فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الواقع الصحي في مدينة حلب ” كارثي “

الواقع الصحي في مدينة حلب ” كارثي “

 

مشفى القدس في حي السكري خارج الخدمة بعد قصفه من الطيران الحربي .

 

شهدت مدينة حلب ومنذ بداية الثورة حتى اليوم أكثر المشاهد الدموية قتامة من خلال استهدافها بكل أنواع الاسلحة  بغية تدمير البنى التحتية للمدنية , ولعل المشافي والنقاط الطبية التي تقدم الخدمات الإنسانية والطبية للمدنيين كانت أهم الأهداف التي أقدم نظام الأسد و الطيران الروسي مؤخراً على التركيز بدقة شديدة عليه في غاراتهم الجوية بغية  إخراج معظمها عن الخدمة بشكل كامل او جزئي الأمر الذي زاد معاناة السوريون في المناطق المحررة وزاد العبء على الكادر الطبي القليل الذي ما زال هناك وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” أدانت تدمير مستشفى القدس الذي تدعمه في حي السكري بحلب أمس، جراء غارة جوية قتل فيها ما لا يقل عن ثلاثين شخصا، بينهم أطباء وممرضون , من بينهم طبيب الأطفال الوحيد في المدينة د. محمد وسيم معاز ، وقالت المنظمة إن ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى القدس الذي كانت تدعمه في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمدينة حلب السورية، وإنّ 14 على الأقل من الجرحى والفريق الطبي العامل في المستشفى قتلوا ، وأشارت المنظمة أيضا إلى أن المستشفى كان معروفا واستُهدف بشكل مباشر، مشيرة إلى أن هذا التدمير سيحرم السكان من العناية الطبية الأساسية.

ونشرت الأورينت في حديث نشرته مع الطبيب ابراهيم المحمود مديرِ مستشفى القدس في حي السُكري بمدينة حلب” أن  الوضع يزداد سوء أمام غياب الكوادر الطبية، كما أن الأجهزة الطبية شبه معدومة، وخاصة فيما يخص الأجهزة النوعية والتصوير القوسي التي تستخدم في العمليات المنافس و أجهزة التنفس الاصطناعي.

وأضاف بأن هناك مركزاً واحداً يختص بحالات البتر و الأطراف الصناعية وهو قائم على جهود محلية بالإضافة إلى نقص حاد بالأدوية بالنسبة للأمراض المزمنة متل اللقاحات و السرطان و السل و السكري ” .

 وقد أصدرت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان خارطة تفاعلية بتاريخ 14-5-2014 تظهر أنّ قوات النظام تهاجم بشكل متعمّد المنظومة الطبّية في سوريا، وهي مسؤولة عن 90 % من الهجمات التي استهدفت (124) مشفى في (150) هجوماً وأضافت أنّ هذه الاعتداءات تشكّل جريمة ضد الإنسانية.

حيث تعرضت معظم المشافي في مدينة حلب للاستهداف من قبل قوات النظام دون استثناء وأوضح مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أن ما يقوم به النظام من استهداف للنقاط الطبية والمشافي يعد جريمة حرب ، وكانت  منظمة “أطباء بلا حدود” قد وثقت “94 هجوماً جوياً وقصفاً مدفعياً على 63 مرفقاً طبياً مدعوماً من “أطباء بلا حدود” عام 2015، ما تسبب بدمار كامل لـ12 منها، وادى إلى استشهاد 81 موظفاً في الطواقم الطبية المدعومة من المنظمة.

مشافي مدينة حلب الخارجة عن الخدمة جزئياً أو كلياً

مشفى الدقاق تعرض للقصف بالبراميل المتفجرة ما أدى لخروجه عن الخدمة بشكل جزئي .

مستوصف دار الوفاء في مساكن هنانو تعرض للقصف ما ادى لخروجه عن الخدمة .

مشفى الصاخور تعرض للقصف الجوي أكثر من مرة وتوقف عن العمل ولكنه عاد إلى الخدمة بعد إجراء عمليات الترميم اللازمة .

مشفى عبير صاصيلا تعرض للقصف بالبراميل المتفجرة ما ادى لخروجه عن الخدمة .

مشفى عمر بن عبد العزيز استهدف بالبراميل المتفجرة ولكنه ما زال في الخدمة بعد إجراء عمليات الترميم .

مشفى دار الشفاء استهدف بأكثر من عشرة غارات جوية ما أدى لخروجه عن الخدمة .

مشفى زاهي أزرق (الحميات ) الذي استهدف بالبراميل المتفجرة ما أدى لخروجه عن الخدمة .

المشفى المركزي في مدينة هنانو أدى تعرضه للغارات الجوية لخروجه عن الخدمة .

مشفى ياسين جبان القاطرجي (مساكن البلدية) بسبب استهدافه تم نقله إلى مدينة هنانو واستهدف أيضاً بغارة جوية أدت لخروجه عن الخدمة .

العيادات الشاملة في مدينة هنانو أدى القصف بالبراميل المتفجرة لخروجها عن الخدمة .

مشفى الأطفال ومشفى العيون تم إغلاقها لعدم وجود كوادر طبية وتحولت إلى مقرات ومحكمة شرعية .

مشفى الكندي توقف عن الخدمة بعد اتخاذه كثكنة عسكرية من قبل قوات النظام وخروج عن الخدمة .

بالإضافة إلى استهداف الكثير من النقاط الطبية التي تشكلت بعد الدمار الحاصل في المشافي والتي تقدم الاسعافات الأولية ويغيب عنها معظم الاختصاصات اللازمة بالإضافة إلى أنها تعاني من نقص حاد في الاطباء والتجهيزات الطبية والأدوية ، وفي تقرير نشرته الجزيرة في شباط عام 2016قالت  أن الإحصائية الأكثر مأساوية كشف عنها رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين محمد النعيمي، حيث قال للجزيرة إنه “خلال العامين الماضيين تم استهداف أكثر من 1400نقطة طبية من مشاف رئيسية ومشاف ميدانية في سوريا ونقاط طبية وسيارات إسعاف”.

وأضاف النعيمي أن قصف المواقع الطبية سياسة سورية روسية تحمل “رسالة تهديد بالإبادة بغية ترهيب المدنيين، خاصة أن التركيز على المشافي في المنطقة الشمالية عبر استخدام الموت كرسالة سياسية هدفه تفريغ المنطقة من سكانها كمقدمة لتغيير ديمغرافي فيها، إضافة إلى الضغط على تركيا من خلال زيادة عدد النازحين واللاجئين”.

الأطباء بين مطرقة الاعتقال وسندان الخطف والإعدام

أقدم النظام ومنذ الأيام الأولى للاحتجاجات إلى استهداف الأطباء والنقاط الطبية في حلب المحررة حيث قدم مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في تقريره 2014 احصائية لعدد الأطباء الذين اعتقلوا من قبل قوات النظام في مدينة حلب ” لقد تم توثيق اعتقال ما لا يقل عن (53) طبيب أو ممن يعملون في المجال الطبي في محافظة حلب، وما زالت النسبة الساحقة منهم قيد الاعتقال التعسفي، ومنهم من أصبح في عداد المختفيين قسرياً ” وذكر المركز أسماء بعض الأطباء الذين تم اعتقالهم تعسفياً كالطبيب محمد عرب ومحمود عيسى وياسر درويش ، واستطاع المركز توثيق أكثر من ثمانية من الكوادر الطبية الذين تمّ تعذيبهم حتى الموت في أقبية أجهزة النظام السوري منهم الطبيب صخر حلاق  وشيرزاد الحج رشيد ومحمد نور مكتبي وآخرين .

وساهمت عمليات الخطف والإعدام من قبل بعض الفصائل المسلحة بزيادة الوضع الصحي تردياً ولجوء معظم الأطباء للهجرة خوفاً من عمليات الخطف أسوة بزملاء لهم قضوا تحت التعذيب كالطبيب حسين سليمان 29 عام، والملقب باسم ( أبو ريان ) الذي تم اختطافه من قبل تنظيم الدولة وتم تسليم جثته لحركة أحرار الشام الإسلامية بعد قتله تحت التعذيب وأظهر فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي تعرّضه لتعذيب وحشي وإعدام مباشر بالرصاص بعد عملية التعذيب أدت إلى استشهاده ، و الطبيب محمد أبيض الذي تم خطفه في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل من قبل ثلاثة ملثمين من مكان عمله في سكن الأطباء ، وهو مواليد 1986 ابن مدينة اعزاز في ريف حلب وهو طبيب في مشفى أطباء بلا حدود ، و تم العثور عليه في اليوم التالي 3 أيلول 2013 مقتولا بالقرب من تل رفعت .

وذكرت  مجلة فورين بوليسي الامريكية  في تقرير لها قبل أيام أن ألمانيا تضم 1500 طبيب سوري يعالجون الألمان، وقد هاجروا  من سوريا بعد العام 2011 ووصلوا إلى ألمانيا طلبا للحماية واللجوء الإنساني.

كل هذه الظروف الصحية الرديئة التي تعكس الواقع الصحي في مدينة حلب وريفها بعد أن استهدفت آلة الحرب معظم المنشآت الصحية وغياب الكوادر المؤهلة والنقص الحاد في التجهيزات الطبية والأدوية ، وغياب الآلية لحماية الأطباء والمسعفين من الخطف والاعتقال يهدد مدينة حلب التي تعاني من الهجمات الصاروخية والبراميل والقذائف مخلفة مئات المصابين والجرحى الذين يعانون من موت آخر في ظل الواقع الصحي الذي يعيشونه .

 

مشفى الصاخور اثناء قصفه بالبراميل المتفجرة بتاريخ 28/04/2015