فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“الصدأ البرتقالي” يطال 80% من محصول القمح بريف حلب الجنوبي

تنبأ مزارعو الشمال السوري بمواسم خيّرة بعد الهطولات المطرية العالية التي شهدتها المنطقة، والتي ظهرت آثاراها واضحة على المحاصيل الزراعية، إلّا أن الرطوبة الزائدة والاعتماد على البذار “غير المقاوم” للأمراض، […]

تنبأ مزارعو الشمال السوري بمواسم خيّرة بعد الهطولات المطرية العالية التي شهدتها المنطقة، والتي ظهرت آثاراها واضحة على المحاصيل الزراعية، إلّا أن الرطوبة الزائدة والاعتماد على البذار “غير المقاوم” للأمراض، والأسمدة الضعيفة أدى إلى انتشار “الصدأ البرتقالي” الذي اجتاح مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح، والتي قد تتسبب بفقدان ما يزيد عن نصف الإنتاج لهذا العام.

ويصنف صدأ القمح كواحد من الأمراض الفطرية التي تصيب المحاصيل الزراعية، خاصة القمح والشعير (النجيلية) وله عدة أنواع (الأصفر والأسود والبرتقالي)، بحسب المهندس الزراعي أحمد الأحمد (من ريف حلب الجنوبي) الذي قال “إن الصدأ البرتقالي ظهر على الأراضي المزروعة بالقمح، خاصة الطري الذي اعتمده معظم المزارعين في السنة الحالية”.

وعن تأثيرات الصدأ البرتقالي يقول الأحمد إنه “يهاجم الأوراق ويظهر على سطحها العلوي، وتستطيع أن تتبينه بلمس اليد”، وينتشر المرض عن طريق “الهواء الذي قد يحمل الجراثيم، وبواسطة الحرارة والرطوبة تنمو هذه الجراثيم مسببة الإصابة لتنتج فطوراً تظهر على الأوراق على شكل بثرات بنية اللون تترك أثراً على اليد عند ملامستها”.

ويرى الأحمد إن الاعتماد على أنواع من بذار القمح ذات مقاومة ضعيفة، إضافة إلى اختلاف مواعيد زراعتها كان له الدور الأكبر في انتشار الصدأ، ناهيك عن عدم دراسة ما يصلح من البذار في كل أرض زراعية، فـ “هناك أصناف من هذه البذار تصلح لبيئة معينة ولا تصلح لأخرى”.

وبالرغم من النشرات التوعوية التي أصدرتها المؤسسة العامة لإكثار البذار في السابع من نيسان الماضي، والتي حذّرت فيها من انتشار مرض الصدأ بسبب الظروف المناخية السائدة والتي اعتبرتها مناسبة لبدء العدوى بالفطريات، مطالبة المزارعين باتخاذ الإجراءات المناسبة لمقاومة هذه الجائحة، إلّا أن رقعة انتشار الأراضي المصابة بصدأ القمح تزداد يومياً، يقول الصيدلاني الزراعي “محمد كرنازي” الذي لاحظ تبايناً في استجابة المزارعين وإدراكهم لخطورة المرض، فمنهم من “ترك الأراضي دون علاج أملاً أن يتوقف المرض عند حدود ما وصل إليه لعدم اقتناعهم بجدوى الرش بالمبيدات، وآخرين اعتمدوا على مبيدات ذات تركيب ضعيف ومن مصادر غير موثوقة، وبطرق استخدام خاطئة سواء بتركيز هذه المبيدات أو حجم سائل الرش المناسب، وهو ما قلل من استجابة المزروعات للعلاج”.

وبيّن الكرنازي “إن الظروف البيئية اختلفت عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، ولذلك كان لا بدّ للمزارعين من استخدام الرش الوقائي والذي يكون على ثلاثة مراحل بالنسبة لمرض الصدأ (مرحلة الاستطالة –مرحلة الورقة العلمية –بداية الإزهار)، كما يجب وضع برامج مدروسة باستخدام مبيدات معينة لمقاومة هذا المرض”.

ويقول الكرنازي إن المؤسسة العامة لإكثار البذار قامت بتوفير مبيدات وصفها بـ “ممتازة إلى جيدة” لمقاومة الصدأ وبسعر الكلفة، هي من أنواع (امستار اكسترا ليتر سنجنتا -ازوكسيستروبين + سيبروكونازول -اكانتو بلص ليتر شركة دوبون -بيكوكسيستروبين + سيبروكونازول -ارمور سنجنتا -بروبيكونازول + دايفينوكونازول)، آملاً بدعم هذه الأسعار لمساعدة المزارعين.

ينصح الأحمد لتجنب أمراض المحاصيل الزراعية بـ “التقيد بالمعاملات الزراعية السليمة، وزراعة محصول القمح في وقته المحدد من العام، واختيار أصناف جيدة من القمح تتميز بقدرتها على مقاومة الظروف المناخية التي قد تواجهه، كما ويجب استخدام أسمدة جيدة وموثوق في مصدرها حتى تساعد النبات على مقاومة الأمراض، وزراعة كل صنف حسب المكان المخصص لزراعته وهذة السياسة تسمى بالسياسة الصنفية، بالإضافة لاستخدام مبيدات آمنة وذلك من أجل تقليل إنتشار أو تطور الإصابة التي قد تلحق بالقمح وبالتالي يتم السيطرة على الخسائر في المحصول إن وجدت”.

وتعتبر منطقة ريف حلب الجنوبي السلة الغذائية لمحافظة حلب وإدلب، يعمل أغلب سكانها بالزراعة التي تعتبر مصدر الدخل الأساسي لهم، وتقدّر المساحات المزروعة فيها حالياً والتابعة لمناطق المعارضة بـ 19700 هكتاراً، يرى المهندس الزراعي أحمد الأحمد أنها ستخسر ما يزيد عن نصف إنتاجها من القمح إن لم تتم مقاومة الصدأ بالشكل الأمثل.

عبد الكريم الثلجي.