فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

 مخيم ترانزيت

 مخيم ترانزيت

“عليك مغادرة المخيم خلال مدة أقصاها عشرون يوماً”، تبدو تلك الكلمات قاسية قبل أن تفك طلاسمها، فالمخيم الذي يتم بناؤه في قرية شبيران، إلى الشرق من بلدة أخترين في الريف الشمالي لمدينة حلب، ما هو إلّا محطة عبور لأيام قليلة، يلتقط فيها النازح أنفاسه، ويستعيد بعضاً من توازنه النفسي، قبل أن يبحث عن مخيم دائم، أو سكن في إحدى القرى المجاورة، وهو ما عبر عنه المهندس المشرف على تنفيذ المشروع ب “مخيم ترانزيت”.

الصورة من داخل المخيم أثناء عمليات البناء – تصوير: ابراهيم حسن.

وإن بدت الكلمة قاسية عند البعض، فهي عند آخرين “مثيرة للسخرية، ولكنها الحلول التي تتنوع لمساعدة النازحين السوريين” يقول أبو محمد، أحد النازحين من مدينة حلب، الذي أضاف “سمعنا عن طرق ترانزيت، دول بتمر فيها ترانزيت، بس مخيم ترانزيت، هي آخر سمعة”.

المخيم الذي ستستكمل عمليات بنائه خلال عشرة أيام، من قبل منظمة بنفسج المتعهد التنفيذي له، وبدعم من الهلال الأحمر القطري، وبإشراف من منظمة آفاد التركية، سيكون بمثابة محطة استراحة للنازحين السوريين، ريثما يجدون حلولاً لتأمين سكن بديل، خلال مدة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وفي أقصى الأحوال 20 يوماً.

يقول المهندس المدني المشرف على إنشاء المخيم، عبد الرزاق الحسين، أحد المهجرين من مدينة حلب “إن فكرة المخيم هي إنشاء مخيم ترانزيت أو طوارئ لاستقبال النازحين، وامتصاص الأزمات النفسية والصدمة الأولى التي تعرضوا لها، وتقديم كافة الخدمات لهم من طعام وشراب وإنارة وحمامات”.

الصورة من داخل المخيم أثناء عمليات البناء – تصوير: ابراهيم حسن.

وعن المخيم يقول المهندس “يقوم المخيم على مساحة 23000 متر مربع، جرى تجريف التربة الزراعية منها وفرشها بالبحص ودحلها، كما قمنا بصب أرضيات المهاجع بالإسمنت، ويحتوي المخيم على 22 خيمة كبيرة على شكل مهاجع، تتسع لـ 1600 شخصاً، 21 منها مخصصة للسكن، كل منها مقسمة إلى قسمين، رجال ونساء، وواحدة تم إعدادها لتكون غرفة مطبخ”.

ويضم مخيم الترانزيت “13 كتلة اسمنتية، كل كتلة منها تحتوي على 5 تواليتات أحدها لذوي الاحتياجات الخاصة، وحمامين ومغسلتين وعلاقات للثياب، وعلى الحائط خمس حنفيات، تحتوي على المياه الساخنة بعد تركيب ألواح من الطاقة الشمسية عليها، كما يضم المخيم غرفة مخزن وغرفة للحرس ومستوصف طبي للحالات الاسعافية الطارئة، ويحيط بالمخيم سياج وأعمدة بيتونية، ولا يمكن دخوله إلا من الباب الرئيسي، الذي ستحرسه في الغالب الشرطة الحرة”.

الصورة من داخل المخيم أثناء عمليات البناء – تصوير: ابراهيم حسن.

وتقدم منظمة بنفسج “الخدمات الكاملة للمخيم بعد التنفيذ، وهناك كوادر مجهزة لعمليات التنظيف وتركتور لنقل النفايات، ومواد تنظيف كاملة، كما تم تدفئة جميع المهاجع من خلال تمديد أرضية المهاجع بالهواء الساخن، وتأمين الكهرباء من خلال مولدة كهربائية، تعمل بشكل دائم وإنارة الطرقات بالطاقة الشمسية على كامل المشروع، وتأمين المياه اللازمة للشرب، والعمليات المنزلية الأخرى، من خلال خزانات موجودة على أسطحة الكتل الاسمنتية، حيث تحتوي كل كتلة على خزانين بسعة 2000 لتر، وهناك ساحة ستكون ملاه ترفيهية للأطفال” فيما يتكفل “الهلال الأحمر القطري بتجهيز داخل الخيمة، من اسرة وأغطية وغيرها من التجهيزات”.

بلغت كلفة المشروع التنفيذية للأعمال باستثناء توريد “المواد 150 ألف دولاراً ويستطيع أي نازح أن يأتي إلى المخيم لقضاء الفترة المؤقتة ريثما يجد حلاً لسكنه”.