أنهت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، وتعرف عن نفسها، بـ “مؤسسة إنسانية غير ربحية تأسست مطلع عام 2013″، بناء المرحلة الأولى من ” التجمع السكني الثالث” في جرابلس بريف حلب مطلع نيسان الجاري، وتضم المرحلة الأولى مئتان وستين وحدة سكنية من أصل ثمانمائة وحدة يضمها التجمع، بينما يتم العمل على استكمال المرحلة الثانية من التجمع والتي تضم أكثر من خمسمئة وحدة سكنية لتكون متاحة للسكن في أقرب وقت بهدف التخفيف من معاناة سكان المخيمات.
سيتم افتتاح الجزء المُنجز يوم الجمعة في التاسع من نيسان الجاري، بحضور فعاليات مدنية وثورية، بغية الاطلاع على مدى جاهزية التجمع السكني والخدمات المتوفرة فيه، وسيكون القسم الأول متاحاً لإقامة النازحين بعد انتهاء شهر رمضان.
وقال عبد الرحمن الشردوب “مدير الجمعية والمشرف على التجمع”: “إن المشروع السكني الثالث يضم قسمين: الأول تم إنجازه، وهو بناء طابقي يضم منازل بمساحاتٍ مختلفة، بعضها تتألف من غرفتين ومطبخ وحمام، أو ثلاث غرف ومطبخ وحمام، أما القسم الثاني من المشروع ويعرف بـ التجمع السكني الاقتصادي، ويضم منازل أرضية فقط، تتكون من غرفتين مع فسحة سماوية”.
وأضاف: “تم إنشاء القسمين بجانب بعضهما البعض، ليستفيد قاطنوا السكن الاقتصادي من الخدمات الموجودة في التجمع الطابقي الذي يضم مدرسة، مسجداً، مستوصفاً، حدائق عامة، سوقاً تجارياً، ومبنى إداري لتقديم الخدمات العامة للنازحين، والتي تشمل خدمات النظافة العامة والصرف الصحي للتجمع ومرافقه، وتوفير المياه والحراسة للمرافق العامة”.
اختيار المستفيدين
يقول محمد كرنيبو “مسؤول الإعلام الاجتماعي في الجمعية”: “يتم اختيار المستفيدين عبر تقييم حالاتهم وفق عدة معايير، “عدد أفراد العائلة، نسبة الاتكالية، الحالة الاجتماعية، الوضع المادي، المستوى الثقافي، مكان الإقامة الحالية، ويتم إعطاء درجات محددة لكل عائلة للوصول إلى الحالات الأكثر استحقاقاً”.
تنسق الجمعية مع المجالس المحلية والهيئات الفاعلة في منطقة المشروع للوصول إلى المستفيدين، إضافةً لاعتمادها على ترشيحات فروع الجمعية في باقي مناطق المعارضة، من خلال قواعد البيانات الموجودة لديهم للفئات المستهدفة الأكثر احتياجاً والمناسبة للسكن حسب المعايير المعلنة، وبناءً على التقييم وبعد تعبئة استمارة التسجيل، يتم اختيار المستفيدين وفقاً لدرجات الاستحقاق التي حصلوا عليها.
وأضاف كرنيبو لفوكس حلب أنه “سيتم تقسيم المستفيدين لعدة فئات، بحيث يتم انتقاء عوائل فقدت المعيل، وأخرى فقيرة جداً، ومتوسطة الحال، ومثقفة، أو يكون معيلها طبيباً، أو مزارعاً، أو نجاراً أو من مهنٍ أخرى، بحيث يكون التجمع نسيجاً متكاملاً يضم كل مكونات المجتمع السوري”.
يسعى مشرفو المشروع لتأمين مصدر دخل للمقيمين ضمن التجمع عبر منحهم الأولوية في الحصول على فرصة عمل ضمن القطاعات الخدمية في التجمع، كالمدرسة والمستوصف والسوق التجاري والنظافة والمجال الإداري.
يقول أبو إحسان الناصر “أحد قاطني مخيم زوغرة بريف حلب”، إن مشاريع التجمع السكني تعتبر الحل الأفضل لتخفيف مأساة النازحين ريثما يعودوا إلى ديارهم، فهي تمنحهم نوعاً من الاستقرار والأمان، فالإقامة ضمن منزل اسمنتي باتت حلماً لسكان الخيام، وهي كفيلة بتخليصهم من مصاعب انجراف الخيام في الشتاء وتحمل الحر الشديد في الصيف، فضلاً عن غياب الأمان ضمن المخيمات وافتقارها للخدمات”.
3500 وحدة سكنية في 2021
تتوقع الجمعية أن يبلغ عدد الوحدات السكنية التي ستنتهي بحلول 2021 ثلاثة آلاف وخمسمائة وحدة، وقد انطلقت فكرة التجمعات السكنية بداية عام 2014، كاستجابةٍ من الجمعية للنزوح الكبير باتجاه المناطق الأكثر أمناً في شمال غرب سوريا، حيث بحثت الجمعية عن حلولٍ ذات ديمومة بعيداً عن الخيم، فبدأت بوحداتٍ سكنية انتقالية، لتتطور الفكرة إلى إنشاء تجمعات سكنية متكاملة كان أولها إنشاء مئة وحدة سكنية عام 2015 في قرية حمد العمار، ثم إقامة تجمع عطاء السكني الأول في بلدة أطمة عام 2016 والذي يضم خمسمائة وعشرين وحدة سكنية.
وفي عام 2017 تم تجهيز تجمع عطاء السكني الثاني في بلدة أطمة عبر إنشاء سبعمائة وثمان وأربعين وحدة، ثم بدأت الجمعية في منتصف 2019 العمل على إنشاء التجمع السكني الثالث في جرابلس 2021.
وتعكف الجمعية على إنشاء عدة تجمعات سكنية في الشمال السوري خلال عام 2021، ضمن ما أطلق عليه ” التجمع السكني الرابع” أول كتلة في جرابلس وتضم مئتين واثنتين وثمانين وحدة، وتجمع سكني في إعزاز ويضم أربعمائة وحدة، وتجمع في الباب يضم مئتين وخمسين وحدة وتجمع رأس العين ويضم مئتي وحدة وتجمع أطمة مئتي وحدة، بحيث يصل عدد الوحدات السكنية التي سيتم بناؤها مع نهاية هذا العام إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة وحدة.
وقال المسؤول الإعلامي في جمعية عطاء، إن الجمعية تركز على المجمعات السكنية كونها أكثر ديمومة وأقل تكلفة على المدى الطويل، حيث تحتاج الخيمة إلى استبدالٍ كل فترة، ومجموع ما يتم إنفاقه على الخيام يفوق كلفة الوحدة السكنية التي تبقى مستمرةً لفترة تتجاوز العقد من الزمن على أقل تقدير، إضافةً إلى أهمية ما تقدمه المجمعات السكنية من أمان واستقرار للمقيمين بها.