أدى ارتفاع أسعار المحروقات بشكل متكرر لاعتماد عشرات المزارعين على الطاقة الشمسية لاستخراج المياه من الآبار عبر إنشاء مشاريع خاصة بهم أو عبر استئجار الألواح من أحد التجار بشكل موسمي، ما شكل مصدر رزق للعاملين بـ تأجير ألواح الطاقة وخفف على المزارع مصاريف الري.
بدأ أبو دياب “مرازع من بلدة العويرة بريف سلقين” بـ تأجير ألواح الطاقة الشمسية التي يملكها هذا العام، يقول “إن إحدى المنظمات قامت بتسليمهم مجموعات طاقة شمسية لاستجرار المياه من نهر العاصي، ولم يعد بحاجتها بعد بيعه لأرضه ما دفعه لتأجيرها بهدف تحصيل مردود مادي”.
نجاح تجربة أبو دياب دفعته لتطوير مشروعه وشراء مجموعات جديدة بهدف تأجيرها للراغبين بسقاية أراضيهم من المزارعين.
تتم العملية بين المالك والمستأجر، وتقضي بحصول صاحب الألواح على نسبة من الموسم أو الاتفاق على مبلغ مالي يتراوح بين مئة ومئة وخمسين ليرة تركية للشهر الواحد على مدار العام، وذلك تبعاً لعمق البئر وعدد الألواح والبطاريات التي يتم تأجيرها، كما يتضمن الاتفاق شرطاً ينص على تعويض المستأجر للمالك في حال تعرض إحدى المعدات للعطب.
اتفق مصطفى “مزارع” مع صاحب ألواح الطاقة على الدخول بعقد شراكة، بحيث يحصل مصطفى على ألواح الطاقة ومستلزماتها التي يستطيع من خلالها الحصول على مياه مستمرة يروي من خلالها موسمه الصيفي إضافة لوصول الكهرباء بشكل دائم إلى منزله، مقابل حصول صاحب الألواح على نسبة 20%من أرباح الموسم.
يقول مصطفى “إن هذه الصفقة جيدة، فقد كان ينفق نحو 35% من أرباحه على تكاليف سقاية الموسم، بينما وفرت عليه هذه العملية نحو 15% من موسمه”.
في الوقت نفسه استفاد أصحاب المسابح من هذه المشاريع، بهدف تشغيل مسابحهم وتأجيرها بأسعار أقل نتيجة اعتمادهم على الطاقة الشمسية.
استأجر عمار قزحل “صاحب مسبح” مجموعة ألواح طاقة شمسية مقابل دفع ألف ومئتي ليرة تركية في العام، ما شجعه على العودة لعمله واستثمار مسبحه من جديد.
يقول عمار: “بعد ارتفاع أسعار المحروقات قررت التوقف عن استثمار المسبح لأن الكلفة التشغيلية باتت كبيرة، وبالتالي يجب فرض أجور على الزبائن لا تتناسب مع دخلهم ما يعني توقف العمل، لكن بعد شيوع ظاهرة تأجير ألواح الطاقة وجدت في هذه الطريقة حلاً مناسباً لإعادة تشغيل المسبح، وبأجور تنافس المسابح الأخرى إذ وفر هذا المشروع المياه والكهرباء على مدار اليوم، ناهيك عن أجور صيانة المولدة التي تتعرض لأعطال مستمرة نتيجة طول فترات التشغيل”.
تختلف كلفة تأجير ألواح الطاقة الشمسية المستخدمة تبعاً لعدد الألواح ومستلزماتها مثل البطاريات ورافع الجهد، إلا أن أغلب المستثمرين يعتمدون على الألواح بشكل مباشر دون الحاجة للبطاريات لتوفير الكلفة، لكن استعمال الكهرباء يقتصر في هذه الحالة على ساعات النهار، وتتراوح كلفة المشروع بين ألف إلى ألفين ومئتي دولار.
يقول محمد البيوش ” تاجر معدات الطاقة الشمسية”: “تختلف أسعار الألواح تبعاً لنوعيتها وجودتها، وتتراوح أسعار الألواح المستخدمة في ذلك المشروع واستطاعتها 240 واط، بين ثلاثين إلى خمسة وستين دولار للوح الواحد كما تتوفر عدة أصناف من المدخرات ولكل مدخرة سعر حسب جودتها، تتراوح أسعارها بين تسعين إلى مئة وخمسة وستين دولاراً، كما تتراوح أسعار روافع الجهد بين مئة وخمسة وستين إلى مئتين وأربعين دولاراً تبعا لاستطاعتها، كذلك الأمر بالنسبة لقاعدة التثبيت ودارة التحكم حيث يبلغ سعرها نحو مئة وخمسين دولاراً.
تحدث من التقيناهم من المزارعين عن إيجابيات هذا المشروع لكنهم يخشون من تعرض تلك الألواح للكسر أو السرقة ما سيرتب على المزارع دفع مبالغ كبيرة كتعويض لصاحب الألواح، الأمر الذي يدفع بعضهم لرفض الفكرة والاعتماد على المولدات في استخراج المياه وسقاية المزروعات.
.