فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الثوم .. يخيب آمال زارعيه

طوابير طويلة لشاحنات تحمل محصول الثوم لبيعه في أسواق هال مختلف المحافظات السورية، بعد أن تسببت وفرة الإنتاج ومنع التصدير وغياب التخطيط للدورة الزراعية، هذا العام، بكساده وهبوط سعره إلى أسعار قياسية تقل عن تكلفة زراعته ما أدى إلى خسارة كبيرة لزارعيه.

طوابير طويلة لشاحنات تحمل محصول الثوم لبيعه في أسواق هال مختلف المحافظات السورية، بعد أن تسببت وفرة الإنتاج ومنع التصدير وغياب التخطيط للدورة الزراعية، هذا العام، بكساده وهبوط سعره إلى أسعار قياسية تقل عن تكلفة زراعته ما أدى إلى خسارة كبيرة لزارعيه.

وتذيل الثوم قائمة الأسعار في أسواق الهال أو في محلات وبسطات الخضار، ويقل سعر الكيلو غرام الواحد منه عن سعر كيلو الخس أو باقة البقدونس أو حبة واحدة من البندورة، وهو ما لم تعهده الأسواق السورية.

تقول نوال المحمود، سيدة في إدلب، إن البائعين الجوالين يبيعون (ست كيلو غرام من الثوم بعشر ليرات تركية)، بينما انخفض  سعره إلى ليرة تركية واحدة في أسواق الهال في إدلب وأريافها وأرياف حلب.
وتضيف المحمود، إن معظم السكان قاموا بتموين الثوم الذي غاب عن رفوف مؤنهم خلال السنوات السابقة، بعد ارتفاع أسعاره، خاصة في العام ٢٠١٩، إذ تصدر قائمة الأسعار آنذاك، ووصل لنحو دولارين (ما يعادل ٣٠ ليرة تركية)، وفي العام الماضي وصل سعره إلى نحو (خمس ليرات تركية في موسمه).

ووثق سكان مقاطع فيديو من سوق الهال، لعشرات سيارات ثوم في أسواق الهال بانتظار من يشتريها، وتجار الكومسيون يدللون عليها (كيلو الثوم بليرة) بطريقة أشبه بالمناقصة بدل أن يكون البيع بالمزاد.

أسباب الكساد

وفرة الإنتاج هذا العام وضعف سوق التصريف المحلي، أهم أسباب كساد محصول الثوم وانخفاض سعره وخسارة مزارعيه، يقول سامر يسوف، صاحب صيدلية زراعية، ورئيس الجمعية الفلاحية في بلدة زردنا سابقاً وأحد من المتضررين من زراعة المحصول في العام الحالي.

ويضيف الوسوف أن مساحة الحقول المزروعة بالثوم أكبر بأضعاف من احتياج السوق والمنطقة التي لم ينقطع عنها الثوم المستورد (المصري، والصيني) المتوفر على مدار العام، ما جعل كثير من السكان يتخلى عن تموينه والاكتفاء بشراء ما يحتاجونه.

توقف تصدير الثوم إلى الدول المجاورة، سبب آخر من أسباب كساده، سواء في إدلب أو في مناطق النظام التي يعيش مزارعو الثوم فيها حالة مشابهة، بعد بيعه بأسعار لا تزيد عن ٣٠٠ ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، إثر قرار منع تصدير البصل والثوم، والذي تراجعت عنه رئاسة مجلس الوزراء منذ أيام، بناء على توصية اللجنة الاقتصادية والتي سمحت بتصدير الثوم والبصل ولكن بكميات قليلة، إذ سمحت بتصدير ٥٦٠٠ طناً فقط.

ومع تقطع الطرق وإغلاق المعابر في إدلب يصبح التصدير خياراً غير متاح ما شكّل خسارة للفلاحين نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر من جهة، وغلاء أسعار الخضراوات الأساسية التي يعتمد عليها السكان من جهة ثانية، إذ وصل سجل سعر كيلو البندورة اليوم نحو ١٥ ليرة تركية، والفاصولياء ٣٠ ليرة، والكوسا والباذنجان نحو ٥ ليرات تركية..

تقول المحمود، في البداية علينا أن نشتري الخضار الأساسية قبل أن نضع عليها الثوم، الثوم وحده لا يشكل مادة غذائية رغم أهميته، ولكن احتياج العائلة منه لا يتجاوز كيلو غرامات قليلة.