فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الأسماك التركية الحاضر الأكبر في أسواق إدلب

الانفتاح التجاري مع تركيا وقلة الضرائب التي يدفعها التجار على تمرير البضائع التركية نحو المناطق السورية جعلا سوق السمك في إدلب يعيش حالة ازدهار كبيرة. فـ “كل أصناف السمك البحرية والنهرية تدخل من تركيا عدا المشط والسللور الذي يربى في مسامك خاصة في المنطقة” يتحدث تجار من إدلب لـ (فوكس حلب). ويؤكد التجار أن جميع الأصناف التي تتواجد يومياً في الأسواق لم تكن موجودة قبل الثورة. فقد اعتاد السكان على السمك الأردني المثلج بينما اليوم لا يخلو أي شارع من رائحة السمك المقلي أو المشوي.

“إذا كانت لذيذة المذاق وخالية من الحسك فستكون ضربة الموسم لأن سعرها رخيص” هذا ما قاله “أبو حسن” لأحد زبائنه أمام بسطة السمك في سوق مدينة بنش. بخفة واضحة، يحمل أبو حسن سمكة من الصنف الجديد الذي يتحدث عنه وينطلق مسرعاً نحو مطعم الشواء في الشارع المقابل. في غضون خمس دقائق كانت الوجبة الصغيرة جاهزة للأكل وحان وقت التذوق. حازت السمكة الجديدة على إعجاب الجميع مع أنها خالية تماماً من أي ملح أو بهارات، “سعر الكيلو 500 ليرة وطعمها لا يعلى عليه” يقول أبو حسن بنشوة واضحة. لكن السمكة لن تحصل على موافقة كاملة فقد كانت مليئة بالحسك وهذا سيجعلها غير مرغوبة للأطفال وهكذا فشلت التجربة.

تتكرر القصة بشكل كبير في إدلب بغية التوصل لـ “سمك نموذجي” يناسب الوضع الاقتصادي للسكان. حيث يكثف أبو حسن وعدد من زملاء المهنة جهودهم لتذليل كافة العقبات، بهدف إيجاد مكان مناسب للسمك الطازج القادم من تركيا على المائدة الإدلبية.

الانفتاح التجاري مع تركيا وقلة الضرائب التي يدفعها التجار على تمرير البضائع التركية نحو المناطق السورية جعلا سوق السمك في إدلب يعيش حالة ازدهار كبيرة. فـ “كل أصناف السمك البحرية والنهرية تدخل من تركيا عدا المشط والسللور الذي يربى في مسامك خاصة في المنطقة” يتحدث تجار من إدلب لـ (فوكس حلب). ويؤكد التجار أن جميع الأصناف التي تتواجد يومياً في الأسواق لم تكن موجودة قبل الثورة. فقد اعتاد السكان على السمك الأردني المثلج بينما اليوم لا يخلو أي شارع من رائحة السمك المقلي أو المشوي.

في متاجر السمك والبسطات الكثيرة التي تعج بها المنطقة يصادف المرء عدداً كبيراً من محبي السمك الذين اكتسبوا خبرة جيدة بشرائه وطبخه وطرق الحصول على أفضل النكهات. “لا أضيف التوابل أو الطحين للسمك المقلي. أقوم فقط بنقعه في ماء مملح لمدة ربع ساعة ثم أرميه في المقلاة” بهذه الكلمات يلخص “سعيد” وهو من سكان إدلب طريقته في استخلاص أفضل ما يقدمه السمك الطازج من مذاق. فـ “السمك الجيد كما لحم الضأن الجيد ليس بحاجة لأي شيء سوى رشة الملح” يقول.

أمام بسطة سمك كبيرة بالقرب من سوق الخضار بمدينة إدلب يراقب “محمد” باهتمام زائد عشرات الأسماك المتعددة الأحجام والنكهات، يقول “أنا محتار بين شراء هذا السلمون وبين الكارب أريدها للشواء فبم تنصحني”. يشير البائع بثقة كبيرة إلى سمكة كبيرة وردية اللون “خذ هذا الـ “ترويت” فهو الأفضل للشوي وستدعو لي بعدها”. يقول محمد “كل أسبوع تقريباً لا بد لي من أكلة سمك.. أفضل السمك المشوي على المقلي وأعتقد أن الليمون والحار هما الثنائي المفضل للتتبيلة”.

تتفاوت أسعار السمك تفاوتا كبيراً.. فبينما يباع كيلو سمك “المشط” الذي تقذفه المسامك المحلية بكميات كبيرة في أسواق إدلب بـ 250 ليرة فقط؛ يتراوح سعر الأنواع الجيدة بين 1000 و2500 ليرة. يقول “حاتم” وهو تاجر سمك بمدينة إدلب لـ (فوكس حلب) إن الأسماك الجيدة كالـ “أجاج” والـ “براق” والـ “سلمون” يتجاوز سعرها الألفي ليرة، وهذا سعر لا يتناسب مع العائلات التي تمتلك عدداً كبيراً من الأفراد، لذلك يلجأ هؤلاء لشراء سمك البوري والسللور والمشط، إذ يتراوح سعر الكيلو الواحد من هذه الأصناف بين 500 و1000 ليرة.

ارتفع أذان الظهر وباع “أبو حسن” معظم البضاعة المعروضة في البسطة. لن يكف الرجل عن شراء أنواع جديدة. وهو مستعد دوماً لتجريبها على الفور. ثم ينصح زبائنه المقربين بأفضل الأنواع “لا يمكنني أن أغش أو أدلس.. نحن نربي الزبون وهذه المهنة هي هوايتي المفضلة” ينتهي من وزن 5 كيلو من سمك الـ “أجاج” لأحد الزبائن، يضع مبلغ 11 ألف ليرة في جيبه، ويتابع بثقة واضحة “محسوبك غاوي سمك على أصوله”.