فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

كسر الحصار تجسده سيدات وأطفال مركز بلقيس

كسر الحصار تجسده سيدات وأطفال مركز بلقيس

“على هذه الارض ما يستحق الحياة” تتجسد هذه العبارة وتأخذ شكلها في مدينة حلب المحاصرة، التي عانت وما زالت تعاني كل أنواع القتل والتشريد والجوع والألم، وماتزال نساؤها تحمل في داخلها مرارة الفقد والحرمان والأمل في آن معا.

من رحم الهدم والموت يبدأنَ بالبناء ويمسكنَ زمام الحياة، ليبحثن عن عمل يستطعن من خلاله تأمين لقمة العيش وتعليم أطفالهن.

مركز بلقيس الذي أُنشئ في تشرين الثاني من عام 2015 الماضي في مدينة حلب، حاملاً رسالة تأهيل المرأة وتمكينها للعمل في مجالات الحياة، احتفل يوم السبت الماضي 29/10/2016 بتخريج الدفعة الثانية للمستفيدات من المركز واللاتي بلغ عددهن 120 امرأة وفتاة من مختلف أقسام المركز الذي يضم سبعة أقسام (صوف، خياطة، أشغال يدوية، محو أمية، اسعافات أولية، لغة إنجليزية، معلوماتية).

يقوم المركز على تقديم الدعم والمساعدة والتعليم للمستفيدات المسجلات في أقسامه من قبل مدربين اختصاصيين أو أصحاب خبرة في الأعمال اليدوية.

ويتلقّى مركز بلقيس دعمه من لجنة تمكين وهي (منظّمة بريطانيّة تدعم مشاريع المجالس المحليّة في سوريا).

بينما يشرف على المركز من الناحية الإداريّة المجلس المحليّ لمدينة حلب التابع للحكومة السوريّة الموقّتة.

بالإضافة للقسم الخاص بالنساء، يضم المركز مساحة صديقة للطفل بعنوان “افتح يا سمسم” يطبق عليهم برنامج (أنا اتعامل) وهو برنامج مأخوذ من شبكة مختصة برعاية الطفل هي “شبكة حراس” البرنامج عبارة عن 6 وحدات قائمة على أساس تكوين الذات وتكوين الجماعة والحقوق والمسؤوليات والتعامل بوضع الصراع الموجود لدينا بالإضافة لدورات دعم نفسي ومعلوماتية.

أُطلق على الحفل اسم ” كسر الحصار” تزامنا مع بدء معارك تحرير حلب.

وكان الغرض منه تخريج الدفعة الثانية التي تضم 120 امرأة وفتاة و150 طفلاً من أطفال افتح ياسمسم خضعوا لدورات دعم نفسي ومعلوماتية

تخلل الحفل سبعة عروض:

عرض مسرحي سياسي ” ثوار آخر زمن”.

 

 

عرض راقص “هيا بنا نقفز”.

 

 

عرض صامت “كسر الحصار” جسّد وضع المواطن الحلبي في ظل الحصار.

 

 

عرض أزياء منتوجات قسم “خيطان وألوان”.

 

 

 

 

مسرحية كوميدية بعنوان “مريض مروق حيث بدأ العرض بموسيقا تصويرية كوميدية من برنامج الأطفال الشهير “النمر الوردي ” مسلطاً الضوء على معاناة الأهالي الطبية في مدينة حلب المحاصرة بأسلوب كوميدي.

 

 

عرض راقص”النجاح“.

 

 

مسرحية “جلنار” عرض تناول واقع الأمهات في ظل الحرب الدائرة.

 

 

وقالت الآنسة مروة مسؤولة فسم اللغة الانجليزية لمراسل فوكس حلب في حديثها عن مسرحية جلنار “هذه المسرحية تحكي أشياء عن علاقة الأم بطفلها وفي الواقع لا يوجد أحد لديه حياة يومية حقيقية لأن النظام السوري والقصف الروسي يحول حياتنا إلى جحيم حقيقي لذلك أقول فليحمينا الله وينقذنا”.

من جانبه قال الأستاذ ياسين مسؤول قسم الأطفال إن ” قسم افتح ياسمسم هو جزء من أقسام مركز بلقيس ويضم الأطفال ما دون سن 12 سنة ” وأضاف ياسين ” إننا نقوم بتدريب الأطفال لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، ويكون في نهاية كل دورة حفل لتكريم المتدربين والمتفوقين يتخلله أعمال مسرحية وعروض راقصة وعروض غنائية للأطفال “.

وأكد مسؤول قسم الأطفال إن ” تسمية الحفل اليوم ب ” كسر الحصار ” جاء لأملنا بفك الحصار عن مدينتنا وأن تكون معارك اليوم بداية النهاية لمعاناة الأطفال جراء الحصار المفروض ” وفي حديثه عن الأعمال المسرحية التي قدمت في الحفل قال الأستاذ ياسين ” كان هناك عرض مسرحي ناطق بعنوان ثوار آخر زمن  كنقد سياسي للواقع المعاش، بالإضافة إلى إظهار صورة الحصار وتقديم صورة ناطقة للمواطن، الذي يعاني من استغلال التجار للقمة العيش وحليب الاطفال ومقومات الحياة، من خلال رفع ثمن هذه السلع “.

أما عن مسرحية جلنار فأضاف “المسرحية تقوم على قصة تمثل مئات أو ربما آلاف الأطفال المتواجدين في مدينة حلب، في كل يوم هناك جلنار أو أكثر تموت وفي كل يوم نرى أماً كأم جلنار، تبكي أطفالها على الكاميرات وفي نشرات الأخبار”.

الطفلة فاديا التي قامت بتجسيد دور أم جلنار في العرض المسرحي قالت لمراسل فوكس حلب إننا ” اليوم قمنا في مركز بلقيس بحفلة كبيرة ” وعبرت عنها “كتير حلوة” وعن دورها في المسرحية قالت الطفلة فاديا “دوري في المسرحية أم جلنار وهي مسرحية محزنة تحكي عن أم وابنتها التي تأتي حاملة جلاءها بفرح ثم تذهب لشراء بعض الأكلات من الدكان فيخطفها الموت بقذيفة تسقط على الحي فتبكيها أمها وتحزن عليها “.

وأشارت الطفلة إلى أن المسرحية مستمدة من الواقع الحلبي اليومي ” كتير ناس صاروا عبيموتوا كل يوم من القذائف وغيرا “.

اختتم الحفل بتكريم المستفيدات الأوائل من جميع الأقسام وتقديم بطاقة شكر للجنة تمكين التي أنهت عملها في مركز بلقيس، تقديم بطاقة شكر لكادر المركز الذي عمل بكل جد وإخلاص وتخطى ظروف الحصار والوضع العسكري المضطرب.