فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

منال…

منال…

تجلس منال بعينين خائفتين على رصيف تراقب كيف انقلبت حالها في ليلة واحدة رأساً على عقب، لتصبح سيدةً مع طفل رضيع بلا زوج ولا أوراق ثبوتية ولا مال..

خرجت منال مع أهلها من حي باب النيرب في حلب طفلة في الصف الثامن الإعدادي بعد أن تعرض الحي لقصف بالبراميل المتفجرة , وتوجهوا لمحافظة اللاذقية رغبة منهم في إيجاد مكان آمن للعيش بعيداً عن خطر الموت والتشرد .

 في مخيم المدينة الرياضية في اللاذقية تزوجت منال بعد خمسة أشهر من وجودها مع أهلها , ولظروف النزوح الصعبة لم يسجّل زواجها في المحكمة أو يثبت بأوراق رسمية , حالها كحال كثيرات من السوريات اللواتي اضطررن للنزوح من بيوتهن نتيجة القصف والدمار بلا أوراق ثبوتية أو هويات شخصية .
عاشت منال مع زوجها ما يقارب العام ونصف وأنجبت منه طفلا قبل أن يتوفّى في حادث سير وهو ذاهب لعمله خارج مخيم النزوح .

لم تستطع منال الحصول على تعويض وفاة زوجها , لأن زواجها ليس مثبتاً بأوراق شرعية , ولا يوجد اي صلة رسمية تربطها بطفلها ، لم تستطع أيضاً الحصول على عمل لصغر سنّها، ولا مساعدات من هيئات وجمعيات إغاثية لتعيل ابنها ونفسها ,
لا تستطيع منال اليوم العودة لباب النيرب في حلب المحررة لتحصل على أوراقها الثبوتية وأوراق زواجها وشهادة ميلاد طفلها , فالمدينة تتعرض بشكل دائم للقصف والحصار وانقطاع وسائل التواصل والاتصال , إضافة على ذلك صعوبة خروجها من مخيم المدينة الرياضية نتيجة القبضة الأمنية الشديدة التي تفرض على النازحين المقيمين داخل محافظة اللاذقية .
وفقاً لإحصائيات الهلال الأحمر العامل في مخيمات النزوح أكثر من 85% من حالات الزواج والطلاق والولادة التي حصلت على مدار الأربع أعوام السابقة , لم تسجل ولا اعتراف رسمي بها ومعظم الموجودين في المخيمات يفضلون عدم دخول المؤسسات التابعة للنظام خوفاً من المسائلة وانتهاكات الأفرع الأمنية لهم .

منال لا زالت تجلس على الرصيف بنفس العينين الخائفتين تبحث عن وسيلة تؤكد فيها أن الطفل في حضنها ولدها , وتراقب امرأة تجر عربةً لطفل صغير وتسأل نفسها لماذا أنا؟؟؟؟

ناي .