فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

”بعدنا طيبين” لعروة المقداد

”بعدنا طيبين” لعروة المقداد

ما هو الدافع والرسالة التي أردت ايصالها من خلال الفيلم؟

مضى قرابة السنتين على زيارتي الأولى لمدينة حلب. كانت معركة الفرقان بدأت حينها، وحُرّرَ جزءٌ كبير من المدينة. وفي سوق الشّعار المتاخم لجبهة كرم الجبل، وَضَعت كاميرتي للمرة الأولى في منطقة لا تخضع لسيطرة النظام دون أن أتعرض للمسائلة من أي جهة. كان السوق ينبض بالحياة رغم استهدافه المكثف من الطائرات والمدفعية، والدماء الكثيرة التي تنزف كل يوم لم تمنع الناس من مواصلة حياتهم، ثمّة رغبة عميقة في الحياة المحاطة بعريشة الموت. إنها المناطق المحررة، الحياة والثورة، تستمران بالرغم من قتامة المشهد وتعقيداته". وذلك ما دفعني لإنجاز فيلم قصير عن السوق تحت عنوانبعدنا طيبينوكان الفيلم محاولة لنقل صورة مغايرة عمّا تنقله وسائل الإعلام، التي كانت تنقل الموت والمآساة فقط دون ان تنقل صمود الناس ومعنوياتهم العالية. الصورة في "بعدنا طيبين" هي الشخصية الأساسية والحكاية، حيث تنتقل الكاميرا بين وجوه البائعين المفترشين أرصفة حي الشعار، تحمل ثرثراتهم، لتكون ابتساماتهم الخيط الذي يفصلك عن مشاهد الخراب و آثار القصف. الناس البسطاء، الباعة، الأطفال يطردون شبح الموت بابتسامات حميمة ونكات ساخرة كتعويذة تحمي أحلامهم الصغيرة بحياة كريمة وحرة كما يشتهون.

حاولت أن أظهر للعالم، ما تم اخفائه وتجاهله بسبب تراكم العنف والدمار والقتل، ذلك الصمود تجاه الموت. هو الإنسان بحد ذاته عارياً من المسميات والشكل الإعلامي الذي دثروه به ."بعدنا طيبين" هو إضاءه بسيطة على ما تم نسيانه، عن "اعتيادية" الحياة وسط الدمار، عن قدرة الانسان على الاستمرارية، عن الباعة المتجولين، عن الحياة التي تولد وتستمر وتقاوم . وفي زيارتي الاخيرة لحلب كان حجم الدمار هائلاً , والمدينة تكاد تكون مدينة اشباح في جزئها الممتدد من طريق الباب حتى كرم الجبل، إلا أن سوق الشعار بقي نابضاً بالحياة رغم كل التغيّرات التي عصفت بالمدينة والأهوال التي شهدتتها.

هل الجزء الثاني هو استكمال للجزء الأول؟

استكمال من حيث الدلالة، دعني اقول أنه وثيقة عن تغيير المكان، وهناك فارق زمني بين الجزئين سنتين تقريباً، فالجزء الاول عند تحرير حلب والثاني عند حصار حلب.

ما هو الفارق بين الجزئين؟

الدمار . الدمار الذي يستهدف الانسان بالدرجة الاولى، القصف المركز لدوار الحلوانية وهدفه اخلاء المنطقة من سكانها، ولكن الذي لم يتغير هو الناس وصمودها، وهذا ما دفعني للعمل على الجزء الثاني.