فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

يا شواطئ العالم خذينا

يا شواطئ العالم خذينا

 

 

كم كانت صورة الطفل السوري “أيلان” مُعبرة، فهي تُشبهنا في أصلها. جميعنا تحت رحمة المد والجزر، ومصائرنا إن لم تكن في مخيم لجوء أو على ناصية طريق، فهي الغرق أو الاحتراق بنيران البراميل أو الاختناق بدخان القذائف، أو الموت في أقبية التعذيب المخابراتية، أو تحت سيوف “داعش”.

وكأن الله يُذكرنا، نحن السوريين، في كل محطة بحقيقة هذا العالم المتوحّش في لا إنسانيته، رغم أن دورنا هذه المرة طال، حتى صرنا نتذوق مرارة اللاإنسانية في كل مكان: الجوع في بلغاريا والركل في المجر والغرق في بحر اليونان. إذا نجونا من البراميل وبدأنا بالركض تستقبلنا هراوات حراس الحدود المجرية والبلغارية والصربية. حتى الصرب استفاقوا وعادوا إلى وحشية قديمة بعد سُبات عميق. تخيلوا أن صحافية مجرية لم تعطنا شرف الركل بتركيز. لم تُفارق عينها عدسة الكاميرا.  الكاميرا أغلى عندها من أكوام البشر المتدحرجة أمامها. ركلت هذه الصحافية طفلة بائسة، نعم طفلة. تعيش الكاميرا، تسقط الانسانية! 

لم نعد نحتاج إلى الكثير لنعي بأن العالم لا يكترث بنا. حتى الأخبار عندهم ضاقت بمآسينا. لا نستحق زاوية هنا ولا هناك. حتى الزاوية، أيها السوريون، لا مكان لكم ولمآسيكم فيها. بما ذكرتكم ركلة الصحافة المجرية على صدر تلك الفتاة، وعلى ساق الأب السوري المُثقل بوزن ابنه؟ ألم تصادفونها قبلاً في أقدام مخابرات سوريا؟ ألم تركلكم أقدام مثلها بكاميرات ومن دونها؟ صرنا خبراء بانعدام الانسانية عبر المحيطات. 

سجّل أيها العالم. أنا السوري أشهد أن الغرق في بحارك أرحم من البشر. هنيئاً لك يا ايلان.   

 

أسرة التحرير