بدأت قبل أيام امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في مختلف فروعها ضمن مديريات التربية التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب وريفها إضافة لريف حلب الغربي.
وشهدت الأيام الأولى من الامتحانات التي بدأت في 25 حزيران الحالي ردود فعل متباينة حول: آلية الامتحانات وطبيعة الأسئلة و قرب وبعد المراكز الامتحانية والخدمات التي رافقت العملية الامتحانية.
يقول أحمد الحسن، مدير التربية والتعليم في إدلب لفوكس حلب، إن العملية الامتحانية مرحلة مهمة في حياة الطالب وسير عمل المديرية بصورة عامة و تلخيصاً لجهد عام كامل، وبأن المديرية توليها اهتماماً تاماً من تجهيز المراكز بكل ما يلزم من قرطاسية ومراوح للتبريد وكهرباء وستائر للنوافذ، كما يتم تعيين لجان مراقبة وإدارة، إضافة لتشكيل لجان التصحيح والتدقيق، بهدف “إخراج العملية الامتحانية بأفضل صورها” واختصاراً للوقت والجهد معاً.
راعت مديريات التربية، بحسب الحسن، فرز الطلاب إلى مراكزهم بحسب عنوان السكن الذي يرفقه الطالب ضمن أوراق التسجيل كشرط أساسي لإتمام عملية تسجيل الطالب وحصوله على البطاقة التي تؤهله لخوض الامتحانات.
أبدى معظم من التقيناهم من طلاب رضاهم عن مكان المراكز الامتحانية التي فرزوا إليها، فالمسافات التي تفصلها عن أماكن سكنهم ليست بالبعيدة، كما لعبت وسائل النقل دوراً في تسهيل عملية الوصول إلى المكان ضمن وقت مقبول، على حد قولهم.
جمعت مديريات التربية للمرة الأولى الطلبة الأحرار و النظاميون في مراكز امتحانية مختلطة، يقول الحسن “لا فرق هذا العام بين طلاب أحرار أو نظاميين، فالمركز يضم الفئتين معاً، خلافاً لما كان معمولاً به في الأعوام السابقة”.
بلغ عدد المراكز الامتحانية لهذا العام 307 مركزاً، لمرحلتي التعليم الثانوي والأساسي، توزعت على مختلف مدن وبلدات محافظة إدلب وريف حلب الغربي، بحسب مدير التربية والتعليم في المحافظة والذي قال إن الشرط الرئيس في اختيار المدارس التي اعتمدت كمركز امتحاني هو “عدد الطلاب القاطنين في المنطقة التي يقع فيها المركز، إضافة إلى أعداد طلاب القرى القريبة منها، والذي يجب ألا يقل عن 100 طالب أو طالبة في المركز الواحد”.
ويضيف الحسن “تستقبل هذه المراكز طلاب وطالبات الشهادة الثانوية بفروعها كافة، إذ يبلغ عددهم الإجمالي 24084 طالباً وطالبة، موزعين على: 15550 طالباً وطالبة للفرع العلمي، و 8007 للفرع الأدبي، و 260 للثانوية الشرعية، و267 بالنسبة للفرع المهني والفني. بينما بلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات شهادة التعليم الأساسي العام 30094 و 935 طالباً وطالبة في التعليم الشرعي”.
أما بخصوص الأسئلة الامتحانية فتعتمد على قدر من السرية، بحسب الحسن، الذي قال إن الوزارة اعتمدت نموذجي أسئلة (أ و ب) لكل مادة امتحانية، ولا يتم استبدال النموذج المقرر إلا في الحالات القصوى، مثل تسريب الأسئلة وغيرها، والتي تقررها غرفة العمليات المركزية الموكل إليها مراقبة سير العملية الامتحانية، ضمن المحافظة، والتواصل مع الغرف الفرعية الموجودة ضمن المجمعات التربوية في المناطق.
وتراعي الأسئلة الامتحانية الموضوعة، بحسب الحسن، الفروق الفردية للطلاب وتأتي مناسبة للوقت الممنوح لكل مادة، وبان اختيارها يتم عبر لجان مختصة تعين لهذا الغرض. لكن رأي طلاب تحدثنا معهم كان مغايراً، إذ عبّر علاء الصالح، طالب في الثانوية العملية في مدينة سرمدا، عن استيائه من طول أسئلة الفيزياء في اليوم الامتحاني الأول والتي لم تكن متناسبة مع الوقت الممنوح لحلها.
يتفق صالح وطلاب آخرين تحدثنا معهم بعد خروجهم من الامتحان على طول الأسئلة، كذلك يقول مدرس الفيزياء محمد الإبراهيم إن “قراءة الأسئلة تطلب مني نصف ساعة تقريباً، فكم من الوقت سيحتاج الطالب لقراءتها وحلّها؟”.
بعيداً عن مسألة طول الأسئلة قال المدرس الإبراهيم إن الأسئلة كانت مناسبة من جهة التنوع والصعوبة، كذلك تحدّث مدرسون وطلاب في الفرع الأدبي و امتحان التعليم الأساسي عن تنوع الأسئلة وتدرجها من حيث الصعوبة، لكنهم اتفقوا على عدم التناسب بين طول الأسئلة والمدة الزمنية للامتحان.
وسارت عملية المراقبة للامتحانات بشكل سلس، يقول من تحدثنا معهم إن المراقبين راعوا حالة الخوف والتوتر للطلبة، وإن التجهيزات الامتحانية في المراكز كانت جيدة، وكان معلمو الحلقة الأولى قد كلفوا من قبل مديرية التربية بالمراقبة، في حين كلف مدرسو الحلقة الثانية والثانوي بمهمة التصحيح والتدقيق، بحسب مدير التربية والتعليم.