فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

أول صحفية شاعرة كانت من حلب

مصطفى أبو شمس

أول صحفية شاعرة كانت من حلب

ولدت  مريانا فتح الله نصرالله بطرس مراش في مدينة حلب عام 1848 وعاشت في سورية ولبنان وبعض بلدان أوروبا.

التحقت بالمدرسة المارونية في الخامسة من عمرها، ثم أتمت تعليمها الابتدائي في مدرسة مار يوسف بحلب، بعدها انتقلت إلى المدرسة الإنجليزية في بيروت.

وكان بيت أبيها من البيوتات العريقة التي لها مشاركة بحياة الفكر والأدب، وكان لأخويها فرانسيس وعبد الله أثرهما في توجيهها نحو حياة الفكر.

وفي الخامسة عشرة من عمرها أخذ والدها  يعلمها الصرف والنحو والعروض، ثم تتلمذت على يد أخويها اللذين أشربا قلبها حب الأدب، تلقت دروسًا في الموسيقى وأتقنت العزف على القانون والبيانو.

كانت من النساء الرائدات في الصحافة، نشرت مقالات عدة في مجلة الجنان وجريدة لسان الحال، اشتهرت بجمال صوتها وشغفها بالموسيقى، كان شقيقاها فرنسيس وعبد الله مراش من أركان النهضة الأدبية التي حدثت في سوريا الشمالية، وقد سارت على غرار أخويها.

يعتبر الأثر الأكبر لمراش هو صالونها الأدبي، الذي افتتحته عقب رحلاتها إلى أوروبا ومشاهدتها للكثير من الصالونات الأدبية المقامة هناك. تشجّعت مريانا لإقامة هذا الصالون الذي أرسى دعائم الأدب الحديث في الشرق العربي، وجمع في رحابه كبار الأدباء في مدينة حلب آنذاك مثل قسطاكي الحمصي، وجبرائيل الدلاّل، وكامل الغزّي وغيرهم ، ففي بيت مريانا مراش كان يجتمع أدباء تلك الفترة، وربما كان بيتها أول صالون أدبي عرف في الشرق العربي، فكانت تعقد الاجتماعات وتطول السهرات وتكثر النقاشات.

وكانت مريانا مراش أول أديبة عربية فتحت بيتها لاستقبال الأدباء، مع أن العصر الذي عاشت في ظلاله كان عصر تزمت وتقاليد، كما أنها أول أديبة سورية كتبت في الصحف كما روى الفيكونت دي طرازي صاحب كتاب “تاريخ الصحافة العربية” ففي العام 1870 نشرت عدة مقالات في مجلة “الجنان” وفي جريدة “لسان الحال” وفي غيرهما من صحف ومجلات بيروت .

قال عنها الشاعر والمفكر قسطاكي الحمصي بأنها “إنها سليلة بيت العلم , وشعلة الذكاء والفهم، فصيحة الخطاب، ألمعية الجواب، تسبي ذوي النهى بألطافها، ويكاد يعصر الظرف من أعطافها، تحن إلى الألحان والطرب، حنينها إلى الفضل والأدب، وكانت رخيمة الصوت، عليمة بالأنغام، تضرب على القانون فتنطقه إنطاقها الأقلام”.

وصفها سامي الكيالي: «عاشت مريانا حياتها في جو من النعم والألم، عاشت مع الأدباء والشعراء ورجال الفن وقرأت ما كتبه الأدباء الفرنسيين وأدباء العرب فتكونت لديها ثقافة تجمع بين القديم والحديث».

جمعت مريانا أغلب قصائدها في ديوان شعر أسمته “بنت فكر” , وفي الفترة الأخيرة من حياتها عانت من مرض العصاب الذي قضي على حياتها في نهاية الحرب العالمية الأولى عن عمر يناهز 71 عاماُ وذلك في عام 1919.