فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الفريكة من السنبلة إلى المائدة

عبدالكريم الثلجي

بدأ المرحلة الثانية بحصاد الأرض قبل نضج القمح بأسابيع قليلة عن طريق حصادة خاصة بالفريكة، ليتم نقله في المرحلة الثالثة عبر سيارات الشحن ونشره في الساحات العامة أو على جنبات الطريق بعد تنظيفها لكيلا تختلط حبات القمح بالحصى والتراب، يبقي العمل السنابل الخضراء على الأرض حتى تجف “ما يقارب الساعتين بحسب حرارة الجو” لتبدأ المرحلة الرابعة إذ يقوم العمال بحرق السنابل بالنيران المنبعثة من “خراطيم موصلة بأسطوانات غاز” تسمى محلياً (الشلمون) لاستخراج الحبات الطرية من داخل السنبلة، وينقسم العمال بين من يقوم بالحرق وآخرين يقومون بتقليب السنابل.

كيفما اتجهت في شوارع وساحات ريف حلب الجنوبي تجدها مليئة بحبات الفريكة المنشورة على الأرض لتجفيفها وبيعها، إذ يعتبر نهاية نيسان من كل عام موعداً لموسم الفريكة الذي يستمر لمدّة شهر واحد.

يفضل المزارعون إنتاج الفريكة عن ترك محصولهم من القمح وذلك لأسباب كثيرة يجملها المزارع مصعب أبو أحمد من “بلدة العيس جنوب حلب” بأنها تختصر على المزارع فترة زمنية لوقت نضج القمح وحصاده وتكاليفه، إضافة لخطورة المنطقة التي تتعرض دائماً لقصف مدفعي أو جوي وهو ما سيؤدي إلى حريق المحصول في حال كانت السنابل جافة، إضافة إلى أن الحصاد المبكر الذي تتطلبه صناعة الفريكة يسمح للفلاح بتجهيز أرضه لزراعتها في الموسم الصيفي من قطن أو ذرة أو غير ذلك.

وعن مراحل تصنيع الفريكة يخبرنا أحمد حمود “من أبناء منطقة الحص جنوب حلب والتي تشتهر بصناعة الفريكة” بأن المرحلة الأولى تكون بالتعاقد مع أصحاب الأراضي لضمانها، ويتراوح ضمان الهكتار الواحد من القمح بين (600-800 ألف ليرة)، وذلك بحسب جودة القمح ونظافته وحجم الحبة، ويتم اختيار القمح القاسي كونه الأفضل لصناعة الفريكة، غالباً ما يتراوح انتاج الهكتار الواحد بين (2-3 طن من الفريكة).

حصادة الفريكة في ريف حلب الجنوبي
حصادة الفريكة في ريف حلب الجنوبي

تبدأ المرحلة الثانية بحصاد الأرض قبل نضج القمح بأسابيع قليلة عن طريق حصادة خاصة بالفريكة، ليتم نقله في المرحلة الثالثة عبر سيارات الشحن ونشره في الساحات العامة أو على جنبات الطريق بعد تنظيفها لكيلا تختلط حبات القمح بالحصى والتراب، يبقي العمل السنابل الخضراء على الأرض حتى تجف “ما يقارب الساعتين بحسب حرارة الجو” لتبدأ المرحلة الرابعة إذ يقوم العمال بحرق السنابل بالنيران المنبعثة من “خراطيم موصلة بأسطوانات غاز” تسمى محلياً (الشلمون) لاستخراج الحبات الطرية من داخل السنبلة، وينقسم العمال بين من يقوم بالحرق وآخرين يقومون بتقليب السنابل.

تترك السنابل المحترقة تحت أشعة الشمس بعد عزل الرماد والشوائب والأعواد عنها، وتوزع على شكل طبقة رقيقة في العراء لتجف، ثم تجمع السنابل في أكياس وتختم بإحكام وتنقل إلى “الدراسة”.

بعد انتهاء المراحل السابقة يصل المزارع إلى المرحلة الأخيرة وهي الدراسة، وتِفصل الدرّاسات، عن طريق الغربلة، حبات الفريكة عن سنابلها وما تبقى من أعواد وشوائب، وبعدها يتم تعبئتها بأكياس خاصة موحدة ويتم تغليفها وتكون جاهزة للبيع في الأسواق.

يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد الجاف من الفريكة في موسمها بين (500-800 ليرة)، بينما يباع رطباً بما يقارب (300 ليرة)، وتزيد أسعارها في فصل الشتاء إذ تتخطى حاجز (1300 ليرة للكيلو غرام الواحد).

ويعزو المزارعون ارتفاع ثمن الفريكة لما تتطلبه مراحلها من مشقة وأيدٍ عاملة كثيرة، إضافة للأكلاف المادية العالية للبذار والأسمدة والمحروقات والحصادة والنقل، خلال مراحل صناعتها.