فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

ديكورات من الفلين في إدلب

معركة “الجبص” و “الفلين” على أسقف بيوت الشمال السوري

وتختلف الآراء بين راغبي الفلين والجبص، إذ يرى أبو محمد أن ما يميز ديكورات الفلين “عدم التأثر بالعوامل الجوية، إضافة إلى خفة وزنه، خاصة وأن المنطقة تتعرض للقصف، ما يجعل الديكورات عرضة للسقوط”، ويشرح أبو محمد “أن وزن بحرة الجبص تصل حتى 30 كيلو غراماً، بينما لا تتجاوز في الفلين الكيلو غرام الواحد”، أما من ناحية الألوان والرسومات “كلاهما يتمتع بذات الخاصية ومساحات الإبداع إن توفرت مهارة العامل وقدرته على التعامل مع المادة”

 

تتمايز البيوت الجديدة في محافظة إدلب بإدخال الرسومات والأشكال الهندسية على أسقفها، والتي بدأت منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن، لتمرّ بمراحل استخدم فيها “الجبص” والزجاج والمرايا وأخيراً مادة الفلين لتزيين غرف الضيوف خاصة، وتعدّتها لتشمل كافة غرف المنزل بألوان يختارها صاحب البيت أو تترك للصانع الذي يتباهى بالصور التي يحملها على هاتفه المحمول، لما أبدعه من تحف جمالية وديكورات.

وكانت نساء القرى في إدلب يتسابقن لتزيين بيوتهن بأنواع ورسومات جديدة من الديكورات، يدفعن في ذلك جزء ليس بقليل من عمل أزواجهن يوفرنه للبدء بهذا المشروع، تقول أم أحمد إنها تشعر بـ “راحة نفسية وزهو كلما دخلت إلى غرفة الضيوف خاصتها، والتي منعت الأطفال من الدخول إليها للحفاظ على ديكوراتها”، تضحك وهي تخبرنا عن “غيرة النساء التي وفّرت فرصة عمل لأصحاب هذه المهنة، خاصة قبل سنوات الحرب، إذ كان عليها أن تنتظر أكثر من شهر ونصف الشهر على الدور، ليفرغ معلم الديكورات من عمله”.

ديكورات جبص في منازل إدلب
ديكورات جبص في منازل إدلب

وتعدّدت المواد المستخدمة في صناعة الديكورات، ولكل منها محبوه وراغبوه، يقول محمود الفشتوك (صاحب ورشة ديكورات الجبصين في ريف إدلب) إن للجبصين “قدرة أكبر على التشكل، إذ يمنح من يعمل به مجالاً أوسع من ناحية الأشكال والرسومات الفنية، وهو بذلك يمتلك فسحة إبداعية أكبر من الفلين”، وعن طريقة استخدامه يكمل محمود “بعد تصنيع الجبص يصب في قوالب ضمن معامل مختصة، وبإمكان صاحب الورشة أن يقوم بمفرده بصناعة ما يحتاجه من قطع فنية وتركيبها فيما بعد”.

وتتنوع أعمال الديكور بالجبص إذ يدخل فيها الزجاج الملون والسادة وهناك ما يسمى بالديكور المغربي والجبص بورد والديكور المتدلي من الأسقف وهذا ما يمنح العامل مجالات أوسع للإبداع بحسب محمود.

ديكورات من الفلين في إدلب
ديكورات من الفلين في إدلب

من جهة أخرى يجد جنيد أبو محمد (صاحب ورشة لديكورات الفلين في قرية حيش بريف إدلب) في الفلين مادة مطواعة بشكل أكبر من الجبص لصناعة العمل الفني، إذ يسهل التعامل معها فيما لو امتلك العامل الحبرة والفن معاً، يقول جنيد إنه يقوم بصنع المقصات والقوالب التي يستخدمها في تشكيل الفلين بنفسه.

بعد تقطيع كتل الفلين القادمة من تركيا إلى ألواح، تُدهن بمادة عازلة “وجهين”، ومن ثم تلون حسب ذوق الصانع أو صاحب المنزل، وهذا العزل يُمكّن صاحب المنزل من غسل الديكور بالماء في حال لو اتسخ ويحافظ على الألوان، وبعد تقطيع الفلين يقوم العامل بتركيبه وفق “نسق هندسي لتظهر الغرفة وكأنها لوحة فنية من رسم فنان”، بحسب جنيد.

وتختلف الآراء بين راغبي الفلين والجبص، إذ يرى أبو محمد أن ما يميز ديكورات الفلين “عدم التأثر بالعوامل الجوية، إضافة إلى خفة وزنه، خاصة وأن المنطقة تتعرض للقصف، ما يجعل الديكورات عرضة للسقوط”، ويشرح أبو محمد “أن وزن بحرة الجبص تصل حتى 30 كيلو غراماً، بينما لا تتجاوز في الفلين الكيلو غرام الواحد”، أما من ناحية الألوان والرسومات “كلاهما يتمتع بذات الخاصية ومساحات الإبداع إن توفرت مهارة العامل وقدرته على التعامل مع المادة”. وهو ما أكده وسيم دندوش (صاحب محل عطور بريف إدلب) والذي قال إن الفلين الذي استخدمه في ديكورات محله كان محط جذب للزبائن، كما حلّ مشكلة الرطوبة التي كانت تعترض أسقف وجدران محله.

ديكورات من الفلين في إدلب
ديكورات من الفلين في إدلب

يتفق محمود مع أبي محمد من ناحية وزن بحرة الجبصين وخطورتها، إلّا أنه يرى أن عزوف الناس عن ديكورات الجبصين ورغبتهم في الفلين يعود لأسباب مادية، إذ تبلغ كلفة متر الجبص ما يعادل 20 دولاراً، بينما يتراوح سعر متر الفلين بين اثنين إلى ثلاثة دولارات، وهو ما يدفع الناس للاعتماد عليه، أما الجبص فيبقى، بوجهة نظره، أكثر أناقة وجمالاً. وهو ما وافقه عليه أبو صبحي إذ لا تزال ديكورات الجبصين التي تزين منزله منذ سنوات، على حالها محتفظة بجمال رسوماتها حتى اليوم، على حد قوله.