور تحسن حالة جراحه عاد إلى المعركة، يقول “إن معنوياته وسائر المقاتلين مرتفعة، وإن التكتيكات الجديدة والصمود منعا قوات الأسد من التقدم، وحسّنا ظروف المعركة لصالح الثوار”.

يصف أسامة حال الجبهات والمعارك الدائرة بـ “الرهيبة”، وهو ما قاله عدد من المقاتلين التابعين للجبهة الوطنية للتحرير الذين التقيناهم، فمن الصعب مقارنة ما يحدث بأي معركة أخرى خاضوها سابقاً، على حد قولهم، فالمقاتلات الروسية تستهدف أي تحرك بري من الجوّ، طائرات الاستطلاع حاضرة على مدار الساعة، واستجابة الطيران الحربي لأي رصد لا يتعدى دقائق قليلة لا تسمح في الغالب للمقاتلين بتغيير المكان أو إفراغه.

يقول “أبو إسلام” الذي يقاتل على جبهة تل ملح بريف حماة الشمالي إن النظام قبل أي اقتحام يمطر المنطقة بمئات القنابل مستخدما المدفعية وراجمات الصواريخ والمقاتلات الحربية. في الغضون تراقب طائرة الاستطلاع الدشم والحفر الدفاعية للثوار حيث “تراقبها دشمة دشمة”. يخصص الروس طائرة استطلاع خاصة لكل محور من محاور القتال. في حال رصد الاستطلاع وجود مقاتلين في هذه الدشم يأتي الطيران الحربي الروسي ويدمره بشكل دقيق “حتى لو كان الهدف مقاتلاً واحداً فإنه يكون عرضة لقنابل هذه المقاتلات”.

طيران الحربي الرشاش يتناوب على طرقات الإمداد بشكل دائم. عند رصد أي رتل عسكري للثوار أو سيارات ذخيرة وإمدادات يستهدفها الحربي الرشاش بمساندة المقاتلات الأخرى بهدف تدميرها.

يتحدث مقاتل آخر يتبع لفيلق الشام ويدعى “أبو محمد” حول دفاعات النظام “المتينة جداً” بحسب تعبيره، لاسيما مع وجود ألغام (وثاب) المزروعة بكثرة بالقرب من الدفاعات الحصينة للنظام على جبهات ريفي حماة الشمال والغربي يقول “ميزة هذا اللغم أنه يطير في الهواء على ارتفاع متر عند الاحتكاك البشري به ثم ينفجر في الأعلى مصيباً كل من حوله من الجنود”

على هذه الجبهات تمكن النظام من تدشيم مناطق استراتيجية كبلدة “الحماميات” بريف حماة الشمالي التي تعتبر خط الدفاع الأول عن بلدة “كفرنبودة”. يتابع أبو محمد “الحماميات مدعمة بخطوط دفاعية تحت الأرض مكونة من خنادق وأنفاق وسواتر ترابية مرتفعة. لذلك لم يستطع الثوار إحكام السيطرة عليها”.

أصعب اللحظات التي تمر على المقاتلين تتجلى في عبورهم المناطق الخالية من الشجر والبيوت السكنية أثناء انطلاقهم نحو جبهات ريفي حماة. تكون هذه المساحات مرصودة بمنصات “كورنيت” وهو صاروخ روسي الصنع موجه مضاد للدروع ويعمل بشكل نصف أوتوماتيكي باستخدام أشعة الليزر وهو جاهز للانطلاق فور رؤية أي تحرك على الأرض. ومع كونه مكلفاً ومرتفع الثمن يستخدمه النظام بأريحية لاستهداف تحركات الثوار في الخطوط الخلفية.

يتحمل المقاتلون على خطوط الجبهة مخاطر كبيرة في التنقل، معتمدين على السير كطريقة وحيدة، يقول أبو فادي “اقترحنا تزويدنا بالدراجات وإلا فسوف نذهب سيراً على الأقدام لأن السيارات مرصودة وركوبها يعتبر مخاطرة كبيرة”.

تجاوزت الهجمات العنيفة لقوات النظام على جبهة “الكبينة” بريف اللاذقية أكثر من عشرين محاولة، أعلنت تحرير الشام استخدام النظام لغاز الكلور في إحداها، مع ذلك باءت جميعها بالفشل. وسقط العشرات من قوات النظام في كمائن الثوار على ذلك المحور الاستراتيجي والذي يطل على قرى جبلي التركمان والأكراد، وسهل الغاب وجسر الشغور إضافة لجبل الزاوية، يقول أحد المقاتلين الذين يرابطون في محور الكبينة “في هجمة واحدة فقط سقط قرابة 50 عنصراً من جنود النظام. وصل الفشل بالنظام لدرجة سحبه قواته من المنطقة بعد أن اعتبرها معركة خاسرة بامتياز”. وتابع “لقد أمضينا وقتاً كبيراً في عمليات التحصين والتدشيم ومعنوياتنا مرتفعة جداً.