فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

جلسة تدريب على استخدام الطرف الصناعي بعد التركيب.

“خطوات الإرادة” مركز للأطراف الصناعية في مدينة الباب

يختبر مبتورو الأطراف وجعاً نفسياً يصعب على الشخص السليم تصوره، يبدأ بعدم تقبل الصورة الجسدية للمصاب، ولا ينتهي عند الاكتئاب والقلق والإحباط وما يرافقه من حساسية وألم شبحي (الإحساس بألم […]

يختبر مبتورو الأطراف وجعاً نفسياً يصعب على الشخص السليم تصوره، يبدأ بعدم تقبل الصورة الجسدية للمصاب، ولا ينتهي عند الاكتئاب والقلق والإحباط وما يرافقه من حساسية وألم شبحي (الإحساس بألم الطرف المبتور)، ومع تزايد أعداد مبتوري الأطراف في سوريا، نظراً لظروف الحرب، واعتبارها “حالات باردة” لا يُسمح بدخولها إلى المشافي والمراكز الموجودة في الأراضي التركية، افتتحت، ومنذ بداية شهر تشرين الأول، جمعية القلوب الرحيمة IPHS مركز “خطوات الإرادة” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي لتركيب الأطراف الصناعية وتأهيل المصابين والعلاج الفيزيائي، وبشكل مجاني.

المركز الذي يعتبر فرعاً للمركز الرئيسي في ولاية غازي عينتاب (تأسس في منتصف عام 2015)، تم تجهيزه بكافة المعدات والكوادر اللازمة لخدمة مبتوري الأطراف في الداخل السوري، وبكافة الأعمار، ويتخذ من الطابق الثاني في مشفى الباب مقرّاً له، ويقسم إلى ثلاثة أقسام: ورشة التصنيع التي يتم فيها أخذ القياسات وصناعة الطرف، والعلاج الفيزيائي الذي يعمل على تأهيل المريض وتجهيزه لتقبل والتعامل مع الطرف، إضافة إلى العلاج.

وقالت صفاء صبيح المشرفة على إدارة المركز إن الأطراف الصناعية يتم صناعتها بالتعاون مع شركة Ottobock الألمانية، وتشمل أطرافاً خاصة لجميع أنواع البتور العلوية والسفلية، يقوم على صناعتا وتركيبها وتأهيل المرضى كادر مختص يتبع لجمعية القلوب الرحيمة، وبشكل مجاني.

جلسة أخذ القياس لمريض بتر فوق الركبة قبل تركيب الطرف الصناعي.
جلسة أخذ القياس لمريض بتر فوق الركبة قبل تركيب الطرف الصناعي.

يجري التسجيل للمصابين عبر الرابط الكتروني (اضغط هنا) والذي خصصه المركز، إضافة إلى رقم تواصل عبر الواتس آب لمن يواجهون صعوبة في التسجيل، ويعتمد المركز في تركيب الأطراف على الدور، وتستثنى بعض الحالات الإنسانية كالأمهات للعناية بأطفالهن والأطفال في المدارس والرجال المعيلين.

وأضافت صبيح أن عدد المسجلين في المركزين (عينتاب –الباب) بلغ 1850 مصاباً، تم تخديم 750 منهم حتى الآن، وذلك بعد رفع الإنتاج من خلال مشروع تقدم به المركز قبل شهرين، ويسعى لتخديم معظم الحالات في الداخل السوري، ولا يقتصر عمل المركز على تصنيع وتركيب الأطراف بل يعمل على متابعة المصابين طيلة فترة وجوده.

ونوهت صبيح إلى أن الأطراف المصنعة هي من النوع الجيد (لوماتيك) متمنية أن تتوفر القدرة المالية لتركيب الأطراف الهيدروليكية (ذات الجودة العالية).

أنس الصوفي رئيس قسم العلاج الفيزيائي في المركز قال لفوكس حلب إن العلاج الفيزيائي يتم على مرحلتين، ما قبل تركيب الطرف ويتم فيها تقديم الحلول لعدد من المشاكل التي تعترض المصاب كالوزمة والحساسية والندبات القاسية والألم الشبحي، وتأهيل المريض من خلال التمارين للحفاظ على المدى الحركي وقوة العضلات وتجهيز المريض لاستقبال الطرف الصناعي.

جلسة تأهيل فيزيائي قبل تركيب الطرف الصناعي.
جلسة تأهيل فيزيائي قبل تركيب الطرف الصناعي.

وما بعد تركيب الطرف الصناعي وما يسمى بـ “التأهيل الوظيفي” ويتم تدريب المصاب على التأقلم مع الطرف وكيفية استخدامه في مختلف الظروف التي يعيش فيها لتحقيق الاستفادة القصوى من الطرف الصناعي.

وقد تصل المدة الزمنية للعلاج الفيزيائي لما يقارب الشهر، بحسب الطرف ومكانه، ويقدم المركز خلالها مجموعة من النصائح للحفاظ على الطرف، يقول الصوفي إن عدم تعريض الطرف للماء والاعتناء بنظافة الطرف من أهم النصائح التي يجب اتباعها، تجنباً لحصول الالتهابات وتعرض الطرف للصدأ، كما يجب على المصاب استخدام الطرف بما يتناسب مع صناعته، فمعظم الأطراف التي تقدمها الجمعيات والمنظمات في سوريا غير مخصصة للركض، وفي حال الاستخدام الخاطئ سيؤدي إلى كسر الطرف وتعرض الجذمور أو الطرف المتبقي للجروح.

يشير تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نهاية عام 2016 إلى أن 2.8 مليون سوري يعانون من إعاقات جسدية دائمة، ما يستدعي ضرورة تفعيل دور هذه المراكز ودعمها، إضافة إلى تقديم برامج إرشاد ودعم نفسي للمصابين، والمجتمع المحيط بهم، والوقوف على أهم الاحتياجات اللازمة لتمكينهم وإعادة دمجهم في الحياة العامة.