فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

توقف الفرن الوحيد في مخيم الركبان عن العمل -فوكس جلب

سكان مخيم الركبان دون طحين.. والفرن الوحيد أغلق أبوابه

فريق التحرير

تضيق خيارات أم محمد أثناء تفكيرها بالوجبة التي يجب أن تحضرها اليوم لعائلتها، فقلة المواد الغذائية المتوافرة في مطبخها وفقدان الخبز في مخيم الركبان يجبرانها على الاعتماد على الأرز أو […]

تضيق خيارات أم محمد أثناء تفكيرها بالوجبة التي يجب أن تحضرها اليوم لعائلتها، فقلة المواد الغذائية المتوافرة في مطبخها وفقدان الخبز في مخيم الركبان يجبرانها على الاعتماد على الأرز أو البرغل بشكل رئيسي.
تقول إنها كباقي سكان المخيم يبحثون عن الأطعمة التي يمكن أن يستغنوا فيها عن الخبز الذي باتت تعده بيدها معتمدة على بقايا الطحين المتوفرة في منزلها، وتتوقع أن تنتهي مدخراتها من الطحين خلال أسبوع.
توقف فرن مخيم الركبان “على الحدود السورية الأردنية” عن إنتاج الخبز منذ نحو أسبوع نتيجة فقدان مادة الطحين، ما شكل أزمة جديدة لما يزيد عن سبعة آلاف نسمة يعيشون في المخيم ضمن حصار فرض عليهم من قبل قوات الأسد.

توقف الفرن الوحيد في مخيم الركبان عن العمل -فوكس جلب
توقف الفرن الوحيد في مخيم الركبان عن العمل -فوكس حلب

يحتاج الفرن لطن طحين واحد يومياً ليلبي حاجة سكان المخيم، ويقول أبو بلال الحمصي صاحب الفرن إنه يعاني منذ بداية العام في تأمين مادة الطحين، وكان يملك في مخبزه نحو مئتي كيس طحين كمخزون احتياطي اضطر لاستهلاكها خلال الفترة الماضية.
ارتفع سعر كيس الطحين بوزن خمسين كيلو غرام من ثمانية وثلاثين ألف ليرة سورية  إلى خمسة وستين ألف ليرة تم دفعها في آخر مرة تمكن فيها أبو بلال من شراء الطحين، وباع كيلو الخبز بألف ليرة.

التهريب شريان مخيم الركبان

يعتمد الأهالي على طرق التهريب لإدخال المواد الغذائية بما فيها الطحين إلى المخيم ما أدى لارتفاع أسعارها، بحسب عبد القادر الخالد “مقيم في المخيم”. يقول إن حصار قوات الأسد للمخيم منذ ثلاث سنوات دفعهم للاعتماد بشكل كامل على المهربين الذين يدخلون المخيم من مناطق سيطرة النظام، ما أجبر الأهالي على دفع قيمة السلع مضاعفة في بعض الأحيان.

مناطق النظام هي المصدر الوحيد لمادة الطحين وقد انعكست أزمة الخبز التي تعيشها تلك المناطق على عمل المهربين. يقول أبو مشاري “مهرب” إنه اعتاد إدخال مادة الطحين إلى المخيم من مناطق سيطرة النظام السوري عن طريق تهريبها تحت الأعلاف، لكنه عجز خلال الشهر الماضي عن إدخال أي كيس طحين للمخيم بسبب صعوبة تأمينه في مناطق النظام وتضاعف أسعاره.
وصل سعر كيس الطحين سعة خمسين كيلو غرام إلى سبعين ألف ليرة وفي حال تمكن المهرب من إدخاله إلى المخيم سيصل سعره إلى خمسة وثمانين ألف ليرة، وهو ما يعتبره سكان المخيم مبلغاً يصعب عليهم تأمينه نتيجة ظروفهم الاقتصادية السيئة، لاسيما بعد إيقاف الأمم المتحدة لدعمها عن المخيم.

الأزمة الأقسى

يرى من التقيناهم من سكان المخيم أن النظام يستمر بحصارهم لإرغامهم على العودة إلى مناطق سيطرته وإغلاق ملف المخيم.

مناشدات أهالي مخيم الركبان لفك الحصار -فوكس حلب
مناشدات أهالي مخيم الركبان لفك الحصار -فوكس حلب

رأفت الشليل مقيم في مخيم الركبان منذ 2015 يقول إنه منذ نزوحه من مدينته تدمر إلى المخيم لم يعش قسوة الحياة كما يعيشها اليوم، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانقطاعها بين الحين والآخر، ناهيك عن استغلال التجار والمهربين حاجة الناس لتلك المواد بهدف جمع مرابح إضافية.

يفكر رأفت بالعودة لمناطق النظام ويصف العملية بـ “الرحيل من الجحيم الأصغر للجحيم الأكبر”، لأنه متخلف عن الخدمة الإلزامية ومطلوب للأمن السوري بسبب مشاركته في الحراك الثوري، ويعلم أنه سيلاقي مصير السجن أو الموت في حال عاد لمناطق النظام، ولكن لم يعد لديه حل آخر لينجي أطفاله الثلاثة وزوجته من الموت جوعاً في المخيم .

يقول رأفت إن عائلته لم تأكل رغيف خبز منذ أربعة أيام ويعتمدون كباقي أهالي المخيم على البرغل والأرز والذي قد لا يتوفر دائماً، ويبلغ ثمن كيلو الأرز خمسة آلاف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير على رأفت ما يدفعه للاستدانة من المحلات التجارية والتي باتت ترفض إقراضه مؤخراً لأنهم يعلمون أنه لا يملك أي عمل يساعده على سداد ديونه، نتيجة غياب فرص العمل في المخيم.

يقول من تحدثنا معهم من أهالي الركبان إنهم يعيشون بمعزل عن العالم الخارجي وتتجاهل الدول معاناتهم التي يعيشونها بشكل مستمر منذ بداية الحصار، وناشدوا الأمم المتحدة والدول المؤثرة في الشأن السوري للتحرك بشكل عاجل لإدخال المساعدات الغذائية للمخيم.

محمد الحافظ