فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الأخبار الكاذبة: من روسيا اليوم إلى البي بي سي

الأخبار الكاذبة: من روسيا اليوم إلى البي بي سي

محمود عبدالرحمن.

 

"عندما يتحول الأبيض الى رمادي والرمادي الى أسود، فتش عن الاعلام". تبدو هذه المقولة الشهيرة للإعلامي يسري فوده مطابقة تمام للوضع في سوريا.

فالباب هنا بات مفتوحاً على التأويلات والتحليلات المختلفة والمتناقضة. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه الى استخدام صور ضحايا القصف في أماكن مختلفة، فيستخدمها القاتل ليبرر جريمته أو يدعي أنه الضحية.

التقارير الإعلامية الواردة من سوريا، خصوصاً في أثناء القصف الجوي العنيف على حلب في نيسان/ أبريل الماضي غنية بتلك الأخطاء المقصودة أو غير المقصودة، والحصة الأكبر منها لقناة روسيا اليوم المؤيدة لنظام الأسد.

إلا أن الصدمة كانت في الخطأ الذي ارتكبته قناة BBC البريطانية الناطقة بالعربية حين أوردت في تقريرها عما سمته "مجازر المعارضة" صورا وفيديوهات من مناطق سيطرة المعارضة بحلب تحمل شعار مركز حلب الإعلامي AMC تظهر عناصر من الدفاع المدني يقومون بإخراج مصابين من تحت أنقاض البيوت التي قصفها طيران الأسد على أنها مجازر ارتكبتها المعارضة في مناطق سيطرة النظام.

آثار هذا التقرير موجة احتجاجات غاضبة على القناة طالبتها بالاعتذار وتصحيح خطئها في وقفات نظمها ناشطون إعلاميون في مدينة حلب.

عن تلك الأخطاء صرح شامل الأحمد المنسق الداخلي لمركز حلب الإعلامي لفوكس حلب قائلا "كل الفبركة التي تقوم بها قناة روسيا اليوم كانت متوقعة إلا أننا صدمنا بما فعلته قناة BBC التي تدعي الحيادية والموضوعية في تغطيتها للأخبار".

وعن إمكانية كون هذا الخطأ مقصودا يقول شامل "يسود اعتقاد لدى غالبية الإعلاميين هنا أن مجموعة من الإعلاميين المؤيدين للنظام داخل القناة هم من قاموا بفبركة هذا التقرير ولكن وفي أحسن الأحوال إن اعتبرنا ما حدث مجرد خطأ فعلى القناة أن تقدم اعتذارها عبر بثها التلفزيوني".

وكانت قناة BBC قد قدمت اعتذاراً عما جاء في التقرير عبر صفحتها على فايسبوك وتويتر إلا أن ذلك لم يكن مرضيا للناشطين الإعلاميين في حلب حيث طالبها الناشط الإعلامي "ابوفراس الحلبي" في مداخلة له على القناة نفسها بالاعتذار رسمياً عبر بثها الحي، "فالاعتذار على صفحة القناة لن يجدي نفعا" حسب رأي شامل "ومن شاهد التقرير بعينه وصدقه لن يعنيه مجرد اعتذار على صفحة فايسبوك فتأثير الصورة أشد".

وكانت مذيعة القناة السورية ديما عزالدين قد قدمت استقالتها قبل عودتها المفترضة إلى استديوهات القناة بعد نهاية إجازتها احتجاجا على انحياز القناة لنظام  بشار الأسد.

لم يهدأ الصخب الذي تبع خطأ BBC  ليتبعه خطأ أكبر من قناة روسية حيث قامت بعرض مشاهد تظهر اللحظات الأولى لاستهدف مشفى القدس الواقع في مناطق سيطرة المعارضة من قبل قوات الأسد على أنها من مشفى "ضبيط" بمناطق سيطرة النظام والتي ادعى إعلامه أن المعارضة قامت باستهدافه بصاروخ حمم.

وكانت القناة البريطانية الرابعة هي الوحيدة التي حصلت على هذه التسجيلات من مشفى القدس وبشكل حصري، وبحسب قول المسؤولة الإعلامية في المشفى وعد الخطيب "حرصنا على إعطاء هذه الفيديوهات لجهة واحدة وموثوقة كي لا تستخدم في غير مكانها كما قمنا بوضع إشارة علم الثورة على الفيديو كي لا يستخدم من قبل القنوات الروسية وغيرها لكنهم أساؤوا حتى للتزوير، فرغم أنهم قصوا شعار القناة الرابعة إلا أن علم الثورة كان ظاهرا بينما يدعون أن المشاهد مصورة في مناطق النظام".

وكانت قنوات أخرى أوروبية وأميركية تبنت رواية النظام ودعمتها بصور من مجازر النظام  على انها مجازر ترتكبها المعارضة في مناطق النظام كقناة FOX الأميركية وeurnews ولم يتمكن الناشطون السوريون من تصحيح أخطائها.

وبحسب الناشط الإعلامي عبدالرحمن "استطعنا تكذيب أخبار قناة روسيا اليوم و BBC  إلا أن كثيراً من القنوات الأوروبية والأميركية تمرر مثل هذه التقارير لمتابعيها دون أن تتمكن من تصحيحها لعدم وجود قنوات تواصل مع هذه القنوات".