آمنة الخليف، المعروفة بين الجميع بـ”أم محمود”، هي الجدة الكبيرة لعائلة نزحت من ريف حماة بحثًا عن الأمان. في رحلتهم الطويلة، نزحوا ثماني مرات متنقلين من منطقة إلى أخرى، إلى أن استقر بهم الحال أخيرًا بين آثار وقبور قرية سرجبلة بالقرب من مدينة الدانا شمالي إدلب.
تعيش آمنة في مخيم “الفاروق -سرجبلة” ضمن مجموعة من 12 عائلة، نحو 100 شخص. ورغم الظروف القاسية، تواصل آمنة دورها الحيوي في إعداد الطعام للجميع من داخل خيمتها الصغيرة. إلى جانبها، تساعدها جارتها منفية الصالح في إشعال النار، بينما تتحدثان وتتأملان الآثار والقبور المحيطة بهما.
تقول آمنة وجارتها: “الموتى لا يخيفوننا، بل نخاف من الأحياء“. فقد وجدت العائلات في هذه الأرض ملاذًا آمنًا، حيث يُسمح لهم بالعيش مجانًا، وهو أمر نادر مقارنة بمناطق النزوح الأخرى، إذ كانوا يضطرون سنوياً لدفع إيجار للأرض التي تقيم عليها خيامهم.
ويعود تاريخ “سرجبلة” إلى الفترة الرومانية والبيزنطية، وتقع شمال غربي مدينة “الدانا” وتبعد عنها نحو خمسة كيلومترات، واسمها مشتق من السريانية وتعني “أمير الكلأ” هذه التسمية تشير إلى أنها كانت أرضاً خصبة ومقصداً للكثيرين للعيش فيها أو بالقرب منها.